استجابة ضعيفة من البنوك فى أول أسبوع بعد رفع «المركزى» للكوريدور %2
«فهمى»: القرار مؤقت والبنوك الحكومية قصرت الزيادة على األوعية قصيرة األجل بمعدالت تتراوح بين %0.5 و1% «السويفى»: ارتفاع تكلفة األموال منع البنوك من تطبيق زيادة جديدة على الفوائد وصعوبة جذب سيولة من خارج القطاع المصرفى
جاءت استجابة البنوك لقرار البنك املركزى رفع سعر الفائدة ضعيفة فى أول أسبوع بعد القرار.
واقـتـصـر رفـــع الــفــائــدة عـلـى الـشـهـادات املرتبطة بالكوريدور فقط، واألوعية قصيرة األجل فى عدد محدود من البنوك.
ورفع أكبر بنكني حكوميني الفائدة بنسبة تتراوح بني 0.25 و1% على األوعية االدخارية قصيرة األجل مع اإلبقاء على أسعار العائد على الشهادات طويلة األجل رغم أن املركزى رفع الفائدة األساسية .%2
فى حني ثبت أغلب بنوك القطاع اخلاص الـفـائـدة على مختلف أوعيتها االدخــاريــة، واكتفى بعضها بالزيادة على الشهادات متغيرة العائد.
ورفعت جلنة السياسات النقدية بالبنك املركزى، اخلميس قبل املاضى، أسعار الفائدة على الكوريدور 200 نقطة أساس لتصل إلى %18.75 لــإيــداع، %19.75و لـإقـراض، %19.25و للعملية الرئيسية.
ويــــرى مـحـلـلـون ومــصــرفــيــون، أن ضعف االستجابة من قبل البنوك راجع إلى ارتفاع تكاليف األموال التى لديها، خاصة أن البنك املركزى أشار فى بيان جلنة السياسة النقدية إلى أن القرار مؤقت، ما دفع عدداً من البنوك إلــى الــعــزوف عـن قـــرار رفــع الـفـائـدة بنفس املقدار.
وقالت نانسى فهمى، محلل البنوك ببنك االستثمار بلتون، إن البنوك لم تتجاوب مع قـرار رفع الفائدة، وإن التحركات اقتصرت على أكبر بنكى قطاع عام؛ حفاظاً على تكلفة توظيف األمـــوال، موضحة أن الــزيــادة على األوعية قصيرة األجـل فقط والتى غالباً ما تستخدم فى استثمارات أذون اخلزانة قصيرة األجـل والتى شهدت زيــادة أصـًا فى أسعار فائدتها األسبوع املاضى.
وأضافت أن البنوك تسعى للحفاظ على قاعدة املقترضني فى ظل انخفاض الطلب وركود بعض القطاعات، كما أن هناك بعض الـعـمـاء الــذيــن يـرفـضـون حتـمـل مـزيـد من األعباء على استثماراتهم، خاصة الذين لديهم ماءة مالية مرتفعة.
وتوقعت «فهمى»، أن يبدأ البنك املركزى فى تخفيض الفائدة مطلع العام املقبل، بعد حتقيق جزء من األهداف االقتصادية التى يعمل عليها القرار.
وأعـلـن بنكا األهـلـى ومصر أكبر البنوك احلكومية عدم رفع الفائدة على الشهادات مرتفعة العائد خال األسبوع املاضى، واكتفيا برفع الفائدة على حسابات التوفير والودائع، حيث رفــع بنك مصر الفائدة على الـودائـع وحسابات التوفير بنسب تتراوح بني ربع و1%، كما رفع البنك األهلى العائد بنسبة %0.5 على حسابات التوفير، %0.75و على الودائع أجل أقل من 6 أشهر.
وقــالــت رضــــوى الــســويــفــى، رئــيــس قسم البحوث ببنك االستثمار فاروس، إن االستجابة الضعيفة من قبل البنوك لقرار رفـع فائدة الكوريدور، يرجع إلى ارتفاع تكاليف األموال لدى البنوك.
وأضافت أن رفع الفائدة ليس له تأثيرات مـبـاشـرة على مــعــدالت التضخم، وأن رفع الفائدة من قبل البنوك يدفع بعض العماء إلى سحب أرصدتهم من بنك إليداعها فى بنك آخر يعطى فائدة أعلى، وأن جذب السيولة من خارج القطاع تكون ضعيفة.
وذكـرت «السويفى»، أن هناك بعض بنوك القطاع اخلاص تقوم حالياً بعرض عوائد أعلى بالنسبة للمنتجات االدخارية متغيرة العائد، محاولة االستفادة من الوضع احلالى، وسحب سيولة من العماء وزيادة حصتها السوقية.
وقال أشرف جنم، املدير العام بنك ،SAIB إن البنوك وضعت نصب أعينها تكلفة األموال لديها حال رفع الفائدة، والتى تعد مرتفعة بالنسبة لها بعد رفع الفائدة مبعدالت كبيرة عقب حترير سعر صرف اجلنيه.
ورفــع البنك املـركـزى الفائدة منذ حترير 700 سعر صرف اجلنيه نوفمبر املاضى بنحو نقطة أساس.
وذكـر «جنــم»، أن البنك املركزى أشـار فى بيان جلنة السياسة النقدية إلى أن الزيادة فى معدل الفائدة لفترة محددة، وأن ذلك أعطى انطباعاً للقطاع املصرفى بأن الزيادة ستكون بشكل محدود على األوعية قصيرة األجل.
وقــــال «جنــــم»، إن الــعــائــد عـلـى الــودائــع وحسابات التوفير لدى بنك الشركة املصرفية مرتفع، ويعطى أعلى عائد مقارنة مع مثيله فى البنوك احلكومية، مشيراً إلى أن البنك ثبت الفائدة على الودائع وحسابات التوفير.
وقال مصدر مسئول بقطاع اخلزانة بأحد البنوك العامة، إن هناك توجهاً فى القطاع املصرفى عقب رفع فائدة الكوريدور بتحريك الفائدة على احلسابات والودائع قصيرة األجل بشكل محدود.
وأضــاف أن االستجابة الضعيفة من قبل البنوك للقرار تـرجـع إلــى تكاليف األمـــوال مرتفعة، وأن البنك املركزى سيخفض فائدة الكوريدور قبل نهاية العام احلالى.
وقـــال: «الـبـنـوك عمرها مـا جتاهلت رفع البنك املـركـزى لفائدة الـكـوريـدور إال خال املرتني املاضيتني التى رفعت فيهما الفائدة بنحو 400 نقطة أساس».
وكان صندوق النقد الدولى قد نصح البنك املـركـزى خــال الشهور املاضية باستخدام الفائدة للحد من معدالت التضخم، ما دفع البنك املركزى لاستجابة ورفع الفائدة 400 نقطة أساس خال الشهرين املاضيني.
ويستهدف البنك املركزى الوصول مبعدالت التضخم إلى %13 بنهاية العام املقبل، وقال فى بيان جلنة السياسة النقدية التى صدر قبل أسبوع، إنه سيتخذ من القرارات ما متكنه وبحكم صاحياته القانونية مـن تخفيض التضخم إلى %13 فى الربع األخير من العام املقبل.