Al Borsa

دبى نموذج للنمو الحديث فى الشرق األوسط

- بقلم: ماثيو وينكلر: رئيس تحرير فخرى ومؤسس «بلومبرج نيوز»

متيز الـشـرق األوســـط باستكشاف البترول وإنتاجه على مدار أكثر من 100 عام.

واآلن يعاد توجيه املنطقة من خالل طموحها للنمو إلى ما بعد الوقود األحفورى، وكانت حملة التطهير فـى األســـرة املالكة السعودية تتعلق بتطلعاتها ألن تصبح اقتصاد الـقـرن احلــادى والعشرين بقدر ما تتعلق باقتالع الفساد.

وال توجد مدينة أو دولة فى املنطقة ابتعدت عن االعتماد على احلقول البترولية بقدر دبى، التى نوعت اقتصادها منذ السبعينيات، والنتيجة أنها أصبحت بوابة مزدهرة للعوملة وذات آفاق اقتصادية عالية.

وتعد دبى، موطناً ألكثر من 200 جنسية، وتنمو بسرعة أكبر مـن جيرانها، وأصبحت الوجهة الثالثة للسياح بعد تركيا والسعودية.

وبالنظر إلى موقعها الذى يبعد ثمانى ساعات سفراً عن ثلثى سكان العالم، فإن لدى دبى أكثر املطارات الدولية إشغاالً فى املنطقة من حيث عدد الركاب ما أعطاها ميزة أخرى وهى رابع أكبر شركة طيران وفقاً لإليراد عن كل كيلو متر يقطعه املسافر.

وتضم املدينة، برج خليفة األطول فى العالم، املطل على جبل على، وتـاسـع أكبر ميناء فى العالم.

وحول االلتزام الذى ال هوادة فيه نحو التطوير العقارى دبى إلى مركز شرق أوسطى للتمويل وتكنولوجيا املعلومات، والـعـقـار­ات، والشحن، وحتى الورود.

ويسهم البترول، الذى كان يوماً ما يشكل %50 من الناجت املحلى اإلجمالى لدبي، بأقل من %1 من الناجت اليوم.

وتسارعت وتيرة التحول االقتصادى عندما ارتفعت أسعار البترول إلى املستوى القياسى عند 147 دوالراً للبرميل فى ،2008 واستمر التنويع فى أعقاب األزمـة املالية العاملية وحتى عندما تراجع البترول إلى 26 دوالراً فى ،2016 وفقاً لبيانات جمعتها وكالة أنباء «بلومبرج».

واستمرت طفرة البناء حتى عندما سعت «دبى وورلد»، الشركة احلكومية القابضة، إلى جتميد دفعات ديونها حتى تعيد هيكلة ديون بقيمة 25 مليار دوالر فى نوفمبر ،2009 وهو ما أدى إلى هروب بعض املقترضني من اإلمارة.

وجعلت األزمة االئتمانية والتباطؤ الالحق لها، دبى أكثر عزماً على التغلب على إرث البترول الشرق أوسطى.

وقـال مسئولو الطاقة فى ،2016 إن الطاقة املـتـجـدد­ة ســوف تشكل %25 مـن احتياجات اإلمارة خالل 12 عاماً.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب الرئيس، رئيس الوزراء، حاكم دبى، منذ عام، إن نسبة الطاقة املتجددة سوف ترتفع إلى %44 بحلول ،2050 وحينها ستستهدف دبــى إنتاج %75 من احتياجاتها من الطاقة من مصادر نظيفة.

وتضم استراتيجية جعل اإلمـــارة اقتصاداً نظيفاً، سياسة لتوسيع البنية التحتية.

وحتى عندما تراجعت أسعار البترول بنسبة %50 فى ،2014 استمرت اإلنشاءات بال هوادة من أجـل معرض «إكسبو ،»2020 الـذى يهدف إلى استعراض الفرص، واحلــراك االجتماعى، واالستدامة بتركيز خاص على التعليم، ورأس املــال املـالـى، واللوجستيا­ت، واألنظمة البيئية الطبيعية، والتنوع احليوى، بجانب موضوعات أخرى.

وانعكس كل ذلك فى سوق األسهم الذى تتفرد به دبى فى اخلليج العربى.

وتاريخياً، ترتفع وتنخفض أسعار األسهم فى الشرق األوسط مع سعر اخلام، ولكن ليس فى دبى.

فمنذ عام ،2003 عندما بدأ البترول مسيرته ألعلى مستوى على اإلطـــالق والـتـى امـتـدت 5 ســنــوات، انخفض الـتـرابـط بـني أسـعـار أسهم شـركـات الـعـقـارا­ت فـى دبــى وبــني البترول إلى %0.3 من ،%0.7 وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرج.

وفــى الفترة مـا بـني 2009 و،2012 عندما تضاعفت قيمة البترول، ارتفع سوق أسهم دبى بنسبة .%14 وحققت شركات العقارات مكاسب بنسبة .%48

ولكن رغـم انخفاض أسعار البترول بنسبة %37 منذ ،2013 ارتفع سوق دبى بنسبة ،%155 وأصبحت قيمة شركات العقارات أعلى بنسبة ،%135 وفقاً لبيانات الوكالة األمريكية.

ويضم املؤشر العام لسوق دبى املالى 36 شركة، ومنذ عام ،2003 حققت الشركات السبع التى تشكل قطاع العقارات واإلنـشـاء­ات فى املؤشر، إجمالى إيـرادات (من الدخل وارتفاع قيمة السهم) بنسبة منو ،%795 وبذلك هزمت عائد املؤشر بنسبة ،%417 وأيـضـاً عائد مؤشر «بلومبرج» العقارى العاملى بنسبة ،%250 والذى يضم 242 شركة، وال يوجد سوق آخر فى اخلليج العربى قريب من تكرار أداء سوق العقارات فى دبى.

وتعد دبى، اليوم، فى موضع يخولها ألن تصبح قائداً للنمو بني الدول الست األعضاء فى مجلس التعاون اخلليجى، ومن املتوقع أن يتوسع ناجتها املحلى اإلجمالى بنسبة %3 العامني اجلـارى والقادم، وفقاً الستطالع رأى أجرته «بلومبرج»، وستتخلف عنها السعودية التى تفوقت عليها فــى 5 ســنــوات مــن الـسـنـوات الـسـت السابقة لعام .2016 إعداد: رحمة عبدالعزيز المصدر: وكالة أنباء «بلومبرج»

جعلت األزمة االئتمانية والتباطؤ الالحق لها دبى أكرث عزمًا عىل التغلب عىل إرث البرتول

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt