انخفاض إقراض البنوك السعودية للشركات الخاصة يهدد االنتعاش االقتصادى
انـخـفـضـت نـسـبـة إقــــراض الــبــنــوك الـسـعـوديـة للشركات اخلاصة للشهر الـ 11 على التوالى فى يناير املاضى، لتسجل بذلك أطول فترة انخفاض لها على مدى العقدين املاضيني على األقل، وهو ما يؤكد التحدى الذى يواجه املسئولني الذين يحاولون تعزيز النمو فى أكبر اقتصاد عربى.
وأظهرت البيانات الصادرة مؤخراً عن مؤسسة النقد العربى السعودى «ساما»، انخفاض إجمالى القروض املصرفية املتجهة إلى الشركات اخلاصة بنسبة %1 عن العام السابق، وذلك مقارنة بزيادة قـدرهـا %41 لصالح القطاع الــعــام، ليمثل هذا االنخفاض مشكلة بالنسبة للسلطات التى تتطلع لتعزيز القطاعات اخلاصة غير النفطية من أجل إصـــاح االقـتـصـاد الـــذى يعتمد بشكل كبير على عائدات البترول واإلنفاق احلكومى.
وقالت وكالة أنباء بلومبرج، إن هـذه البيانات توضح أيضاً كيفية وقوع احلكومة فى مأزق االختيار بني الرغبة لتحفيز االقتصاد وتعزيز املالية العامة، بعد أن تسبب انهيار أسعار النفط فى عام 2014 إلى زيادة عجز املوازنة، حيث فرضت السعودية آنذاك ضريبة القيمة املضافة وأزالـــت بعض الدعم من الوقود، وقلصت أيضا مجموعة من الهبات لتعويض تأثير تلك القرارات.
وتشير تلك البيانات إلى أن الضرائب اجلديدة تسببت فى اإلضرار بنشاط التجزئة، حيث انخفضت املبيعات بنحو اخلمس «أى بنسبة »%18.7 منذ ديسمبر، لتصل إلى 16.4 مليار ريال سعودى، وذلك على الرغم من أن هذه النسبة التزال أعلى مبقدار %4.3 عن العام السابق.
ومن املرجح أن يتسبب انخفاض االئتمان وحذر املتسوقني فى إثارة قلق احلكومة، التى تتوقع انتعاش االقتصاد بنسبة %2.7 هـذا العام، وهـو ما يزيد عن التقديرات البالغة %1.5 التى أبداها اخلبراء ممن خضعوا الستطاع الرأى الذى أجرته بلومبرج، وقالت احلكومة السعودية فى بيان امليزانية الصادر عنها فى ديسمبر املاضى أن االقتصاد انخفض بنسبة %0.5 فى عام .2017
وقـالـت ديجو أكـوكـا، اخلبيرة االقتصادية فى منطقة الشرق األوسـط وشمال أفريقيا لدى بنك زراعــات اإلسامى احلكومى التركى: «إن الوضع احلالى للنشاط االئتمانى رمبا يعكس دورة اقتصادية طويلة األمد، وقد يخلق رياحاً معاكسة لاقتصاد».
وأشــارت أكوكا إلى أن تقديراته اخلاصة للنمو االقـتـصـادى فـى عــام 2018 تبلغ ،%1.7 ووفـقـاً للبيانات الصادرة مؤخراً عن مؤسسة النقد العربى السعودى، بلغ إجمالى اإلقراض املصرفى السعودى لصالح الشركات اخلاصة 1.34 مليار ريال فى يناير املاضى، بعد أن كان 1.36 مليار ريال فى عام .2017