Al Borsa

االندماجات المصرفية فرصة الزدهار القطاع المالى األوروبى

- كتب ــ محمد رمضان:

قال العديد من املدراء التنفيذيني املاليني الذين اجتمعوا فى املنتدى االقتصادى العاملى بـ«دافوس»، إن االضطرار هو األساس املنطقى لدمج بعض أكبر املقرضني فى أوروبا.

وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنه بعد عقد من األزمة املالية العاملية يواجه بعض أكبر املقرضني فى املنطقة انخفاضاً باإليرادات، حيث التـزال أسعار الفائدة قريبة من مستويات منخفضة قياسية فى وقت أدت فيه مشاريع القوانني واشتراطات رأس املال إلى تآكل األرباح.

وأوضحت أن دمج العمليات املصرفية للمستهلكني ميكن أن يساعد على خفض التكاليف وتـفـادى املنافسة من شركات التكنولوجي­ا املالية الناشئة.

وميكن للشركات التى تتعرض كثيراً لألعمال التجارية املتقلبة مثل الـتـداوال­ت، والتى تستهلك املزيد من رأس املال أن تعزز اإليــرادا­ت من خالل التنويع وإضــافــة أنشطة أكـثـر اســتــقــ­راراً وجلباً لهوامش األرباح.

وأضافت الوكالة « ثبت فى املاضى أن اجلمع بني ثقافتني مصرفيتني استثماريتن­ي كان مسألة صعبة وأن األسعار جتعل بعض األهداف غير جذابة».

ونــاقــشـ­ـت «بــلــومــ­بــرج» 10 مـــن قــــادة الـبـنـوك الذين شاركوا وجهات نظرهم بشكل خاص حول استراتيجية االندماج بني املصارف األوروبية.

وناقشت الوكالة فكرة انـدمـاج بنك «كوميرز» املدعوم من احلكومة األملانية مع مصرف «بى إن بى باريبا» الفرنسى بعد أن خالف البنك األكبر فى فرنسا اجتاه املقرضني األوروبيني ولم يسجل خسارة سنوية على مدار العقد املاضى.

ومـع تراجع منافسيه األوروبـيـ­ني فى اخلدمات املصرفية االستثماري­ة املثقلة بقواعد رأس املال األكثر صرامة وارتفاع تكاليف االمتثال واملنافسة من الشركات األمريكية القوية، منت حصة البنك الفرنسى فى السوق األوروبى.

وتعهد جان لوران بوناف، الرئيس التنفيذى لبنك «بى إن بى باريبا» بزيادة أرباحه بأكثر من %6.5 سنوياً حتى عام 2020 وتوسيع اإليرادات فى قسم األسواق العاملية بنحو %5 سنوياً خالل نفس الفترة.

ويقول املديرون التنفيذيون املصرفيون، إن البنك الفرنسى قد ينظر فى عقد صفقات االستحواذ ألجل التوسع بشكل أكبر.

وأشارت الوكالة إلى أن البنك الفرنسى اشترى حصة بنسبة %15 فى «كوميرز بنك» العام املاضى، بعد تلقى األخير حزمة انقاذ من احلكومة األملانية.

وأضافت أنـه من شـأن احلصول على «كوميرز بنك» ثانى أكبر مقرض فى أملانيا أن مينح البنك الفرنسى إمكانية الوصول إلى قاعدة العمالء من الشركات الصغيرة واملتوسطة احلجم التى متثل العمود الفقرى ألكبر اقتصاد فى أوروبا.

يأتى ذلــك فـى الـوقـت الــذى تسعى فيه شركة «سيربيروس» لالستثمار املباشر املعروفة باالستثمار فى الديون املتعثرة لشراء حصة بحوالى %3 من «دويتشه بنك»، أكبر بنك فى أملانيا، والذى يعانى من مشاريع القوانني وسوء اإلدارة فى املاضى وفاقت معاناته جميع املقرضني األوروبيني.

ويسعى «دويتشه بنك» للتكيف مع االنخفاض الكبير فى إيرادات التداول والذى تزامن مع ارتفاع متطلبات رأس املال واملنافسة الشرسة فى اخلدمات املصرفية لـألفـراد التى أدت إلـى تقلص هوامش أرباحه.

وطالب جون كريان، الرئيس التنفيذى ل «دويتشه بنك» بأن يكون هناك املزيد من االندماج بني البنوك األوروبية التى تكافح من أجل تعزيز الربحية. وعقد كريان محادثات مع «كوميرز بنك» فى عام

2016 وفقاً لشخص مطلع على املفاوضات فى ذلك الوقت ومن شأن دمج عمليات التجزئة فى أملانيا أن يخفض التكاليف وأن يبرز البنك كمنافس ال ميكن التغلب عليه فى متويل األعمال التجارية الصغيرة واملتوسطة احلجم.

وحتـولـت الوكالة إلـى احلـديـث عـن بنك «يونى كــريــدت» اإليــطــا­لــى، حـيـث أعـلـنـت أن جـــان بيير موستير، الرئيس التنفيذى للبنك عـزز ميزانيته العمومية من خالل بيع الديون املعدومة واالستفادة من أموال املستثمرين كما قام بخفض الوظائف بعد التوسع فى جميع أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية.

وأجرى املديرون التنفيذيون للبنك اإليطالى فى العام املاضى مناقشات مع املسئولني األملـان حول إمكانية اندماجه مع «كوميرز بنك» مبجرد االنتهاء من إعادة الهيكلة وفقاً ملا ذكره شخص مطلع على املحادثات بذلك الوقت.

ومن شأن اندماج «كومرز بنك»، أن مينح البنك االيـطـالـ­ى إمكانية أكـبـر لـلـوصـول إلــى الشركات الصغيرة واملتوسطة وهـى أعمال يسعى املقرض اإليطالى بالفعل إلى كسب حصتها فى السوق مع إتاحة الفرصة خلفض بعض التكاليف.

وأكـــّد موستير، على أن جميع خـيـارات النمو مـفـتـوحـة بـعـد عـــام 2019 وقـــد تـشـمـل عمليات االستحواذ.

وقالت الوكالة إن بنك «لويدز» البريطانى برئاسة الرئيس التنفيذى البرتغالى أنطونيو هورتا أوسوريو، ميكن أن ينظر فى فرص النمو خارج سوق اململكة املتحدة وسط مناقشات اخلروج من الكتلة املوحدة والتى تهدد االقتصاد املحلى.

وبعد أن قضى أوسوريو، ست سنوات فى إعادة هيكلة مجموعة «لويدز» للمساعدة فى سداد خطة اإلنقاذ املالى خالل األزمة املالية عاد للتوسع مرة أخرى.

وقامت املجموعة البريطانية بشراء وحدة «بنك أوف أميركا» البريطانية بقيمة 9.9 مليار دوالر فى العام املاضى ويستعد للكشف عن استراتيجية جديدة للنمو خالل فبراير اجلارى.

وقال املدراء التنفيذيون فى دافوس، إن املنظمني البريطانين­ي يحرصون على كسر هيمنة أكبر 5 مقرضني وسط محدودية الفرص املتاحة فى أسواق التجزئة وبطاقات االئتمان ذات القدرة التنافسية العالية.

وأشـــارت الوكالة إلــى أن استهداف املجموعة البريطانية االستحواذ على «كوميرز بنك» من شأنه أن يعطى مجموعة «لويدز» موطئ قدم فى القارة العجوز وفرصة للنمو خارج السوق املحلية املزدحمة.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt