بداية ضعيفة لبرنامج إنشاء المدارس بنظام المشاركة
أطلقت احلكومة، العام املاضى، برنامجاً للمشاركة مع القطاع اخلـاص إلنشاء وإدارة املـدارس فى محاولة للتعامل مع االحتياجات التمويلية الضخمة التى حتتاجها عملية تطوير التعليم فى مصر.
ورغــم الطموحات الكبيرة للبرنامج، فإَّن البداية جاءت بطيئة للغاية، وتستعد احلكومة لــإعــالن عــن نـتـائـج أول مناقصة الختيار الشركاء الذين سينشئون ويـديـرون املــدارس خالل األسبوع احلالى.
وكان الهدف إنشاء 200 مدرسة فى املرحلة األولـــى مـن عملية املـشـاركـة، لـكـَّن املنافسة تنحصر، حالياً، بن 4 شركات وحتالف على إنشاء 6 مجموعات تتضمن كل مجموعة 3
مدارس.
وبلغ عدد املستثمرين الذين تقدموا ملرحلة التأهيل املسبق 100 مستثمر، جنح منهم 80
مستثمراً، ولم يسحب كراسة العطاءات سوى 30 مستثمراً، فى حن وصـل عـدد من تأهل للمرحلة النهائية 10 مستثمرين فقط.
وقالت الشركات، إنها طلبت ضمانات لم توفرها احلكومة تتعلق باملنافسة فى املستقبل، كما أن بعضها كـان يرغب فى املشاركة على مستوى عمليات اإلنشاء فقط وليس اإلدارة وهو ما لم تقبله احلكومة.
وأرجــــع أحـــد املستثمرين املنسحبن من املناقصة السبب فى ضعف اإلقبال إلى مخاطر املنافسة املستقبلية «طلبنا من احلكومة أن تتعهد بأن يكون االستثمارات املستقبلية فى محيط املدارس التى سنبنيها بنظام املشاركة أيـضـاً، وأال تدخل كمنافس فى تلك املناطق لضمان عدالة املنافسة فيما يتعلق باألسعار لكنها رفضت».
وقال إن احلكومة ليس لديها مانع من طرح املناطق املجاروة للمدارس التى ستبنى بنظام املشاركة من خـالل أنظمة أخــرى أقـل تكلفة أو حتى تـقـوم هـى بـإنـشـاء مـــدارس مـجـاورة بنفسها وهو ما سيضر االستثمارات املكلفة التى سيتحملها املستثمرون، ويرفع مخاطر االستثمار فى املشروع.
وانسحبت إحــدى الـشـركـات املـعـروفـة فى قطاع املـقـاوالت مـن مـشـروع إنـشـاء املــدارس باملشاركة؛ ألنها وجــدت أن العملية تشترط إدارة املدارس، وحتمل األعباء التعليمية وقال مصدر بالشركة «نحن شركة متخصصة فى املــقــاوالت ولـيـس التعليم، ونستطيع القيام بأعمال املــقــاوالت والصيانة لكن احلكومة اشترطت على املتقدمن أن يـديـروا العملية التعليمية، أيضاً، مبا فى ذلك املناهج واملعلمن والتعامل مع الطالب وهو ما ال يناسبنا».
وتقول وثيقة صـادرة عن وزارة التعليم، إن الهدف كان إنشاء ألف مدرسة بنظام املشاركة بحلول العام احلالى، لكن مديرة وحدة املشاركة فى وزارة التعليم أمانى الفار، تقول إن الهدف بناء ألف مدرسة حتى عام ،2022 بواقع 500 مدرسة كل عامن.