الكوميسا والبيزنيس!!!

بقلم: إبراهيم مصطفى

كــان حـدثـا جـيـدا وكبيرا حـضـره عــدد كبير من الرؤساء والسياسيني واالقتصاديني ورجال األعمال والقطاع احلكومى واخلــاص واألعمال العام ورواد األعــمــال وكــبــار رجـــال الـبـنـوك وبــنــوك االستثمار وشركات إدراة األصول وشركات استشارية من مصر ومن الدول اإلفريقية من منطقة الكوميسا وبحضور دولة تونس املنضم حديثا لدول منطقة الكوميسا.

حدث كهذا وبهذا التنظيم اجليد ال يجب أن مير مـرور الكرام دون تعليق من قلب احلــدث.. منطقة الكوميسا وما حتمله من فرص استثمارية وجتارية هائلة لبلدانها ال ميكن ان ميضى هكذا دون استغالل وتذليل عقبات منو التجارة واالستثمار.

ما زلت أقول إن تنويع األسواق والتركيز على القارة اإلفريقية واآلسيوية كفرص للنمو أسرع من أسواق أوروبا وأمريكا.. ال يعنى ذلك عدم االهتمام باألسواق األوروبية (الشريك التجارى األول ملصر) أو األمريكية (حيث اتفاقية الكويز..) ولكن لتحقيق معدالت منو أسـرع يجب االجتـاه إلى األســواق التى ما زالـت فى مرحلة النمو وبها فرص كبيرة للتجار واالستثمار.. مثلما فعلت الصني باجتاهها إلى دول شرق أوروبا وإفريقيا.. ألن هذه الدول لم تصل بعد إلى مرحلة التشبع ومـا زالــت حتتاج املزيد فى كافة املجاالت وسهل احلصول على حصة سوقية فيها ألنها ما زالت فى مرحلة النمو.

مؤمتر الكوميسا الذى عقد فى شرم الشيخ مؤخرا كـان أقــوى مـن مثيله الـعـام السابق ولكنه لـم يصل إلى قوة مؤمتر شرم الشيخ االقتصادى حتى اآلن.. ولكنه كان جديا للغاية تنظيما وموضوعات ومن حيث التمثيل فى احلضور.. ولكن منصة للتالقى والتشاور والتوعية وخلق تشابكات فى مجال البزنيس.

إفريقيا بلد الـفـرص غير املكتشفة تدعو كافة العاملني بالتجارة واالستثمار الكتشاف كنوزها.. أرض عطشاء للتجارة واالستثمار.. وتعظيم فرص التجارة مع دول منطقة الكوميسا كفيل بتنشيط حركة االستثمار.. ولكن ما ذا ينقص لتنمو التجارة بني دول املنطقة .

مـا زالـــت عقبات الـتـجـارة مثل ضعف العوامل املساعدة enablers على مستوى البنية األساسية (شيكة طــرق وسـكـك حـديـديـة)، ضعف اخلـدمـات اللوجيستية كاماكن التخزين واملـوانـئ اجلافة dry ports and logistics centers على األقل فى الدول الشاطئية ومنها لـلـدول احلبيسة، ضعف البنية املعلوماتية عن الفرص التجارية واالستثمارية، عدم وجود مشروعات استثمارية قابلة للتمويل لعدم وجود دراسـات جدوى بشأن الفرص املوجودة، عدم وجود شبكة تعامالت بني املؤسسات البنكية والتمويلية بني دول الـقـارة، عـدم تواجد شركات تسويق تنوب عن القطاع التصديرية فى اكتشاف الفرص التجارية واالستثمارية قطاعيا.. إلى جانب ضعف روح املغامرة لدوى املصدرين واملستثمرين املصريني فى اكتشاف األسـواق اإلفريقية.. إال مع عدد محدود من رجال األعمال املصريني الذين استثمروا فى تلك القارة الغنية باملوارد.. فالصينيون واللبنانيون والبرازيليون وبعض الــدول األوروبـيـة غامروا وذهبوا لالستثمار والـتـجـارة مـع إفريقيا رغــم علمهم بكافة املشاكل والتحديات بل وبعدهم عن القارة جغرافيا.. لكن إميانهم بوجود فرص استثمارية وجتارية فى دولة غينة باملوارد حفز روح املغامرة التى يجب أن يتسلح بها كل صاحب رأس مـال.. وأصبحوا اآلن يحققون أرباحا طائلة من وجودهم فى إفريقيا.. حتى أن بعض املستثمرين املصريني اعترفوا بأن مصانعهم فى تلك الدول حمت استثماراتهم فى مصر بعد يناير .2011

هناك حترك مصرى على مستوى القارة اإلفريقية مـن شـركـات وجـهـات حكومية إال أنـه ال يرقى إلى حتقيق طفرة جتارية واستثمارية.

ويجب أن يتحرك القطاع اخلــاص ويتخلى عن اخلـــوف ويتسلح بـــروح املــبــادرة وعليه أن يتحرك قطاعيا بإنشاء شركات تسويق متخصصة تساهم فى تأسيسيها شركات القطاع مع بنوك لفتح فروع فى تلك الدول واستكشاف القارة.. مع تنظيم رحالت ومعارض وبعثات ترويجية جتارية واستثمارية منتظمة لعدد من الدولة اإلفريقية واستغالل منصة الكوميسا ومؤسسات التجارة واملكاتب التجارية فى هذا الشأن.

سـوق بهذا احلجم ال يجب أن يـتـرك.. ولنا فى العمق اإلفريقى مصالح سياسة واقتصادية ال يجب أن تترك هكذا.. يجب على القطاع اخلاص أن يتحرك من خالل رجال األعمال وغرفه التجارية.. وشبكة العالقات اخلارجية.. إفريقا أرض الفرص ومنصة جيدة لنمو التجارة واالستثمار.

إن كثرة هذه األحداث مهمة لتذليل احلاجز النفسى والسياسى واالقتصادى بني القارة.. لنا فى قارتنا الكثير من فرص النمو تدعو أى مستثمر أو تاجر الستغاللها ولنا فيمن سبقونا عبرة ودروس.. واسألوا من فتحوا فروعا أو مصانع أو شركات هناك.. لتحذو حذوهم.. فيمكنك الربط بني مصنعك هنا ومصنعك هناك.. وشركتك هنا وشركتك هناك.

وما نبغى إال إصالحا.

إفريقيا بلد الفرص تدعو كافة العاملني بالتجارة واالستثمار الكتشاف كنوزها