Al Borsa

اليوان البترولى والدوالر األمريكى .. حرب العمالت إلى أين؟؟

- بقلم: أحمد عز الدين محلل مالى

منذ احلرب العاملية الثانية والواليات املتحدة تسعى بـكـل اجلــهــود للسيطرة عـلـى املـــوارد الطبيعية والسيما البترول والذهب، وهو ما جعلها تربط عملتها بهذين املـورديـن املهمني وزيادة احتياطياته­ا منهما؟ وتقاتل فى كل اجتاه لإلبقاء على عملتها قوية واألكثر تــداوالً فى العالم؟

فقد دعت العالم لربط العمالت بالدوالر مربوطاً ليصبح الــدوالر املكون الرئيسى من احتياطى الـــدول لكونه أكبر عملة مربوطة بـالـذهـب وفـقـاً التفاقية بـريـتـون وودز، مما زاد الطلب على الـــدوالر بعد هـذه االتفاقية لتكون أول خطوة جتاه جعل الواليات املتحدة املسيطرة على العالم اقتصادياً. ثم توالت األحداث حتى حرب فيتنام -1955

1975 التى أرهقت االقتصاد األمريكى لدرجة جعله غير قادر على إصدار نقود جديدة لعدم وجـود مزيد من الذهب بالنسبة املتماشية مع حجم االنفاق الرهيب على احلــرب، مما جعل الرئيس نيكسون فى أغسطس 1971 يصرح بعدم االستمرار فى ربط الدوالر بالذهب وفسر ذلك بأنه سيساعد على منو االقتصاد العاملى.

ومنذ ذلك التاريخ أصبح العالم فى حيرة بسبب تنامى قــوة الـــدوالر، فكل عــام جديد جند املحللني يتنبأون بهبوط الدوالر فى السنة املقبلة.. وهكذا.. وال يحدث ذلك.

صحيح أن الدوالر هو العملة السائدة إلمتام املعامالت فى العالم ولكنها غير مربوطة بأى شــىء ملموس ســوى الثقة فـى الـــدوالر وفى االقتصاد األمريكى، باإلضافة إلى قبول دول العالم التعامل بها، وكونها من أكبر األسـواق التى تستهدفها الدول فى العالم.

كـانـت أمريكا تـعـرف أن قوتها بــأن يكون الدوالر العملة السائدة على التجارة فى العالم لـيـزيـد الـطـلـب عـلـيـه، وفـــى احلقيقة ساعد هنرى كسنجر الذى استطاع عقد اتفاقية مع اململكة العربية السعودية توفر بها احلماية العسكرية لها مقابل أن يباع ويشترى البترول بالدوالر، وتوالت االتفاقيات على اغلب الدول املصدرة للبترول؛ مما زاد الطلب بشكل اكبر على الـــدوالر، وبهذا زادت أمريكا من قوتها االقـتـصـا­ديـة مـن خــالل بـقـاء عملتها العملة األساسية فى احتياطى الدول وربطها بتجارة البترول عاملياً.

ومـع تطور االقتصاد األمريكى ليقدم كل احلــلــول املـالـيـة كاملشتقات وزيــــادة عمليات التوريق (السندات وأذون اخلزانة.. إلخ) والبيع على املكشوف التى بإيجاز تستطيع إصدار أكبر قدر من الدين على أقل نسبة أصل ملموس.

وحالياً أصبحت أمريكا أكبر الدول املديونة فى العالم ليصبح الدين األمريكى 20 تريليوناً (ألف مليار) دوالر بواقع 6.5 مليار دوالر من أذون اخلزانة وتصبح الصني أكبر دولة دائنة لها فى العالم، حيث متلك الصني 1.2 تريلون دوالر من اخلزانة األمريكية تتبعها اليابان التى متلك 1 تريليون.

وفى كل عام تطالب الصني برد أمريكا لهذا الديون من قبيل التهديد الروتينى ثم جتدد

أمريكا فوائد هـذه الـقـروض فى صـور أذون خزانة أمريكية جديدة.

وفى األعوام القليلة األخيرة لوحظ تهافت الصني على شراء كميات كبيرة من الذهب بأى سعر، وكثير من األصول فى بعض الدول مثل استراليا.. وكذلك البترول.. لتصبح الصني هى املستورد األول فى العالم للبترول بواقع 8.43 مليون برميل بترول، بالتأكيد هى ال حتتاج كل هذه الكمية، ولكنها استغلت العقوبات الواقعة من قبل أمريكا على بعض الـدول مثل روسيا وأوكرانيا لتستورد وتصدر لهما من الباطن، ولكن بعملة اليوان (العملة املحلية الصينية)، وبرزت قوة اليوان الصينى مع اعتراف صندوق النقد الدولى به فى سبتمبر 2016 بأن يكون ضمن سلة العمالت فى حقوق السحب اخلاصة كعملة رسمية من عمالت االحتياطى األجنبى.

وبعد أن أصبحت هى املستورد األول للبترول فى العالم، طالبت السعودية بأن تشترى منها الـبـتـرول كـامـًال بـالـيـوان، بـل األكـثـر مـن ذلـك، أصــــدرت عــقــوداً آجـلـة (مـشـتـقـات) مضمونة بالذهب كى تثبت للعالم أنها العملة القادمة اآلمـنـة فـى مواجهة الـــدوالر، خاصة بعد هزة الثقة التى حدثت فى أغسطس 2008 بسبب ما تتبعه أمريكا من حلول مالية بعيدة عن األصول امللموسة.

فى احلقيقة، أرى أن هـذا أحـد األسباب األساسية فى تذبذب سعر الدوالر والبورصة األمريكية فى هـذه األيــام، فحتى إن لم يكن املستثمرون مدركني هذه احلقائق وربطها مع بعضها فى اتخاذ قراراتهم بناًء على تذبذب قرار احلكومة األمريكية فى زيادة سعر الفائدة والتنبؤ بالتضخم للسنة املقبلة، نتيجة ما تواجه من أزمة سياسة نقدية.

فبالطبع أصبح اليوان هو العملة املسيطرة على جتــارة البترول بــدالً مـن الـــدوالر سوف تتغير العملة املسيطرة على االحتياطى فى العالم لتصبح اليوان، ورأيى أن أمريكا ليست ساذجة ولهذا وضعت خطة ألسوأ االحتماالت الــتــى ميـكـن أن حتـــدث لعملتها فـاخـتـرعـ­وا العمالت االفتراضية ومن أشهرها البيتكوين، فهل فكرة الصني جديدة؟ ال.

فمن قبلها سنة 2000 حاول صدام حسني ربـــط الــبــتــ­رول بــالــيــ­ورو ومت الـتـخـلـص منه، ومتلكوا حقول البترول العراقية بعد أن احتلوا العراق، حتى سوريا، حيث حاولت روسيا فى أن تتدخل فى عملة التعامل فى البترول مع سوريا، وبعدها ليبيا بعد أن فكر القذافى فى بيع البترول مقابل الذهب وكأنه يقدم ما عرف اليوم بالبيترو أويل ‪.»Petro Oil«‬

فى احلقيقة اجليش األمريكى هو احلافظ األول واألخير لتجارة البترول بـالـدوالر ولهذا السبب دول مثل روسيا وإيــران وفزويال ينظر إليهم العالم كأعداء بعكس االنطباع بالنسبة للسعودية، وكأنهم يقولون أن من يخالف اتفاقية البترودوال­ر سينتهى ال محالة، ولكن فى احلقيقة الصراع هذه املرة قوى جداً فهو بني أقوى دولتني فى العالم.. ال ندرى ماذا سيحدث، ولكن صراع األقوياء سيستمر بتأكيد مقولة البقاء لألقوى..

صحيح أن الدوالر هو العملة السائدة إلتمام املعامالت فى العالم ولكنها غري مربوطة بأى ىشء ملموس سوى الثقة فى الدوالر وفى االقتصاد األمريىك أمريكا ليست ساذجة ولهذا وضعت خطة ألسوأ االحتماالت التى يمكن أن تحدث لعملتها فاخرتعوا العمالت االفرتاضية ومن أشهرها البيتكوين

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt