«سعودة» الوظائف تفرض تحديات على القطاع الخاص
يشكل خلق فـرص عمل للسعوديين هدفاً حاسماً لخطة ولـى العهد األمير محمد بن سلمان، لتحويل االقتصاد وإعداد أكبر مصدر للبترول الخام فى العالم لمرحلة ما بعد النفط.
ذكـــرت وكــالــة أنــبــاء «بــلــومــبــرج»، أن هـذه الخطة سوف تحدث تغيراً فى أنماط العمالة التقليدية؛ حيث يهيمن العمال األجانب على القطاع الخاص، فى حين ينجذب المواطنون عادة نحو القطاع العام الذى يتميز بساعات عمل أقصر ووظائف أكثر أمناً.
ومع ارتفاع نسبة البطالة إلى نسبة %12.9 لتسجل أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد من الزمان ووجود حوالى ربع مليون شاب لهم الحق فى دخـول سـوق العمل سنوياً، لم تعد الوظائف الحكومية كافية.
وأوضحت الوكالة األمريكية، أن وجود عدد كبير مـن الشباب بــدون وظـائـف قـد يخاطر بتشويه الدعم أو ربما يخلق االضطرابات.
دخلت المرحلة األولى من حملة «السعودة» فى قطاع التجزئة حيز التنفيذ، الشهر الجارى؛ حيث من المتوقع أن يوظف وكالء السيارات وبائعو المالبس واألثـــاث واألوانـــى المنزلية السعوديين بنسبة %70 من وظائف المبيعات.
ويـنـبـغـى عـلـى تــجــار الـتـجـزئـة والبائعين وأخصائيى البصريات أن يلتزموا بهذا القرار فى شهر نوفمبر المقبل تليها المتاجر التى تبيع الحلوى والسجاد ومواد البناء والمعدات الطبية وقطع غيار السيارات.
وتعهد ولى العهد بتحويل االقتصاد الذى يعتمد على المغتربين خالل ما يزيد قليًال على عقد من الزمان، وينتظر الوقت المناسب لنزع فتيل القنبلة الزمنية السكانية.
لكن حملة التقشف التى فرضتها الحكومة مــن خــالل فــرض ضريبة القيمة المضافة والــرســوم اإلضـافـيـة للمغتربين مـع تقليص الدعم تدفع الشركات إلى تسريح العمال وليس توظيفهم.
وينظر إلى توظيف السعوديين على أنه عبء من بعض الشركات التى تعتمد على العمالة الرخيصة من باكستان أو الهند أو مصر أو اليمن.
وقـــــال غــــراهــــام غــريــفــيــث، أحــــد كـبـار المحللين فى «كونترول ريسكس» فى دبى، إن صغار تجار التجزئة على وجه الخصوص سيتصارعون من أجل تحقيق األهـداف وإال سيتم إغـالق تجارتهم. وأضــاف أن القطاع الخاص السعودى فى موقف صعب للغاية، فـاالقـتـصـاد تـحـت الـضـغـط وســـط ارتــفــاع الضرائب والرسوم وتكاليف العمل إلى جانب المرافق العامة. بالنسبة للعديد من األجانب يبدو أن الوقت قد حـان للعودة إلـى الوطن واالنضمام إلى مئات اآلالف الذين غـادروا بالفعل.
قال سالم، وهو شاب يمنى يبلغ من العمر 19 عاماً، إن أسرته تفكر فى إغالق المتجر الخاص بها حتى مع غرق بالدهم فى الحرب.
ومــع ذلــك ارتـفـعـت البطالة بين الـرجـال السعوديين إلى %7.6 فى الربع األول مقارنة بنسبة %7.2 فـى الفترة نفسها مـن العام الـمـاضـى، مـا يشير إلــى أن تسريح العمال األجانب قد ال يكون كافياً.
وقـــال خـالـد أبــا الـخـيـل، المتحدث باسم وزارة العمل، إن اإلصـــالح سيخلق نحو 60 ألف وظيفة للسعوديين. وقدر مسئول فى هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، أنه قد يخلق ما يصل إلى 490 ألف وظيفة.