Al Borsa

الصين تحول إثيوبيا إلى مصنع ضخم للموضة

10 مليارات دوالر قروض إثيوبيا من بكني مقابل عقود مربحة للشركات الصينية فى بناء السدود وشبكات االتصاالت

- كتب ــ محمد رمضان:

افتتحت إثيوبيا فـى نوفمبر املـاضـى حديقة «هواسا» الصناعية لصناعة املالبس، والتى تعد أحدث جزء من مخطط مركزى واسع النطاق ومنذ عـام 2014 فتحت الـدولـة األفريقية 4 مجمعات صناعية عـمـالقـة ممـلـوكـة للحديقة الصناعية وتخطط إلنشاء ثمانية مجمعات أخرى بحلول عام

.2020

وتعفى احلكومة اإلثيوبية املصنعني الذين أقاموا املحالت فى هذا املجمع من ضريبة الدخل خالل الـسـنـوات اخلمس األولـــى مـن عملهم إلــى جانب تخفيف الرسوم والضرائب املفروضة على استيراد السلع الرأسمالية ولوازم البناء.

وكشفت مجلة «بزنس ويك» التابعة لوكالة أنباء «بلومبرج» أن إثيوبيا تستطيع توسيع بناء مثل هذه املنشآت الصناعية ألنها حتصل على الكثير من املال من الصني، حيث اقترضت الدولة األفريقية 10.7 مليار دوالر من الصني فى الفترة من 2010 إلى

.2015

وأوضحت الوكالة األمريكية، أنه يتم إنفاق الكثير من هذه القروض فى الوقت احلالى ألجل احلصول على عقود مربحة للشركات الصينية التى تقوم مبساعدة العمال اإلثيوبيني ببناء السدود والطرق وشبكات االتصاالت.

وأعلنت احلكومة اإلثيوبية، أن هذه البنية التحتية ستسمح للبالد باالنضمام إلى دول الدخل املتوسط.

وقـال بيالشيو مكوريا، رئيس هيئة االستثمار اإلثيوبية، إن اخلطة تهدف إلى خلق 2 مليون وظيفة فى مجال التصنيع بحلول نهاية عام 2025 مضيفاً أن الدولة الزراعية فى طريقها نحو التغيير.

وسلطت الوكالة الضوء على مصنع مالبس جديد بنته الصني فى إثيوبيا وافتتح فى نوفمبر املاضى ويضم هذا املصنع الذى أصبح مبثابة عالمة جتارية تسمى «أنــدوشــن­ي إنـتـرنـاش­ـيـونـال» ويـضـم 1400

موظف يعملون فيه.

وقــال ديفيد مـولـر، مدير املـــوارد البشرية فى املصنع «هـنـاك شـعـور بالفخر بـإنـشـاء مثل هذا املصنع، ولكن الكفاءة هى املشكلة احلقيقية حيث أشارت إلى أن املوظفني غير املدربني أو املؤهلني ال ميكنهم تسليم 120 قطعة فى الساعة.

وأوضحت الوكالة، أن قدرة الشركات الغربية على فتح مصانع فى فى العالم النامى جعلهم يتجاهلون األضرار البيئية وظروف العمل، وهو ما كان سبباً فى زيادة إنتاج املالبس الرخيصة.

وكشفت الوكالة، أن مجموعة «بـى فى إتـش»، والتى تعد الشركة األم للعالمات التجارية «تومى هيلفيغر» و»كالفن كالين» هى الشركة األمريكية الوحيدة فى حديقة «هواسا» بإثيوبيا.

وقـــال بـيـل مـاكـريـث، كبير مسئولى سالسل التوريد فى مجموعة «بـى فى إتــش»، إن شركته تعد من الشركات غير العادية، حيث أنها رائدة فى سالسل التوريد.

وتهدف الشركة األمريكية إلى تطوير القدرة اإلنـتـاجـ­يـة الـتـى حتـتـاج إليها واإلشــــر­اف عليها مباشرة ووافقت الشركة على تطبيق مبدأ الشفافية اجلزئية ونشرت اسماء املوردين جنباً إلى جنب مع بلدان املنشأ.

وأوضـــح مـاكـريـث، أن احلكومة على استعداد تام ملساعدة هيئة االستثمار اإلثيوبية على الوفاء مبعاييرها الداخلية وهو أحد األسباب الذى جعل الشركة تفكر فى نقل اإلنتاج بشكل متزايد إلى إثيوبيا وكينيا وأوغندا بعد عام من البحث استجابة الرتفاع التكاليف فى الصني

وأكّد ماكريث، على أن التصنيع شىء جيد وينتشل الناس من الفقر وأن كل جيل لديه الفرصة للقيام بعمل أفضل من املاضى ولذلك فإن صناعة املالبس كانت نقطة االنطالق فى معظم البلدان النامية.

ووصف لوجستيات ممارسة األعمال التجارية فى إثيوبيا بأنها ال تختلف كثيراً عن الصني فى الفترة من أواخر الثمانينيا­ت وحتى بداية التسعينيات من القرن املاضى، وتقع حديقة هواسا الصناعية، على بعد 170 ميًال من العاصمة أديس أبابا 600و ميل من أقرب ميناء شحن فى جيبوتى.

وقال أملايهو جود، اخلبير االقتصادى فى جامعة «أديس أبابا»، إنه على الرغم من أن الشركات كانت تفضل بناء احلديقة الصناعية بالقرب من امليناء، إال أن احلزب احلاكم رفض، وقامت شركة اإلنشاءات املدنية الصينية ببناء خط سكة حديد بقيمة 3.4 مليار دوالر يربط بني العاصمة أديس أبابا وحتى جيبوتى وافتتح فى يناير املاضى ألجل نقل الركاب، ولكن نقل البضائع رمبا لن يبدأ حتى تهدأ التوترات السياسية فى إثيوبيا.

فى الوقت احلالى، يتعني على مصنعى حديقة هـواسـا، أن يشحنوا بضائعهم إلـى امليناء، ولكن السائقني ميكن أن يقضوا يومني أو 3 أيام عالقني فى اجلمارك والنوم فى شاحناتهم.

وجتـعـل الــتــوتـ­ـرات السياسية واالحـتـجـ­اجـات املستمرة مـن الصعب احلـصـول على اإلمـــداد­ات محلياً حيث تقول مجموعة «هيردارامان­ى» إحدى الشركات السريالنكي­ة أنها تستورد 5 حاويات من الداخل شهرياً.

وهذا ميكن من الناحية النظرية أن يكون فرصة لصغار منظمى املشاريع املحليني ففى عام 2014 بدأ البنك الدولى، مشروعاً بقيمة 270 مليون دوالر لتعزيز الـقـدرة التنافسية اإلثيوبية وذلــك جزئياً من خالل تعزيز الروابط باملنطقة الصناعية مع االقتصاد املحلى، ولكن العمل ينطوى على ثغرة ثقافية فلمدة تزيد على 3 سنوات لم يعد البنك الدولى سوى 7 شركات محلية لتدخل فى سالسل التوريد العاملية.

وأوضـحـت ســـوزان كـايـونـد، املحللة فـى البنك الـدولـى، أن تأثير دعـم البنك الـدولـى، على منو املبيعات وزيـــادة فـرص العمل ال ميكن قياسه إال خالل 3 إلى 6 أشهر والشركات اجلديدة فى إثيوبيا على وشك البدء فى شراء آالت وتدريب العمال.

وكشفت الوكالة، أن الفرق بني مـبـادرة البنك الدولى، وقروض احلكومة الصينية يتمثل أن بكني ال تقدمه لألعمال اخليرية أو إلعطاء الوهم على األقل حلكومة إثيوبيا بل تقدمه لتعزيز منوها اخلاص.

وأعــرب ستيفان ديركون، وهو خبير اقتصادى فى التنمية بجامعة «أكسفورد» الذى أمضى عاماً فى دراسة املصانع اإلثيوبية عن قلقه من اقتراض إثيوبيا املليارات من الصني ألن البالد تبحر فى مهب الريح.

وأوصى ديركون، بضرورة إبطاء معدل االقتراض وتطوير البنية التحتية، مضيفاً أن األجـور سوف ترتفع فى نهاية املطاف عندما تصل املزيد من الشركات األجنبية وتبدأ فى التنافس على جلب العمال.

وكشفت الوكالة، أن األمور ليست وردية كما هو موضح فى األرقام الرسمية حيث يقدر أملايهو جود، أن معدل النمو الفعلى يبلغ نحو %6 وهذا يشجع احلكومة على محاولة جذب املستثمرين األجانب عن طريق تخفيض قيمة العملة املحلية.

وفى أواخر أكتوبر املاضى خفضت البالد قيمة العملة بنسبة %15 وقامت الوكالة بإجراء مقابالت مع 100 شركة مصدرة لم يذكر أحد منها أن سعر الصرف مشكلة ينبغى حلها.

وأكّد جميع املصدرين على أن املشكلة احلقيقية فــى إثـيـوبـيـ­ا تتمثل فــى اخلـــدمــ­ـات اللوجستية والبيروقرا­طية، ولكن خفض قيمة العملة يؤذى الطبقات الفقيرة فقط بسبب ارتفاع أسعار املواد الغذائية.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt