عام حافل للبنوك المركزية فى الشرق األوسط وشمال أفريقيا

مصر تخفض الفائدة والسعودية وتركيا يرفعانها وتردد فى املغرب وحذر فى لبنان

بعد عام شهد عدة ارتفاعات فى أسعار الفائدة األمريكية، واضـطـرابـات سياسية رفعت أسعار االقـتـراض مبعظم دول منطقة الشرق األوسـط وشمال أفريقيا، فإن لدى البنوك املركزية باملنطقة أهدافاً متنوعة خالل .2018

ومــن دورة تيسير نـقـدى جــديــدة فــى مصر، وضغوط سياسية فى تركيا، وتعومي عملة محتمل بــاملــغــرب، تـقـدم وكــالــة أنــبــاء «بـلـومـبـرج» دلـيـًال للمستثمرين عن التدابير السياسية املتوقعة فى املنطقة.

مصر

من املتوقع أن تخفض مصر الفائدة خالل العام اجلارى مع تراجع التضخم الذى قفز بعد تعومي اجلنيه فى ،2016 واستقر اجلنيه بعد ذلك، ورغم أن أسعار الفائدة العالية جذبت 19 مليار دوالر ألذون اخلزانة املصرية، فقد أضـرت بالشركات التى حتاول احلصول على قروض.

وقـد يخفض «املـركـزى املـصـرى» الفائدة إلى %13.25 من %18.75 بنهاية العام، وفقاً لشركة «كـابـيـتـال أيكينوميكس» بـلـنـدن، ويـتـوقـع البنك املركزى أن يهبط التضخم األساسى، الذى تراجع إلى %26 فى نوفمبر من %30.8 الشهر السابق له، إلى %13 فى الربع الرابع.

وقــال هانى فـرحـات، اقتصادى فـى «سـى آى كابيتال» القابضة، إن تيسير السياسة النقدية قد يبدأ فى الربع األول من ،2018 ومن غير املرجح هــروب املستثمرون األجـانـب ألن األوراق املالية طويلة األجل ستظل جذابة.

تركيا

بعد أن فوتت تركيا مستوى التضخم املستهدف للسنة السابعة على التوالى فـى ،2017 يتوقع القليلون، أن محافظ البنك املركزى، مراد جتني قايا، سـوف يشدد السياسة النقدية أكثر رغم املـطـالـبـات املــتــكــررة مــن الــرئــيــس، رجـــب طيب أردوجان، بتخفيض أسعار الفائدة.

ويتمسك جتني قايا بالسياسة النقدية احلالية، ألنه يتوقع تراجع التضخم من %11.9 إلى %7

بنهاية العام اجلـارى، وبذلك يقترب من املستوى املستهدف عند %5 على املدى الطويل.

ويقول إنانش ســوزر، مدير إدارى فى شركة «مـاكـرو فيو» لالستشارات بتركيا، إنـه فـى ظل التوقعات بتراجع النمو العام اجلارى، سوف يراقب البنك أيضاً شهية املستثمرين لألصول التركية وسط ارتفاع أسعار الفائدة فى الواليات املتحدة.

وأوضـح أن البنك املركزى التركى لن يتحرك، إال إذا انخفضت الليرة ملستويات قياسية جديدة.

وأضـــاف أن البنك املـركـزى سيفضل سياسة االنتظار والترقب فى الوقت الــذى يحاول فيه معرفة مسار املكاسب فى األسعار.

السعودية

تعهدت السعودية باحلفاظ على ارتباط عملتها بالدوالر ومن املتوقع أن تراقب ارتفاعات الفائدة األمريكية، وتتمثل املشكلة بالنسبة لهيئة النقد السعودية، كما يعرف منظم السوق هناك، فى أن تكاليف االقتراض األعلى لن تكون مواتية القتصاد انكمش على األرجح بنسبة %0.5 العام املاضى.

وقـــــال زيـــــاد داود، مـحـلـل لــــدى «بــلــومــبــرج إيكونوميكس»، إن الهيئة على األرجـــح سترفع الفائدة على اتفاقيات إعـــادة الـشـراء العكسية إلـى %1.75 بعد الرفع الـقـادم ألسعار الفائدة األمريكية، ثـم سترفع الفائدة على الكوريدور بالتماشى مع الرفع من قبل الفيدرالى األمريكى.

أضاف أن الهيئة حينئذ قد تضخ سيولة أو تغير نسب االحتياطى اإللزامى لتجنب ارتفاع الفائدة فى البنوك التجارية.

وقـال أحمد اخلليفى، رئيس هيئة النقد، إنه بعد إصـــدار سـنـدات الـعـام املـاضـى، قـد تستغل الهيئة عمليات السوق املفتوح - أى شـراء وبيع األوراق املالية للتأثير على تكاليف االقتراض – إذا استدعى األمر.

املغرب قال املسئولون، إن التحول إلى نظام عملة أكثر مرونة سيساعد فى جعل املغرب مركز مالى وبوابة أعمال ألفريقيا، ويصدق صندوق النقد الدولى على هذه اخلطوة، وحث احلكومة على تطبيقها فى أسرع وقت ممكن، ولكن بعد أن أنهى البنك احتياطيات النقد األجنبى اللبنانية املركزى املغربى استعداداته، ترددت السلطات فى تطبيق التعومي وسط مخاوف من الشركات بتراجع الدرهم، ويقع القرار حالياً فى يد رئيس الوزراء، سعد الدين العثمانى، وليس من الواضح إذا كانت السياسات ستتحول.

وقـــال تـشـارلـز روبــرتــســون، االقــتــصــادى فى «رينيسانس كابيتال»، إن األنباء اجليدة تتمثل فى أن األداء االقتصادى «رائع».

ويتوقع صندوق النقد الدولى تباطؤ االقتصاد إلى %4 العام اجلارى من %4.4 العام املاضى، وستكون الزراعة مساهم رئيسى فى النمو، ويتوقع روبرتسون تغييرات ضئيلة لسياسة العملة فى ،2018 وتوسع محدود فى نطاقات التداول، وهو ما سيشكل فارقاً للمستثمرين.

لبنان

ذّكــرت االضطرابات السياسية ومـا نتج عنها من موجة بيع لسندات الدولة بعد استقالة رئيس الــــوزراء اللبنانى سعد احلــريــرى، املستثمرين بتعرض لبنان لألزمات واعتمادها على التحويالت من اخلارج.

وتقوض هذه االضطرابات قدرة احلكومة على اإلنفاق، والذى يتضمن حزمة حتفيز بقيمة 1.2

مليار دوالر لدعم االقتصاد املتوقع أن ينمو بنسبة %2 العام اجلارى، وفقاً لصندوق النقد.

وتتمثل أحـــد املـشـكـالت الـتـى تــواجــه البنك املركزى اللبنانى فى أن رفع الفائدة جلذب املزيد من التدفقات النقدية سوف يتعارض مع مجهودات دعـم النمو، وبــدالً من ذلـك يعتمد املركزى على إدارة أوضاعه املالية من خالل تبديل أذون اخلزانة املقومة بالعملة املحلية بسندات دولية متلكها وزارة املالية ثم يبيع األذون للبنوك املحلية مقابل الدوالر.

وارتفعت االحتياطيات النقدية فى الدولة إلى أعلى مستوى على اإلطالق العام املاضى، ويتوقع املحللون اتباع املـركـزى تكتيكات مشابهة العام اجلارى.

وقالت كــارال سليم، اقتصادية فى «ستاندرد تشارترد»، إن احتياطيات البنك املركزى اللبنانى قوية مبا يكفى لتحمل الصدمات وكان التركيز فى السابق على احلفاظ على مستوى االحتياطيات وسوف يظل كذلك للعام اجلارى.