المؤشر االقتصادى المصرى الدوالر
الحالة االقتصادية تعتمد عىل تقارير املؤسسات املالية العاملية لتعطى مؤشراً اقتصاديا لبث روح التفاؤل الورقى فقط دون نتائج ملموسة تشعر املواطن
مصر تسعى جـاهـدة فـى طريق اإلصـــالح االقـتـصـادى لتحسني احلالة االقتصادية للمواطن املصرى بل أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعطى توجيهاته للحكومة املصرية بأن تنجز مشروعات قومية فى مدة قياسية لتبدأ هذه املشروعات فى ضخ تدفقات نقدية تقضى على عجز املوازنة العامة للدولة وتزيد من رصيد االحتياطى النقدى فى البنك املركزى وبالتالى نخرج من نفق اإلعالن عن افتتاح املشروعات إلى مؤشرات التنمية االقتصادية.
مشروعات قومية افتتحت مثل قناة السويس اجلديدة فى أغسطس ،2015 إال أنها لم تؤثر فى سعر الدوالر سواء قبل أو بعد حترير سعر الصرف فى
3 نوفمبر 2016 بل التأثير فى رقم عجز املوازنة العامة للدولة لم يتغير بل هناك إجنازات العاصمة اإلدارية فى مارس 2015 بدأت تدشني املشروع بالتوقيع مع شركة إعمار العقارية وكذلك مشروع محور تنمية قناة السويس وبدأ بالفعل من شرق التفريعة ببورسعيد مبا يعنى إجنـازات بعد إجنازات واحلالة االقتصادية تعتمد على تقارير املؤسسات املالية العاملية لتعطى مؤشراً اقتصادياً لبث روح التفاؤل الورقى فقط دون نتائج ملموسة تشعر املواطن املصرى أن كل ما يقال من هذه املؤسسات والكيانات االقتصادية صحيح.
ومازلت أثق فى أن احلكومة املصرية متشى فى الطريق الصحيح للتنمية االقتصادية مبشروع املليون ونصف املليون فدان فى ديسمبر 2015 لتحقيق االكتفاء الذاتى من القمح وهذا يعتبر نهضة زراعية بل ال تنسى احلكومة املـصـريـة تنفيذ مليون وحـــدة سكنية فى 3 سنوات لتنمية البعد االجتماعى ومــســاعــدة الــشــبــاب والــقــضــاء على العشوائيات وهذا إجناز للقوات املسلحة أو لـلـحـكـومـة يـعـطـى بــشــرة خـيـر فى مستقبل أفضل.
اكتشاف حقل ظهر للغاز الطبيعى فى منطقة شروق فى البحر األبيض املتوسط فى 2015 بالشراكة مع شركة إينى اإليطالية لتحقيق االكتفاء الذاتى مـن الـغـاز الطبيعى فـى نهاية 2019 ورغم ذلك نستورد الغاز من إسرائيل الحتياجات السوق املصرى ألن إنتاج مصر من الغاز الطبيعى 5 مليارات قــدم مكعبة يومياً واالسـتـهـالك فى حدود 6 مليارات قدم مكعبة يومياً، وبالتالى االكتفاء الذاتى اآلن غير وارد ولذا االستيراد من ما يسمى إسرائيل لم يستعب العقل املصرى بعد هذه الفلسفة احلكومية البغيضة مع هذا الكيان الصهيونى.
وسعدنا جميعاً بأن االحتياطى النقدى من العمالت األجنبية بلغ 42.5 مليار ما يعتبر رقماً قياسياً للبنك املركزى املصرى وإجنازاً عظيماً، ولكن رغم كل ذلك نريد أن نفهم ملاذا الدوالر شامخاً أمام اجلنيه املصرى؟
سعر الدوالر منذ التعومي للجنيه املصرى فى 3 نوفمبر 2016 لم يحترم أى من املشروعات السابقة واصل سعر الـدوالر االرتفاع وظل يراوح مكانه بـني 17.55 جنيه وسعر 17.65 جنيه وأحـيـانـاً أكثر مـن الـسـوق الـسـوداء السعر 17.89 جنيه ولذا تقارير املؤسسات املالية العاملية مجرد تقارير ال تعنى املواطن املصرى بل سيكون اإلجناز لالقتصاد املصرى ومؤشر التنمية احلقيقية هو انخفاض سعر الدوالر وبالتالى كلما انخفض سعر الدوالر آمنت أن هناك تنمية اقتصادية ذو عائد إيجابى على املواطن املصرى وان بعض األسعار لبعض السلع لها مبررات أخرى.
ورغم كل هذه املشروعات الكبرى واإلجنازات فى شبكة الطرق، إال أن بند الضرائب يظل رقم 1 فى إيرادات املوازنة العامة للدولة وأن بند الضرائب املقدر فى املوازنة العامة للدولة 17 - 2018 مت حتصيل نسبة %72 من هذا الرقم املقدر ما يعنى هناك عجز %28 إضافة إلى العجز الذى يتم متويله من القروض عن طريق أذون وسندات اخلزانة ولذا من الشفافية أن تعرف مامت إجنازه من بنود املوازنة العامة للدولة.
إذن الـــدوالر كلمة السر فـى تعافى االقتصاد املـصـرى وليست تقارير املؤسسات املالية او ثقة صندوق النقد الدولى بل أن االحتياطى النقدى من العمالت األجنبية فى البنك املركزى املصرى لم تأت من زيادة اإلنتاج القومى بل من القروض حتت مسميات مختلفة ولهذا السبب لم يهبط سعر الدوالر احتراماً وتقديراً لهذا االحتياطى بل إن سعر الــدوالر حتى شهر رمضان سيظهر قوته أكثر بسبب بدء فترة االستيراد وفتح االعتمادات البنكية التى سيختبر مدى قدرة البنوك املصرية فى توفير العملة العاملية لعمالء البنوك أم ستظهر السوق السوداء مرة أخرى بعد املعاجلة األمنية سابقاً وتنازل البنك املركزى املصرى عن سعر الدوالر الرسمى ليسير فى ركب سعر الدوالر فى السوق السوداء.
ولذا الرؤية املستقبلية هى تفعيل قانون االستثمار وتهيئة املناخ جلذب االستثمارات بعيداً عن السياسة النقدية للبنك املركزى الذى ال تؤتى نتيجة فى كل محاوالتها خلفض سعر الدوالر بل أمتنى أن يتم اإلعالن انه مت القضاء على اإلرهاب حتى تستعيد مصر مقدارتها لصالح املواطن املصرى بل نتمنى على الدولة املصرية تدعوا رجال األعمال للمساهمة فى التنمية االجتماعية كجزء عن ما أخذوا من مقدرات هذا الشعب املصرى لرفاهيتهم وتكديس أموال فى خزائن أسرهم.