.. وزيادات متوقعة على فائدة قروض الشركات خالل الفترة المقبلة
مصرفيون: مبادرات البنك المركزى تحمى مشروعات »SME's« من التكلفة.. والسياحة أكثر القطاعات المتضررة
توقع مصرفيون ارتفاعات طفيفة فى أسعار العائد على قروض الشركات الكبرى تتراوح بن 0.5 و%1 خالل الفترة املقبلة بالبنوك التى رفعت تكلفة أموالها.
وقال املقرضون إن تأثير هذه الزيادة يتفاوت من قطاع آلخر وفقاً ألوضاع السوق والتكلفة ومـسـتـويـات الـطـلـب، ولـكـن هــذه التأثيرات مؤقتة، حيث أن أغلب قروض الشركات طويلة األجل وتستهدف أرباحاً على املدى الطويل.
ويعد قطاع السياحة الذى يعانى ضغوطاً وأزمــات كبيرة سيكون األكثر تـضـرراً، نظراً لــتــراجــع تــدفــقــات الــنــشــاط وجــــود أعــبــاء ومديونيات على أغلب الـشـركـات متراكمة نتيجة لألوضاع الغير مستقر التى شهدتها البالد األعوام األخيرة.
وقال عمرو طنطاوى العضو املنتدب لبنك مصر إيـــران، إن أغلب أسعار الفائدة على قروض الشركات مرتبطة بالكوريدور وتراجع الطلب على القروض الفترة املقبلة تقديرى، خاصة أن أى مشروع جديد باختالف نشاطه جتارى أو صناعى يضع فى دراسات اجلدوى لدورة نشاطه تكلفة التمويل التى تدخل ضمن التكلفة االستثمارية للمشروع أو التكلفة التشغيلية فى حالة ضخ التمويل فى رأس املال.
أضــــاف أن أصــحــاب االســتــثــمــارات قد يلجأون إلى تخفيض هامش الربح بـدالً من تأجيل قرار االستثمار للتوافق مع السوق أو احلفاظ على التنافسية ووضعهم فى السوق، آخذين فى االعتبار أنها فترة استثنائية لن تستمر طويًال مرهونة بتحقيق الهدف من رفع أسعار الفائدة، والتى حددها البنك املركزى بنهاية العام املقبل.
وقال طنطاوى، إن بنك مصر إيران خفض الهامش فوق فائدة الكوريدور بحيث يسلف الشركات بفائدة تتراوح من 0.5 و1% أعلى من أسعار فائدة اإلقراض، كمحاولة لتخفيض تأثير ارتفاع تكلفة التمويل على الشركات.
وأشار إلى أن القطاعات التى تتميز بهامش ربح حساس ودورة رأسمال أطول وتعتمد على قيمة مدخالت أعلى تتأثر وتتحمل مخاطر أعــلــى مــن غـيـرهـا مـثـل قــطــاعــات احلـديـد واألسمنت، بينما القطاعات التى لها هامش ربح كبير ومرن لن تتأثر.
واستثنى طنطاوى قطاع السياحة الذى يعانى من حالة ركــود منذ ،2011 وقــال إنه قطاع يحقق مكاسب مرتفعة، ولكن مرتبط باالوضاع السياسية واالستقرار ولن تؤثر فيه أسعار الفائد، إال أنه فى حالة الركود وتعرضه خلسائر أكبر.
قـــال مــاجــد فـهـمـى رئــيــس بـنـك التنمية الصناعية والعمال املصرى، إن قـرار البنك املـركـزى عالجى ملشكلة وقتيه وبالتالى هو قــرار مؤقت، مشيراً إلـى أن أسعار الفائدة ارتـفـعـت فـى الثمانينيات فـى عهد عاطف صدقى وصلت لـ 24 - ،%25 وانخفضت مرة أخرى إلى معدالت 7 – .%8
وأضاف أن هناك دوًال مرت بنفس الظروف االقتصادية ونفس معدالت التضخم وارتفعت معدالت الفائدة ووصلت لـ05% ألنها إجراءات عالجية ومؤقتة ولن تستمر.
ونـفـى فهمى ارتــفــاع مـعـدالت التعثر فى شركات الصناعة واالستثمارات القائمة نظراً لتأكيد املركزى على محدودية القرار وعدم استمراره، باإلضافة إلى أن القرارات مدعومة مـن جـهـات متخصصة مثل صـنـدوق النقد والبنك الدولى، وتأكيداتهم املستمرة على أن اإلجـــراءات التى تتخذها احلكومة املصرية سليمة وأن مصر تتخذ اخلطوات الصحيحة نحو حتسن املسار االقتصادى.
وأشار إلى أن البنك املركزى يحصن قراراته باملبادرات التى أطلقها خالل الفترة املاضية للتمويل مبعدالت عائد منخفضة تتراوح بن 5 و7 %12و والتى من شأنها أن حتد من قرارات ارتفاع الفائدة وحتصن املشروعات الصغيرة واملـتـوسـطـة ومتـكـن الـشـركـات مــن استيراد اآلالت واملعدات الالزمة لالستثمارات، مضيفاً أن موارد الدولة تأثرت كثيراً خالل الـ6 سنوات املاضية وهناك فاتورة البد أن ندفعها جميعاً.
وأكـدت على ذلك منى عبدالفتاح مسئول قــطــاع متــويــل الـــشـــركـــات بـالـبـنـك األهــلــى وقـالـت، إن القاعدة املتعارف عليها علميا أنه كلما زادت تكلفة التمويل تأثرت قرارات االستثمار أو انخفضت الرغبة فى االستثمار ولكن الوضع فى مصر حالياً مختلف بوجود مبادرات البنك املركزى للتمويل ذات العائد املنخفض الـتـى حتـد مـن آثـــار قـــرار ارتـفـاع الفائدة وتسمح للقطاعات الصغيرة واملتوسطة بتحقيق معدالت منو.
وأشـــارت إلــى أنــه كلما كــان معدل دوران رأس املـال أسـرع يحد من تأثير القرار وأن اى مشروع ناشئ ضمن القطاعات الصناعية سيتحمل تأثير سلبى أكبر مـن القطاعات القائمة.
وأوضحت أن نتائج القرار لن تكون سلبية بدرجة كبيرة، خاصة أنها موقتة إال أنه يجب العمل على تعظيم الصادرات لتحسن معادلة الناجت القومى، وأن سحب السيولة وتخفيض االستهالك لن يؤتى بنتائج قوية فى تخفيض معدل التضخم فـى ظـل انخفاض معدالت الصادرات عن االستيراد.
وقالت إن القطاع السياحى يعد من أكبر القطاعات املهددة بارتفاع املخاطر كنتيجة طبيعية الرتفاع تكلفة التمويل فى ظل حالة الركود التى يعانى منها على مدار عدة سنوات.