Al Borsa

أمور ينبغى معرفتها حول عمليات البيع األخيرة فى األسواق العالمية

التصحيح السوقى الجارى ال يعكس تدهوراً فى االقتصاد أو أسس الشركات بل إنه مدفوع من قبل عوامل تقنية

-

شهدت سوق اﻷسهم اﻷمريكية واحداً من أغرب أسوأ اﻷسابيع التى مرت عليه منذ اندالع ﻷزمة املالية العاملية فى عـام ،2008 وهناك 10 أمور ينبغى إدراكها حول عمليات البيع، ملحاولة فهم ما شهدته اﻷسواق العاملية مؤخراً:

أوًال: تصحيح مدفوعًا بالعوامل التقنية وليس اﻷسس االقتصادية

إن التصحيح السوقى اجلارى ال يعكس تدهوراً فى االقتصاد أو أسس الشركات، بل إنه مدفوع من قبل عوامل تقنية، مبا فى ذلك منعكسات التداول واختبار املنتجات اجلديدة نسبياً وحتول سلوك املستثمرين بعيداً عن منط الرهان على الهبوط.

ثاني ًا: أمر ًا مثير ًا للقلق بطبيعته

واحـد من اﻷسباب التى جتعل عمليات البيع أمراً مثيراً للقلق هو صعوبة اإلشارة إلى الطرف املذنب، سـواء كـان اقتصادياً أو جيوسياسياً أو كانت له عالقة بالشركات، وهو اﻷمر الذى يجعل املستثمرين واملتداولن­ي أكثر ارتياباً وأقل ثقة فى ما قد يحدث فى املستقبل.

ثالثًا: لـم يترجم التنوع إلــى تخفيف للمخاطر

لــم تـوفـر الــســنــ­دات احلـكـومـي­ـة، الـتـى تعتبر بطبيعة احلال حيازات تقليدية آمنة، أى تخفيف مجدى من حدة املخاطر، مما أشعر املستثمرين باإلنزعاج، فبدالً من ارتفاع أسعارها، انخفض بعضها بالتزامن مع عمليات البيع التى شهدتها اﻷصول عالية املخاطر.

رابعًا: جاء بعد فترة غير عادية

جـــاءت عـمـلـيـات الـبـيـع فــى وقـــت مـثـالـى من انخفاض التقلبات السوقية الشديدة وارتـفـاع متتابع فى اﻷسهم، فقبل االضطرابات اﻷخيرة، مرت اﻷسهم اﻷمريكية بأكثر من 400 يوم دون انخفاض بنسبة 5%، كما سجل مؤشر داو جونز الصناعى أكثر من 70 رقماً قياسياً فى عام .2017

خامسًا: تتسم بتحرير التقلبات القصيرة فى أشكالها املتعددة

ويكمن املحرك اﻷساسى لعمليات البيع التى شهدتها اﻷســــواق العاملية مــؤخــراً، فـى حترير التقلبات القصيرة اﻷجل.

ومت احلصول على بعضها بشكل مباشر من خالل شراء املنتجات اجلديدة نسبياً، كتلك التى تقدم للمستثمرين ضمانات حول مؤشرات التقلب كمؤشر فيكس. سادسًا: إنها عاملية وليست محلية فعلى الرغم من محاولة البعض إلقاء اللوم على بعض العوامل اﻷمريكية، مثل ارتفاع متطلبات امليزانية احلكومية والتقرير اﻷخير حول اﻷجور، أيدت عدد قليل من مؤشرات اﻷسهم هذا الرأى، خاصة عندما تعلق اﻷمر بفوارق أسعار الفائدة فى االقتصادات املتقدمة، ولكن الواقع يقول أن معدالت الفائدة فى جميع أنحاء العالم أشارت إلى انتعاش النمو العاملى والتضخم.

سابعًا: ساهم فى تغير سلوك املستثمرين

ليس من الغريب أن تساهم التطورات اﻷخيرة فى احلد من رغبة املستثمرين القوية فى شراء اﻷسهم عند انخفاض قيمتها، بصرف النظر عن اﻷسباب، فقد بات املستثمرين الذين ميلكون املال يتمهلون إلى أن يتم الكشف عن املستجدات، وذلك فى الوقت الذى يدرك فيه املستثمرين ذوى اخلبرى صعوبة الرهان على أسهم بأسعار منخفضة عندما تكون الضغوط البيعية قيد العمل.

ثامنًا: لن تؤثر سلبًا على االقتصاد

لـن تنتشر عمليات البيع املـدفـوعـ­ة مـن قبل عوامل تقنية إلـى اﻷسـس االقتصادية أو أسس الشركات، وينطبق ذلك بصفة خاصة فى حالة االقـتـصـا­د املتنامى وعند احلـسـابـا­ت اخلتامية القوية للشركات والتدابير الداعمة للنمو.

تـاسـعـًا: لـن تعرقل التقليص املـــدروس واحلذر للتحفيز النقدى

ال تعتقد البنوك املـركـزيـ­ة أن االضـطـراب­ـات السوقية من شأنها عرقلة تطبيعها التدريجى للسياسات الـنـقـديـ­ة، وذلـــك فــى ظــل تعليقات مسئولى البنك االحتياطى الفيدرالى وإشــارات بنك إجنلترا الصادرة خالل اﻷسبوع املاضى حول عمليات البيع.

على الرغم من أن هذا التصحيح السوقى قد يكون مـؤملـاً على املــدى الـقـريـب، إال أنــه سيدعم اﻷسواق لتصبح أقوى على املدى البعيد، فهو سيذكر املتداولني بأهمية تقدير التقلبات والسيولة.

وفى ظل حتسن آفاق النمو االقتصادى ميكن أن تتحول عمليات البيع لتصبح جزءاً من التسعير القائم على السيولة إلى ذلك الـذى يستند على املقومات االقتصادية اﻷفضل والظروف اﻷفضل للشركات، وبالتالى تضييق الفجوة بني أسعار اﻷصول املرتفعة وأساسيات االقتصاد، واحلد من املخاوف املتعلقة باالستقرار املالى فى املستقبل، املتزامن مع مثل تلك الفجوات.

 ??  ?? عــاشــرًا: يضع اﻷســــواق على أســس أكثر رسوخ ًا
عــاشــرًا: يضع اﻷســــواق على أســس أكثر رسوخ ًا

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt