«تحديث الصناعة» يحول 6 شركات متعثرة لـ«يونيون كابيتال»
حصر 871 حالة تعرث فى 4 سنوات.. و47 فقط يمكن حل أزماتها مليون جنيه حداً أدىن لتمويل الشركة و51 مليونًا الحد األقىص انتداب فريق عمل فنى وماىل من املركز إلعداد تقارير عن املصنع املتعرث أسبوعان لدراسة ملف املصنع حال التزامه بتقديم املستندات
انتهى مـركـز حتـديـث الصناعة، التابع لـــوزارة التجارة والصناعة، من حتويل أول 6 شركات متعثرة فى قطاعات صناعية مختلفة لشركة االستشارات «يونيون كابيتال»؛ لوضع خطة إعـادة الهيكلة لتلك الشركات، ومـن ثم احلصول على موافقة مجلس اإلدارة لبدء متويلها.
قالت غادة اجلوهرى، رئيس قطاع اخلدمات التمويلية مبركز حتديث الصناعة، عضو مجلس إدارة شركة مصر لرأسمال املخاطر (للمصانع املتعثرة)، إن املركز هو اجلهة املسئولة عن دراسة املصانع املتعثرة لتحديد قابليتها للتعومي، وإعادة هيكلتها وتشغيلها، وفـقـاً للمعايير الـتـى سبق حتديدها.
وذكـــرت فـى مقابلة مـع «الــبــورصــة»، أن مركز حتديث الصناعة، هـو الــذى وضــع االستراتيجية لتعومي املصانع املتعثرة، التى نتج عنها إنشاء شركة مصر لرأسمال املخاطر.
أوضــحــت «اجلـــوهـــرى»، الــتــى عملت باجلهاز املصرفى ملدة 16 عاماً، أن إجمالى املصانع املتعثرة التى حصرها املركز بلغ 871 شركة منذ 2013 وحتى نهاية العام املاضى، وبعد دراستها وفقاً للمعايير التى وضعها املركز، تبني قابلية 74 شركة حلل مشكالتها.
وقالت إن املركز يستهدف حتويل 3 مصانع شهرياً لشركة مصر لرأسمال املخاطر.
وحـددت «اجلوهرى» متوسط التمويل للمنشآت من مليون جنيه كحد أدنــى، وتصل إلى 15 مليون جنيه كحد أقصى، خلدمة أكبر عدد من املصانع، ومن املتوقع زيادة تلك القيم، باإلضافة إلى زيادة عدد املصانع عقب زيادة رأسمال شركة مصر لرأسمال املخاطر.
تابعت «اجلوهرى»، «يوجد ثالثة أنواع من التمويل، إما عن طريق املساهمة أو اإلقــراض أو املرابحة، ويتم حتديد األسلوب األمثل للتمويل، وفقاً حلال كل مصنع، باإلضافة إلى الدراسة التى جترى من خالل مركز حتديث الصناعة والشركة االستشارية».
وتـابـعـت: «نفضل عملية اإلقــــراض فــى معظم األحيان لتكون وسيلة لتمويل رأسمال العامل (شراء مستلزمات اإلنتاج) ومن ثم لتمويل العملية اإلنتاجية إلى أن تنتهى الدورة، وتختلف من نشاط إلى آخر، فبعض األنشطة تستغرق ثالثة أشهر، وأخرى أكثر وقد تصل إلى عام».
وأوضحت أنه فى حاالت املساهمة، توجد عدة أساليب للتخارج، على سبيل املثال املصانع الصغيرة واملـتـوسـطـة تعيد شـــراء األسـهـم مـن شـركـة مصر لرأسمال املخاطر، أو االجتاه إلى االكتتاب العام من خالل بورصة النيل والتى أنشئت للشركات الصغيرة واملتوسطة.
وقالت «اجلـوهـرى»، إن مركز حتديث الصناعة كان ينوى التعامل مع اجلهاز املصرفى حلل أزمات املصانع املتعثرة، لكن كان من الصعب تنفيذ هذا االجتاه؛ ألن معظم املصانع بالفعل مدينة للبنوك.
وتابعت: «اجتهنا للتعامل مع جهات التمويل غير البنكية ملساندة املصانع املتعثرة، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء شركة مصر لرأسمال املخاطر».
وأطــلــقــت احلــكــومــة شــركــة مـصـر لــــرأس املــال املخاطر، مايو العام املاضى، لتمويل املصانع املتعثرة، برأسمال مدفوع 150 مليون جنيه، ورأسمال مرخص مليار جنيه، ويسهم فــى الـشـركـة مـركـز حتديث الصناعة وشــركــة «أيــــادى لـالسـتـثـمـارات»، وبنك االستثمار القومى، وصندوق حتيا مصر، وحصلت الـشـركـة عـلـى رخـصـة مــزاولــة الـنـشـاط فــى شهر ديسمبر العام املاضى.
