Al Borsa

دعم ريادة األعمال فى العالم العربى

- بقلم: فيلين ال هوريو يتعين على الدول إصالح قوانين اإلفالس إعداد: رحمة عبد العزيز المصدر: موقع بروجكت سينديكيت

عـنـدمـا زرت منطقة «ديــجــيــ­تــال ديـسـتـريـ­كـت» التكنولوجي­ة فى بيروت منذ شهرين، ومثيلتها فى «اجلريك كامبس» بالقاهرة قبل ذلك، كان التفاؤل واضحاً، وألسباب جيدة كذلك.

ففى منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا «مينا» التى ناضلت إليـجـاد مسار اقتصادى منذ الربيع العربى، يعاد صقل األفكار الريادية فى حاضنات مثل تلك املناطق التى حتمل مفاتيح مستقبل املنطقة.

وتساهم الشركات اجلديدة الناشئة فى أى مكان بخلق الوظائف وحتقيق تنافسية وإنتاجية أعلى، ومنو اقتصادى، وتساعد على تقليل الفقر وتكافح التغير املناخى، وعندما تقوم شركات جديدة مفعمة بالطاقة بـإدخـال منتجات وخـدمـات مبتكرة إلـى سـوق غير مستغل، تساهم بإيجابية فى تنمية القطاع اخلاص.

وفـى منطقة «مينا»، تقوم العديد من الشركات اجلديدة الناجحة بذلك بالفعل، وأحد األمثلة، هى شركة «ســوق دوت كــوم» ملبيعات التجزئة ومقرها اإلمـارات، والتى قادت ثورة فى التجارة اإللكتروني­ة بــاملــنـ­ـطــقــة وعــــززت التجارة عبر احلدود وحــســنــ­ت خـــيـــار­ات املستهلكني.

وفى مصر، طورت شركة «فـورى» نظام مدفوعات إلكترونى غير قواعد اللعبة، وحرر املستهلكون والشركات من استخدام النقدية، ويستخدم 20 مليون مصرى مبا فيهم مـاك الشركات الصغيرة، خدمات «فــورى» والتى تنفذ 1.5 مليون عملية دفع يومياً.

وحتتاج املنطقة للمزيد من رواد األعمال أمثال هـــؤالء ولــأســف فــى الــوقــت احلــالــى تخنق البيئة التنظيمية غير الداعمة الظروف املثالية النتشار الشركات اجلديدة.

ورغــم القيمة التى تضيفها الشركات الصغيرة إلى املستهلكني واالقتصادا­ت فى املنطقة، فإن رواد األعمال فى أغلب األحيان يعتمدون على أنفسهم فى البداية، وعلى سبيل املثال، ال تستطيع معظم الشركات اجلديدة فى منطقة «مينا» احلصول على االئتمان الازم للتوسع أو توظيف عمالة.

ولدى املنطقة 23 مليون شركة صغيرة ومتوسطة تشكل حوالى %90 من القطاع اخلاص، ومع ذلك، تتلقى %8 فقط من إجمالى اإلقراض املصرفى، وال يتبقى لدى رواد األعمال خيارات كثيرة أخرى، ولكن رغم منو عدد صناديق متويل املشروعات الناشئة فى املنطقة، ال يزال سوق املشروعات املشركة غير ناضج بالقدر الكافى.

حتى رواد األعمال الذين يحصلون على متويات جيدة، يواجهون عوائق للنمو نتيجة نقص اخلبرة، وال توجد برامج تعليمية كثيرة لرواد األعمال اجلدد، وعدد قليل يعد على األصابع من الشبكات يدعمون الـشـركـات اجلــديــد­ة، كما أن التفرقة على أسـاس اجلنس تعد عامًا مقيداً، ويفشل كل اقتصاد تقريباً بـ«مينا» فى متكني املوظفات واملديرات التنيفيذيا­ت بالكامل.

ومع ذلك، ميكن القيام بالكثير لضمان أن املزيد من الشركات اجلديدة فى املنطقة قادرة على حتويل األفكار اجليدة إلى أعمال ناجحة.

وفـى البداية، يتعني على الــدول إصــاح قوانني اإلفــــــ­ـــــاس، حــيــث تـتـحـمـل الــشــركـ­ـات اجلـــديــ­ـدة املـخـاطـر ولــكــن الـتـنـظـي­ـمـات احلــالــي­ــة جتـعـل من الـــصـــع­ـــب تـصـفـيـة الـشـركـات، مـا يـردع املقرضني املحتملني ويرفع تكلفة الدين، وأهم هذه اإلصـاحـات ينبغى أن تكون إلغاء عقوبة السجن لـإفـاس غير الـنـاجت عـن االحـتـيـا­ل، والـــذى يبقى التهديد احلقيقى للشركات الصغيرة عبر املنطقة.

وعــاوة على ذلـك، فـإن العديد من الــدول لديها قوانني عمل جتعل من الصعب على الشركات توظيف أو تسريح عمالة، كما أن انتقال العمالة يتطلب الكثير من األعمال الورقية املكلفة والروتني، وبالتالى فإن معاجلة األمـــر سيساعد الـشـركـات اجلــديــد­ة على االستفادة من كل دوالر.

وأخـيـراً يتعني على الــدول مراجعة القيود على امللكية األجنبية، وتعزيز قوانني احلماية الفكرية حلماية ابتكارات رواد األعمال الذين حصلوا عليها بــكــد، وذلـــك مــن شــأنــه تشجيع تــدفــق املــزيــد من االستثمارا­ت إلى املنطقة.

ويقود رواد األعمال النمو االقتصادى بطرق تذهب وراء املبيعات عبر اإلنترنت أو حلول الدفع اإللكترونى، ألن خلق الوظائف هو أكثر املساهمات احليوية التى تقوم بها تلك الشركات.

ويعد واحد فى كل 3 شباب فى املنطقة عاطًا عن العمل، ومن ميتلكون وظائف يعملون فى القطاع العام، والذى يعد أكبر جهة توظيف فى العالم العربى، وفى الدول اخلليجية، ومصر، والعراق، واألردن، وتونس، تشكل الوظائف احلكومية مـن 60 إلـى 80% من العمالة الرسمية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt