هل ُتفسد «أوبك» خطط الحكومة للسيطرة على العجز؟
الدسوقى: استمرار ارتفاع أسعار البرتول عامليًا سيؤثر سلبيًا عىل مستهدفات العجز.. والحكومة تستطيع تعديل املوازنة فرحات: مستهدفات الحكومة واقعية.. ولكنها مرهونة بأسعار النفط أقل من 60 دوالراً
فى الوقت الــذى وضعت فيه وزارة املالية املصرية موازنة العام املالى احلالى، على أساس سعرى لبرميل البترول عند 55 دوالراً للبرميل الواحد، شهدت أسعار برميل البترول «برنت» عاملياً ارتفاعاً كبيراً لتتخطى حاجز 65 دوالراً مؤخراً، ألول مرة منذ يونيو .2015
واتفقت أوبك بقيادة السعودية مع 10 بلدان أخـــرى مـن بينها روسـيـا على خفض اإلنـتـاج مبقدار 1.8 مليون برميل يومياً حتى مارس العام املقبل، ما قد يساهم فى تراجع املعروض من النفط عاملياً ويدعم أسـعـاره، التى بدأت تتهاوى منذ عام .2014
وأثــار ارتفاع أسعار البترول عاملياً تساؤالً حــول قـــدرة احلكومة على الــوفــاء بتعهداتها حـــول تخفيض عـجـز املـــوازنـــة الـعـامـة خـال العام املالى احلالى ألقل من %10 من الناجت املحلى اإلجمالى، وذلك ضمن برنامج اإلصاح االقتصادى الذى تنفذه مصر مع صندوق النقد الدولى منذ العام املاضى.
وأعـدت وزارة املالية مفترضة سعراً عاملياً لبرميل البترول عند 55 دوالراً وسعر 16 جنيهاً لــلــدوالر، وعلى هــذا األســـاس خصصت 106 مليارات جنيه لدعم املواد البترولية خال العام املالى احلالى، و03 مليار جنيه لدعم الكهرباء التى تعتمد على املواد البترولية فى التوليد.
وقال هانى فرحات املحلل االقتصادى ببنك االستثمار سـى آى كابيتال، إن مستهدفات احلـكـومـة لعجز املــوازنــة خــال الــعــام املالى احلالى عند %9.8 من الناجت املحلى واقعية، حال استمرار أسعار البترول عند مستويات أقل من 60 دوالراً للبرميل.
وأضــاف أنـه حـال استمرار األسـعـار عاملياً فى االرتفاع فى ظل التوترات السياسية التى تشهدها املنطقة، قد يساهم ذلك فى ارتفاع مستويات العجز.
واستبعد فرحات اجتاه احلكومة لرفع أسعار البترول ومشتقاته محلياً خـال العام املالى احلالى حال استمرار ارتفاع األسعار عاملياً، مشيراً إلى أن االرتفاعات ستؤثر على العجز كنسبة من الناجت املحلى اإلجمالى ليرتفع بشكل طفيف فوق %10 من الناجت املحلى.
ووفقاً لبيانات حكومية، فإن احلكومة تعتزم رفع أسعار املـواد البترولية فى السوق املحلى بداية العام املالى املقبل، وذلك وفقاً لبرنامجها مع صندوق النقد الدولى والذى يهدف إلى إلغاء الدعم عن املحروقات نهائياً بحلول .2020
وتستهدف احلكومة حتقيق عجز مبعدل %9.5 من الناجت املحلى اإلجمالى بــدالً من %9 عن إعداد املوازنة، وهو ما ميكن أن يتأثر مع استمرار ارتفاع أسعار البترول العاملية، ولم تستطع احلكومة حتقيق العجز املستهدف خال العام املالى املاضى عند ،%9.9 والذى ارتفع ليسجل ،%10.9 وفقاً لتصريحات وزير املالية عمرو اجلارحى.
وبالرغم من رفـع احلكومة أسعار البترول ومشتقاته محلياً بداية العام املالى احلالى، إال أن دعـم املحروقات ارتفع فى املـوازنـة بنسبة تتراوح بني %40 و .%50
ويستهدف مصدرو البترول الرئيسيني فى العالم تقليص املعروض بشدة على مدار العام املقبل، لكن من املبكر القول أنهم سينجحون فى ذلـك، مع تنامى الشكوك من املنظمة الدولية للطاقة، والتى متثل الدول املستهلكة للطاقة.
وتـــــرى ريـــهـــام الـــدســـوقـــى كـبـيـر املـحـلـلـني االقتصاديني ببنك االستثمار أرقام كابيتال، أن استمرار ارتفاع أسعار البترول عاملياً سيؤثر سلبياً على مستهدفات عجز املوازنة خال العام املالى احلالى.
وأضافت أن احلكومة لديها عدد من األدوات الـتـى قـد تستخدمها لتقليل العجز فـى ظل التأثيرات السلبية ألسعار النفط، منها تقليل النفقات وزيــــادة اإليـــــرادات، مشيرة إلــى أن احلكومة لديها إمكانية فى تعديل املوازنة وفقاً ألى متغيرات تطرأ على االقتصاد.
وعلى احلكومة أن تأمل فى حتقق توقعات وكـالـة الطاقة الـدولـيـة التى تــرى أن منتجى البترول سيواجهون تراكماً إضافياً فى املخزون خـال النصف األول مـن ،2018 قبل يتوازن سوق العرض والطلب فى النصف الثانى، وقد يرتفع مخزون البترول العاملى مبقدار 72 مليون برميل، مـع توقع تـراجـع الطلب العاملى على البترول، عكس أوبك التى تتوقع زيادته.