البترول الصخرى مشكلة مستعصية أمام منظمة «أوبك»

فى العام الماضى سجل إنتاج الخام األمريكى ارتفاعًا، حيث أن خفض إنتاج البترول من قبل منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائها أدى إلى ارتفاع األسعار، مما أدى إلى زيادة نشاط الحفر فى الواليات المتحدة.

ولكن االرتفاع فى اخلام األمريكى يهدد جهود «أوبــك» فمع ارتفاع عدد احلفارات مبقدار الثلث تقريباً خـالل العام املاضى زاد اإلنتاج األمريكى إلى ما يزيد على 10 ماليني برميل يومياً متجاوزاً بذلك أعلى مستوياته فى عام .1970

وذكــرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن هذه البيانات تضع بدورها ضغطاً هبوطياً على أســعــار الـبـتـرول اخلـــام ممــا يعرقل خطط «أوبك» وهناك الكثير من البترول الصخرى قادم سواء كان ذلك العام احلالى أو األعوام املقبلة.

وقال ديفيد جارزا، مسئول نفطى مدير فـى شـركـة «غـونـفـور جـــروب» للطاقة فى هيوسنت، إن األسـعـار احلالية فى السوق حتفز الشركات الصخرية األمريكية على إنتاج املزيد.

وكشفت الوكالة األمريكية، أن منظمة الـــدول املـصـدرة للبترول ظلت تكافح مع البترول األمريكى منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

وفــى الـسـنـوات القليلة املـاضـيـة قللت «أوبـك» من اإلنتاج بعد وفرة املعروض فى السوق العاملى حيث قررت أن تكافح لتقليل التخمة العاملية بعد انهيار األسـعـار التى وصـلـت إلــى أقــل مـن 30 دوالراً للبرميل 2016 وقــامــت بخفض اإلنـــتـــاج عـــام محاولة إلحياء األسعار.

وبعد أن قللت منظمة الـــدول املصدرة للبترول وحلفؤها مـعـدل االنــتــاج أنفقت العام املاضى للتعامل بلطف مع خصومها الــصــخــريــني األمـــريـــكـــيـــني فـــى مــحــاولــة لفهم حجم املشكلة ورمبــا إقناع املنتجني املتنافسني بضبط النفس، ولكن على الرغم من دعوات العشاء واملحادثات وراء األبواب املغلقة اليـــزال منتجى البترول الصخرى يسعون لزيادة اإلنتاج واالستيالء على حصة فى السوق.

واستوعب الطلب العاملى املتزايد حتى اآلن براميل اخلام األمريكية اإلضافية، مما يحد من التأثير على األسعار، ولكن بالنسبة للمنظمة اليـزال البترول الصخرى مشكلة مستعصية، كما كان احلال فى املاضي.

وقال دانيال يرجني، نائب رئيس شركة «آى إتش إس ماركيت» املحدودة، إن منظمة الــدول املصدرة للبترول تكافح فى الوقت الراهن لفهم استراتيجية البترول الصخرى.

وأشارت الوكالة األمريكية إلى أن «أوبك» خلقت الـعـدو اخلـاصـة بها بعد أن غمرت الـسـوق فـى عــام 2014 وانــهــارت األسـعـار، مما أجبر منتجى الصخر الزيتى على إعادة تشكيل أنفسهم وميكنهم اآلن دفع اإلنتاج فى فى ظل استقرار األسعار عند 50 دوالراً للبرميل.

وقبل عام دعا محمد باركيندو، االمني الــعــام احلــالــى ملنظمة «أوبــــك» منافسيه الـصـخـريـني لــتــنــاول الــعــشــاء فـــى مدينة هيوسنت، بوالية تكساس األمريكية وكان هذا احلدث األول من نوعه وتبادل اجلانبان املناقشات.

ومـنـذ اجـتـمـاعـات الـعـشـاء فــى الشهر املاضى ارتفع إنتاج الواليات املتحدة إلى ما يقرب من 1.1 مليون برميل يومياً من هذا النوع وهو ما يعادل إنتاج ليبيا الدولة العضو فى منظمة «أوبك».

وتوقع سهيل املزروعى، وزير البترول فى دولة اإلمـارات العربية املتحدة، أن منتجى الصخر الزيتى يجب أن يثبتوا امتنانهم وقال فى مؤمتر الصناعة الذى عقد مؤخراً فى لندن بـدون «أوبــك» ستكون هناك فوضى عارمة فى السوق.

وفى هيوسنت، من غير املرجح أن ينحنى منتجو الصخر الزيتى إلـى «أوبــك» وبـدالً مـن ذلــك قـد يجلب املـزيـد مـن االنضباط الضغوط التى يجلبها مساهمو الشركات، ويــطــالــب املـسـتـثـمـرون الــذيــن عــانــوا من اخلسائر شـركـات الـبـتـرول الصخرى فى الوقت احلالى بالتركيز على العوائد بدالً من مجرد النمو.