وحـددت «اجلـوهـرى»، املعايير األساسية لتعومي املصانع، فى أن يكون املصنع قطاعاً خاصاً؛ حيث إنه يصعب التعامل مع مصانع القطاع العام؛ لضخامة حجمها، واألولـويـة للمصانع كثيفة العمالة بهدف خفض نسب البطالة تدريجياً حال عـودة املصانع للعمل، ووضع األولوية، أيضاً، للمصانع التى تستخدم مواد خام مصرية بنسب مقبولة، وأن يكون املصنع لديه منتج وله طلب فى السوق كما يجب أن يكون املصنع غير متورط فى أحكام قضائية، وأخيراً ال يوجد تآكل فى رأس املال.
تابعت «اجلوهرى»: «يجب أن يكون املصنع املتعثر قائماً، ويعمل وليس متوقفاً، خاصة أنه يصعب تعومي املصانع املتوقفة كلياً خلـروج معظمها من السوق، باإلضافة إلـى ارتـفـاع احتمالية تهالك املاكينات، باإلضافة إلى حتمله بحجم مديونيات كبيرة حتى فى حالة البيع ال تتم تغطية التزاماته من مديونيات للجهاز املصرفى والـضـرائـب واجلـهـات السيادية األخرى، ما يؤدى إلى صعوبة فى إعادة تشغيله».
أوضحت أن عملية التعومي تبدأ بانتداب فريق عمل فنى ومالى من مركز حتديث الصناعة، ليقوم الفريق الفنى بقياس الــدورة والطاقة اإلنتاجية للمصانع، باإلضافة إلى حجم اإلنتاج وحالة املاكينات، كما يقوم الفريق املالى بتحليل امليزانيات اخلاصة باملصانع، ويعد تقريراً كامًال ويحول للشركة االستشارية لوضع خطة إعادة الهيكلة، من ثم حتويله إلى مجلس إدارة شركة مصر لرأسمال املخاطر؛ للموافقة النهائية التى ميثل املركز عضواً فيها.
وتابعت: «يستغرق املركز حوالى أسبوعني لدراسة حالة املصنع فى حالة التزامه بتوفير املستندات والبيانات الـالزمـة والـتـعـاون مـع املـركـز فـى أسـرع وقت».
تابعت «اجلـــوهـــرى»: «نتلقى شهرياً عـــدداً من احلـاالت األخـرى والتى يصعب اختزالها فى أرقام محددة، خاصة أن مشكالت بعض منها قابل للتعومي، بينما بعض احلاالت األخرى غير قابل«.
أشارت إلى أن السبب اآلخر للتعثر هو عدم كفاءة إدارة املوارد املالية، ومعظم حاالت التعثر تكون بسبب سوء استخدام التمويل الذى أتيح للشركة، وضربت مثاالً على ذلك ببعض املصانع حتصل على متويل قصير األجـل وتستخدمه فى شـراء ماكينات وهذا اإلجــراء يحتاج متويًال طويل األجـل أو مبعنى آخر ال يستخدم التمويل فى مكانه الصحيح أو الغرض املحدد له.
تابعت أن املركز يوظف كل خدماته الفنية واملالية ملساندة تلك املصانع فى عملية إعـادة الهيكلة عن طريق تقدمي خدمات مثل إعداد دراسات اجلدوى، ووضــع نظام محاسبى للشركات، ونـظـام تكاليف وتسعير، وشهادات جـودة باإلضافة إلى اخلدمات الفنية والتسويقية املتنوعة».
بلغ إجمالى املصانع املتعثرة أو املتوقفة التى استجابت لدعوة وزارة الصناعة بتسجيل بياناتها على املوقع اإللكترونى ملركز حتديث الصناعة خالل الفترة من 23-4 فبراير اجلــارى نحو 72 مصنعاً فقط.
وقالت اجلوهرى، إن مركز حتديث الصناعة أتاح على موقعه اإللكترونى استمارة للمصانع لتسجيل بياناتها لبحث أسباب التعثر وفحص أوراق تلك املصانع، متهيداً حلل مشكالتها.
وذكـــرت أنــه لـم يتقدم عــدد كبير مـن املصانع بطلبات أو ملء االستمارة اإللكترونية خالل املدة التى حددها املركز».
وتضمنت بيانات االستمارة اسم الشركة والشكل القانونى للشركة، والعمالة املؤمن عليها واملؤقتة ومنتجات الشركة وحالة املصنع من حيث كونه حتت اإلنشاء أو متوقفاً متاماً أو يعمل لكنه متعثر، وتاريخ التوقف أو التعثر، وحدد املركز 23 فبراير اجلارى آخر موعد لتلقى الطلبات إلكترونياً أو فى مقر مركز حتديث الصناعة.
أوضحت اجلوهرى، أن املركز تلقى الطلبات من خالل عدة وسائل إما من خالل البريد اإللكترونى، أو الفاكس أو تسليمها باليد إلى الفرع الرئيسى أو أحد فروعه باملحافظات، للتيسير على املستثمرين ولتلقى طلبات أكبر عدد من املصانع املتعثرة.