Al Borsa

7.5 مليار دوالر فاتورة وارداتتالغ­ذاء فى 8 شهور من 2017

ت تحذيرات من ارتفاع األسعار العاملية بعد صعود «البرتول» البنك الدوىل يتوقع زياداتكبري­ةفى أسعار املنتجات مصر تحتل املركز الـ16 فى قائمة الدول املستوردة من أوروبا

-

وبالنسبة لتوقعات املنظمة، سيزيد هذا االرتفاع من األعباء على موازنة مصر العامة خال الفترة املقبلة فى حالة عدم اإلسراع فى توفير بدائل محلية للغذاء.

ويتطلب حتقيق األمن الغذائى للمواطنني فى كل دولـة 3 عوامل رئيسية، هى توافر الغذاء، والقدرة على شرائه، واستخدام منتجات بعينها لتحقيق املستوى املطلوب من السعرات احلرارية للحفاظ على البنية الصحية لإنسان.

وقـــال فتحى مـحـمـد، مـديـر مـالـى بـإحـدى شركات الصناعات الغذائية الكبرى، إن مصر تعتمد على مناشئ بعينها الستيراد احتياجاتها السنوية، أغلبها من دول االحتاد األوروبى.

أضـــاف أن ذلــك يـعـرض االقـتـصـا­د ملخاطر ارتفاع األسعار فى ظل تقلب العمات كما حدث العام املاضى مع العملة املوحدة لاحتاد األوروبى قائا: «األمن الغذائى ملصر على كف عفريت.»

ووفقاً لبيانات االحتاد األوروبى جاءت مصر فى املركز 16 ضمن الشركاء األكثر استيراداً لألغذية من االحتاد بقيمة 1.8 مليار يورو خال 2016 بحصة تصل إلــى %1.4 مـن إجمالى صادرات االحتاد السنوية.

أوضح محمد أن امليزان التجارى مع أوروبا يـصـب فــى صـاحلـهـا دائــًمــا نتيجة انخفاض الصادرات املصرية إليها باملقارنة مع الواردات، ما يحرم اجلهاز املصرفى من العملة األجنبية، ويتم ترجمة ذلك االرتفاع املستمر فى فاتورة الــــوارد­ات، مـا يضغط على دخــول املستهلكني الشهرية .

وغطت صادرات السلع الغذائية ويشمل ذلك حاصات زراعية والصناعات الغذائية والتى بلغت 4.5 مليار دوالر نحو %30 مـن قيمة الــوارادت الغذائية وقدرها 13.35 مليار دوالر خال العام املاضى.

وظهرت مطالبات فى الفترة األخيرة بضرورة االهتمام باملحاصيل ذات امليزة النسبية املرتفعة، ومنها النباتات الطبية والعطرية، والتى ميكنها مع غيرها ضبط ميزان املدفوعات.

وقــال مجدى مـوسـى، رئيس محطة شمال سيناء مبركز بحوث الصحراء، إن بعض السلع األساسية ال ميكن حتقيق االكتفاء الذاتى منها بسبب الظروف املناخية، فزيوت النخيل والصويا مثا حتتاجان ملناخ استوائى ال متلكه مصر.

أضاف أنه ميكن زراعة منتجات بديلة إلنتاج الـــزيـــ­وت، مـثـل الـتـوسـع فــى محاصيل «الـــذرة الصفراء، والقطن، والكتان»، لكنها متر بظروف صعبة خال السنوات األخيرة بسبب التسويق، ما جعلها تتضائل.

ووفًقا لبيانات «املركزى لإحصاء»، انخفضت أحجام اإلنـتـاج من هـذه املحاصيل خـال عام 2016 إلى 164 ألف طن لبذور القطن و183 ألًفا للفول السودانى، و40 ألف طن للصويا، و22 ألف طن لعباد الشمس.

وتابع موسى: «فـى ظل املـنـاداة باالستثمار األجنبى، يجب وضع املناطق الصحراوية القابلة للزراعة ومنها سيناء على خريطة االستثمار التى تستهدفها الدولة، والتى لديها قابلية أعلى من غيرها فى محاصيل النباتات الطبية.»

أوضــح أن األراض الصحراوية فـى شمال سيناء مثالية لـلـزراعـة العضوية بـعـيـداً عن ترسبات متبقيات املبيدات التى تعيق توسيع قاعدة الصادرت الزراعية فى أوروبا.

وقال موسى: «العالم أصبح مفتوًحا وينادى بالتخصص، وال ميكن أن نزرع كل ما نأكل، فهذه تخضع لعوامل بيئية متعددة يحكمها املناخ، لكنه يجب أن نرتفع باحلصص التجارية مع األسواق اخلارجية على مستوى الصادرات.»

وبلغت إنتاجية النباتات الطبية خال 2015 نحو 196 ألف طن فى حني بلغت صادراتها أكثر من 80 مليون دوالر.

بلغت واردات مصر الغذائية 7.5 مليار دوالر خال أول 8 أشهر من عام 2017، متثل %18.4

مـن إجمالى الـــــوار­دات، وفـًقـا لبيانات اجلهاز املركزى للتعبئة العامة واإلحصاء.

واقتطع االعتماد على االستيراد جزءا كبيرا من احتياطات مصر الدوالرية خال السنوات األخيرة، ما أدى لتراجع احتياطى النقد األجنبى لدى البنك املركزى إلى 17 مليار دوالر، والذى تعافى مع حترير أسعار الصرف فى نوفمبر 2016 ليصل 36.7 مليار دوالر نهاية الشهر املاضى .

لـكـن حتـريـر سـعـر الــصــرف صـاحـبـه موجة تضخمية قـفـزت مبـعـدالت الــزيــاد­ة فـى تكلفة املعيشة بأكثر من %30، جاء معظمها مدفوًعا بنمو أسعار السلع فى سلة الغذاء بنحو %40

خـال العام املاضى كونها من أكثر القطاعات اعتماداً على االستيراد واألكثر حساسية لتقلبات سعر الصرف.

وتراجعت قيمة واردات السلع الغذائية بنحو %1.5 فقط خال العام املاضى لتسجل 13.35 مليار دوالر متثل %19.9 من جملة الــواردات، مـقـابـل 13.55 مـلـيـار دوالر تــعــادل %18.61 من إجمالى واردات 2015، وذلـك رغم قـرارات احلكومة لتحجيم االستيراد.

وطبقت وزارة الصناعة نهاية عام 2015 قيوًدا على االستيراد لتخفيف العبء على موارد الدوالر، واشترطت تسجيل املصانع املصدرة ملصر لدى هيئة الرقابة على الصادرات والواردات.

وارتــفــع­ــت مــعــدالت االســتــه­ــاك املـحـلـى من السلع بوتيرة أسرع من الزيادة فى اإلنتاج، بسبب معدالت النمو السكانى فى الفترة بني 2006 و2015، التى زادت من 70 مليونا إلى 88 مليون نسمة .

وعلى سبيل املثال، ارتفع إنتاج القمح بنحو %17 خـال الفترة بني أعــوام 2006 و2015، ليصعد من 8.2 مليون طن إلى 9.6 مليون طن، فيما زاد معدل االستهاك بنسبة %37.3 ليصل إلى 19.5 مليون طن بنهاية 2015 مقابل 14.2

مليون طن خال .2006

وتراجعت نسبة االكتفاء الذاتى من املحصول االستراتيج­ى من %57 بنهاية يونيو 2006 %49 بنهاية الشهر نفسه من عام .2015

ويبرز اخلطر بإحصائيات (املركزى لإحصاء) فى منو فاتورة الواردات خال السنوات العشرة بنحو مرتني ونصف، كما يُفسر القفزة الكبيرة تراجع قيمة اجلنيه املصرى أمام الدوالر من 5.7 جنيه فى 2006 إلى 7.8 جنيه فى 2015 وارتفاع األسعار العاملية للسلع إلى جانب منو أحجام الواردات نفسها لتغطية تزايد السكان.

وحــذرت منظمة األغـذيـة والـزراعـة التابعة لألمم املتحدة «الفاو» من ارتفاع تكلفة استيراد األغذية عاملًيا خال العام احلالى بنسبة %6 مقارنة بالعام املاضى، لتصل إلى 1.4 تريليون دوالر، وهو ثانى أعلى رقم قياسى يتم تسجيله.

وقالت املنظمة، إن تكاليف الشحن والنقل إلى بعد ارتفاع أسعار البترول إلى 60 دوالراً للبرميل ستدفع األسعار العاملية للصعود رغم وفرة اإلنتاج.

وتُشير توقعات البنك الدولى ألسعار السلع الغذائية عاملياً إلى ارتفاع أسعار زيوت النخيل من 720 دوالراً للطن فى 2017 إلى 900 دوالًرا بحلول 2030، وزيــوت الصويا من 850 دوالًرا للطن إلى 1000 دوالر خال الفترة نفسها.

وتنبأ البنك الدولى بارتفاع أسعار الذرة إلى معدالت قياسية لتسجل 210 دوالر للطن مقابل 175 دوالًرا حالًيا فى املتوسط، والقمح إلى 240 دوالراً للطن مقارنة بـ175 دوالرا حالًيا.

وتوقع البنك أيًضا، ارتفاع أسعار السكر بنحو 20 دوالرا للطن، ليصعد إلى 380 دوالراً فى حني حتتاج مصر لزيادة املتوفر لاستهاك بنحو 60 ألف طن سنوًيا لتغطية االحتياجات.

 ??  ?? المصدر: الجهاز المركزى للتعبئة العامة واإلحصاء
المصدر: الجهاز المركزى للتعبئة العامة واإلحصاء
 ?? مقارنة بين قيمة وحجم واردات السلع الغذائية فى 10 سنوات ??
مقارنة بين قيمة وحجم واردات السلع الغذائية فى 10 سنوات

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt