جيافرنكو تنتردينى:
«فيكا» تستهدف استثمار 50 مليون يورو فى مصر عبر «أسمنت سيناء»
حوار - محمود القصاص وأحمد سمير:
حتـولـت شـركـة «أسـمـنـت سـيـنـاء» إلى اخلسائر املتكررة، خالل العامني املاضيني، والتى وصلت إلى 329 مليون جنيه خالل ،2017 مـتـأثـرًة بتعومي اجلنيه، وارتـفـاع أســعــار الــطــاقــة، فــضــًال عــن العمليات العسكرية فى سيناء التى أوقفت الشركة عن اإلنتاج منذ بداية .2018
وتسعى شركة «فيكا منفيكا»، املساهم الرئيسى بالشركة إلى إعادة هيكلة اآلالت، وضخ استثمارات جديدة فى رأس املال، لـكـَّن اسـتـمـرار األوضـــاع يـهـدد مبواصلة اخلسائر خالل السنوات املقبلة.
كـشـف جيافرنكو تـنـتـرديـنـى، العضو املنتدب لـ«أسمنت سيناء»، ممثل الشركة الفرنسية، أن «فيكا» ما زالـت لديها ثقة فــى االقـتـصـاد املــصــرى ومنطقة سيناء بالتحديد؛ حيث تسعى الستثمار نحو 50 مليون يورو فى مصر مبجرد موافقة مــجــلــس الـــــــوزراء عــلــى طــلــب الــشــركــة باستثنائها من حدود ملكية األجانب فى شبه جزيرة سيناء.
أشار إلى أن «فيكا» متتلك نحو %40
من «أسمنت سيناء»، وينص القانون على عـدم متلك األجـانـب أكثر مـن %45 من الشركات العاملة فى سيناء.
أضـــــاف أنــــه خــــالل زيــــــارة الــرئــيــس عـبـدالـفـتـاح السيسى إلـــى فـرنـسـا وعـد بدراسة أى مقترحات تساعد على زيادة االستثمارات فى سيناء وتنميتها.
وحصلت شركة «أسمنت سيناء» على مـوافـقـة اجلمعية الـعـامـة الـعـاديـة على مضاعفة رأسمالها مـن 680.58 مليون جنيه إلـى 1.36 مليار جنيه، عبر زيـادة رأس املال بقيمة 680.5 مليون جنيه لسداد املديونيات، وتطوير خطوط اإلنتاج، وتبلغ حصة «فيكا» فى الزيادة 14 مليون يورو.
وأكد «تنتردينى»، أنه مبجرد احلصول على موافقة مجلس الوزراء على االستثناء، سـتـقـدم «فـيـكـا» عــرضــاً لــشــراء حصص املساهمني فى الشركة الستكمال خططها التوسعية داخل السوق املصرى.
وتابع، «األمر املهم فى املرحلة الراهنة خــاصــًة فــى ظــل املـعـانـاة الـتـى تواجهها الشركة فى أعمالها هو تدبير التمويل لرفع كفاءة املصنع».
ووصـــف «تـنـتـرديـنـى»، سيناء بــــ«أرض النعيم»، مشيراً إلى أن «فيكا» استثمرت 200 مليون يــورو فـى مصر منذ ،2003 معتبراً أنه حتى عام 2010 كان االستثمار فــى «أســمــنــت ســيــنــاء» أفــضــل استثمار للشركة التى تعمل فى 11 دولة عاملياً عبر 120 مصنعاً لألسمنت بطاقة إنتاجية تتجاوز 200 مليون طن سنوياً.
وقال إنه منذ ثورة يناير ،2011 أصبح مستقبل صناعة األسمنت رمادياً فى ظل االضـطـرابـات األمنية، ولـم تقم الشركة بإنتاج أو بيع أسمنت، خالل فبراير املاضى، مع إغالق سيناء بشكل كامل العام اجلارى، فـضـًال عـن إغـــالق ميناء الـعـريـش الـذى كان يعد امليناء الرئيسى لتصدير إنتاجها ألسواق ليبيا، ودول البحر املتوسط.
وأرجـــــع «تــنــتــرديــنــى» حتـــول الـشـركـة للخسارة خالل عام 2017 بصورة كبيرة، إلى 3 عوامل رئيسية، تضمنت عوامل عامة على كل مصنعى األسمنت، أبرزها تعومي اجلنيه، وارتـفـاع تكلفة استيراد الفحم، بـعـدمـا اسـتـثـمـرت معظم الــشــركــات فى التحول للفحم كبديل للطاقة، فضًال عن رفع أسعار الطاقة، فى يوليو العام املاضى، وهــو مـا رفــع تكلفة النقل واللوجستيات بصورة كبيرة.
أضــاف أن وجــود مصانع الشركة فى شبه جزيرة سيناء، ميثل فرصة استثمارية لـسـنـوات، لكَّن الـظـروف األمـنـيـة، رفعت التكاليف اللوجستية، فضًال عـن حظر التجوال.
وأوضح أن قرار زيادة رأسمال الشركة لتخفيض نسبة الديون إلى حقوق امللكية، وبـالـتـالـى مـصـروفـات الــفــائــدة، وتسعى الشركة إلى مشاركة جميع املساهمني فى االكتتاب لدعم نتائج األعمال.
أشار إلى أن املصنع يحتاج إلى أعمال صيانة ومعدات إنتاج، فضًال عن إعـادة هيكلة املعدات احلالية، و«فيكا» مستعدة لالستثمار بقوة.
وقال إن املصنع مغلق، وال يوجد عمال أو إنتاج حالياً ، والشركة حتتاج إلى سيولة للعودة للتشغيل.
وعــــن رؤيـــتـــه حــــول االســـتـــمـــرار فى االستثمار بالسوق املصرى، رغـم وصول الطاقة اإلنتاجية إلى نحو 80 مليون طن أسمنت سنوياً مقابل استهالك فى حدود 57 مليون طن، أضاف أن هناك حالة من النمو االنفجارى ملشروعات البنية التحتية واملشروعات العقارية، مـؤخـراً، وستقود الطلب للنمو مبعدالت كبيرة.
ويرى أن السوق مفتوح جلميع الالعبني، موضحاً أنه لسنوات ظلت أسمنت سيناء تعمل بـجـوار مصنع «أسـمـنـت العريش» التابع للقوات املسلحة، وكان هناك تعاون بني املصنعني بصورة كبيرة لسنوات.
وقـال «خـالل الفترة احلالية قد يكون السوق فى حالة تشبع من حيث العرض، لكنه خالل عامني سيتغير الوضع فى ظل استمرار الطلب املتنامى على األسمنت سـنـويـاً، وكمستثمر طـويـل األجـــل يجب النظر إلى فترات زمنية طويلة وال ميكن قياس قـرار االستثمار بعام أو اثنني من اخلسائر».
أضاف، «ال ننافس داخل السوق املصرى، وسيناء جزء من مصر، لكنها سوق منفصل، كما لدينا الفرصة للتصدير ألســواق ليبيا واليمن، فضًال عن االحتياج الكبير لقطاع غـزة مـن األسمنت وبـاقـى فلسطني، ونبعد فقط 50 كيلو عن غزة، لكن إغالق احلدود ميثل صعوبة حالياً للتسويق هناك».
أوضـح أن قطاع غـزة يحتاج نحو 1.5 مليون طن سنوياً من األسمنت، وميكننا بيع كامل إنتاجنا الذى يعد أفضل أسمنت مـصـرى للقطاع، خـاصـًة أن قـطـاع غزة يحصل على األسمنت من إسرائيل بسعر 150 دوالراً للطن، فيما يبلغ سعر بيعه فى السوق املصرى نحو 55 دوالراً فقط.
وتابع “لدينا ثقة فى رؤيـة ولـى العهد الـسـعـودى محمد بـن سـلـمـان، والرئيس عبدالفتاح السيسى، حـول مشروع نيوم الـــذى ستكون سيناء جـــزءاً منه كمكان جيد لالستثمار، ما سيدعم الطلب على األسمنت املنتج من الشركة، كما أننا قريبون من أســواق التصدير فى بعض املناطق؛ مثل السعودية والعراق واألردن وفلسطني، وحالياً معظمها مغلق أمام الشركة خاصًة فى ظل إغالق ميناء العريش».