توسع وتيرة النمو يعزز فرص ازدهار منطقة اليورو
عزز االقتصاديون، فى استطالع لوكالة أنباء «بلومبرج»، توقعاتهم بنمو القارة األوروبية لعام 2018 إلى ،%2.2 وهى نسبة قريبة من التوسع الذى شهدته المنطقة عند %2.4 العام الماضى. وذكرت الوكالة، أن تفاؤل المستثمرين يتناقض مع النظرة الباهتة بداية عام 2017 وتباطؤ الز
بــدأت املنطقة التى تضم 19 دولــة هـذا العام، سلسلة من األرقام اإليجابية مبا فى ذلك البيانات التجارية القوية فى أملانيا وفرنسا أكبر اقتصادات املنطقة. وقد أعطت هذه التحسينات زخماً جديداً لصانعى السياسات فى البنك املركزى األوروبــى؛ للدفع من أجل وضع حد لسياسة التحفيز النقدى.
وأعلن مكتب اإلحصاءات التابع لالحتاد األوروبى «يوروستات»، فى وقت سابق، أن اإلنتاج الصناعى ملنطقة الـيـورو فـاق التوقعات، وارتـفـع %1 خالل نوفمبر مقارنة بأكتوبر، وبنسبة %3.2 على أساس سنوى.
ويرجع النمو األقــوى من املتوقع بشكل رئيسى إلى زيادة إنتاج السلع الرأسمالية التى يرتفع الطلب عليها مع زيادة االستثمار، وكذلك الزيادة فى إنتاج السلع الوسيطة والسلع االستهالكية املعمرة.
وقــال أجنيل تـاالفـيـرا، اخلبير االقـتـصـادى فى جامعة «أكسفورد» فى لندن، إن هذه الدورة احلالية لديها كثير من الوقود، إذ إن ارتفاع البيانات فى مختلف املجاالت يوفر صورة منو أكثر اتساقاً ملنطقة اليورو.
واعترف البنك املركزى األوروبــى، بهذا االرتفاع قائًال: إنه يرى توسعاً مستمراً على نحو متزايد، مضيفاً أن تخفيض الرئيس األمريكى دونالد ترمب، الضرائب سيكون له تأثير أكبر من املتوقع على منو منطقة اليورو.
وأشارت الوكالة إلى أن «املركزى األوروبـى» ملّح، أيضاً، إلى أن توجيهاته بشأن إجــراءات السياسة العامة فى املستقبل ميكن إعادة النظر فيها فى وقت مبكر من العام احلالى. ولكن مع مواصلة التضخم حتطيم الهدف األقل بقليل من 2%، فإن أى تغييرات ستكون تدريجية، ويـــرى االقـتـصـاديـون، أن مـعـدل النمو فـى أسعار املستهلكني سيبلغ %1.5 هذا العام، و %1.6 فى ،2019 ولن توجد زيادة فى أسعار الفائدة حتى عام .2019
وأوضحت الوكالة، أن حتسن االقتصاد سيعطى بالتأكيد كامل الدعم لليورو الذى زاد بالفعل بنسبة %1.6 مطلع العام احلالى بعد قفزة بنسبة %14 فى ،2017 وهذا خطر ميكن أن يؤثر على النمو ومعدل التضخم.
ومــن املـتـوقـع أن تـكـون أســعــار املستهلكني فى منطقة اليورو أقل من هدف التضخم للبنك املركزى األوروبى.
وكشفت البيانات ارتـفـاع اإلنـتـاج الصناعى فى املنطقة بأكثر مما كان متوقعاً فى نوفمبر املاضى، واستمرت البطالة فـى االنخفاض وسجل مؤشر مديرى املشتريات أكبر ارتفاع خالل 7 سنوات الشهر املاضى.
وفى أملانيا، أكبر اقتصاد فى املنطقة اقتربت الثقة فى األعمال التجارية من تسجيل مستوى قياسى، رغم املأزق السياسى الذى ترك املستشارة أجنيال ميركل، غير قــادرة على تشكيل حكومة ائتالفية جديدة منذ انتخابات سبتمبر.
وكشفت البيانات، أن نسبة النمو التى حققها االقتصاد األملانى عام 2017 هى األكبر منذ عام
2011 عندما بدأ فى التعافى من الركود االقتصادى الناجت عن الكساد الذى أصاب االقتصاد عام ؛2009 بسبب األزمة املالية العاملية.
وبــاملــقــارنــة مــع االرتـــفـــاع فــى بـريـطـانـيـا خـالل الثمانينيات والــواليــات املتحدة فـى التسعينيات، يبدو النمو متواضعاً فى منطقة اليورو حتى الوقت الراهن.
ومن املتوقع أن تسجل أملانيا وفرنسا وإسبانيا منواً يبلغ بنسبة %2 أو أكثر خالل العام احلالى.
وفــى إيطاليا، حيث تشكل االنـتـخـابـات إحـدى املخاطر الرئيسية قد يتباطأ التوسع إلـى %1،4 مقابل %1.6 العام املاضى، رغم أن ذلك ال يزال أعلى بكثير من املتوسط خـالل السنوات اخلمس املاضية.
وأشــارت الوكالة إلى أن القوة فى االقتصادات األساسية فى منطقة الـيـورو تدعم اليونان البلد األكثر تضرراً من أزمة الديون فى املنطقة.
وأعلن منظم الرحالت األملانى «تى يو آى أيه جى»، أن احلجوزات إلى اليونان ارتفعت بنسبة %16 العام احلالى، وهو مؤشر على أن قطاع السياحة سيستمر فى دعم االقتصاد.
وتوقع االقتصاديون ارتفاع إجمالى الناجت املحلى اليونانى بنسبة %2.2 العام احلالى.
وأعـــرب اقتصاديون عـن تفاؤلهم لعام ،2018 متوقعني أن يستمر هــذا االرتــفــاع داخــل املنطقة ومــع ذلــك ال ينبغى جتـاهـل معنويات املستهلكني اإليجابية فى الوقت الراهن، إذ إن التوقعات لعام
2018 معرضة ملخاطر كبيرة مبا فى ذلك النزاعات اجلـيـوسـيـاسـيـة واملــخــاطــر الـسـيـاسـيـة والــيــونــان واالنتخابات فى إيطاليا.