أمريكا تختار الفائزين والخاسرين فى اإلعفاءات الجمركية على واردات الصلب
عدم يقني متزايد بسبب غموض سياسة الحكومة فى قبول أو رفض طلبات االعرتاض
اسـتـطـاعـت الـــــواردات األمـريـكـيـة مــن الـيـابـان وتـايـالنـد الــفــوز مبعظم اإلعـــفـــاءات مــن الـرسـوم اجلمركية اجلـديـدة التى فرضتها إدارة الرئيس األمريكى دونالد ترامب على واردات الصلب، بينما ُرفضت الطلبات املقدمة من كندا والبرازيل، وذلك وفقاً للبيانات احلكومية.
وأشـــــارت املـلـفـات اخلــاصــة بـــآالف الـــقـــرارات اجلمركية الـصـادرة عن وزارة التجارة األمريكية، والتى نُشرت عبر شبكات اإلنترنت، إلى الطريقة التى يرى بها املسئولون احلاجة إلى واردات الصلب واأللومنيوم فى الواليات املتحدة.
وأوضـــحـــت صحيفة «فـايـنـانـشـيـال تــاميــز» أن مسارات السكك احلديدية واملعادن املستخدمة فى العلب الغذائية جاءت ضمن املنتجات التى ُمنحت إعفاءات جمركية، بينما حرمت األسالك املستخدمة فى صنع قطع غيار للسيارات وشفرات احلالقة الصناعية من تلك اإلعفاءات.
وعندما أعلن ترامب فى مارس املاضى عن فرض تعريفات جمركية جديدة على واردات الصلب بنسبة %25 وواردات األلومنيوم بنسبة %10 حلماية املنتجني املحليني، وضعت اإلدارة األمريكية آلية للشركات للحصول على إعـفـاءات وذلــك فى حال التمكن من إثبات أن املعدن الذى كانوا يشترونه ال ميكن تصنيعه فى الواليات املتحدة.
وبــدءاً من 20 أغسطس املاضى، ُقـدم أكثر من 38 ألف طلب للحصول على إعفاءات من التعريفات اجلمركية وأكثر من 17 ألف اعتراض من منتجى الصلب واأللـومـنـيـوم األمريكيني الـذيـن يجادلون بوجوب رفض اإلعفاءات.
وقـــال لــويــس ليبوفيتز، املـحـامـى الـــذى ميثل الشركات التى تسعى إلى احلصول على إعفاءات من التعريفات اجلمركية، إن األسباب الكامنة خلف منح أو رفض وزارة التجارة األمريكية لالستثناءات املقدمة حول تعريفات الصلب واأللومنيوم ال تزال غامضة للغاية، ما يخلق حالة من عدم اليقني بشأن قرارات احلكومة.
وقالت شركة “فـورد” األمريكية املتخصصة فى تصنيع السيارات، خالل األسبوع املاضى، إنها تتوقع تسبب التعريفات اجلمركية على الصلب واأللومنيوم فى تخفيض أرباحها بقيمة مليار دوالر بنهاية العام املقبل.
ومع ذلك، توجد شركات أخرى كانت قادرة على إثبات وجوب جتنب األعباء اإلضافية، فاعتباراً من يوم اجلمعة أصدرت اإلدارة األمريكية قرارات حول 8400 طلب للحصول على إعـفـاءات من تعريفات الصلب، فقد منحت نحو 5300 إعفاء ورفضت نحو 3100 طلب.
وكـانـت مجموعة «يـونـيـون باسيفيك» للسكك احلديدية من بني أكبر الفائزين فيما يتعلق بتأمني تلك اإلعفاءات، فقد منحت إعفاءات على وارداتها مـن الـيـابـان املتمثلة فـى نحو 127 ألــف طـن من القضبان الـفـوالذيـة الـتـى يصل طولها إلــى 480 قدما والتى تستخدم إلصالح وتطوير قطاع السكك احلديدية.
وجــاءت شركة «أوهـايـو كوتينجز»، التى تصنع صلباً مطلياً بالقصدير ليستخدم فى صنع علب الطعام ومقالى اخلبز، ضمن القائمة التى متكنت من احلصول على إعفاءات جمركية.
وفـــى الــوقــت نـفـسـه، ُحــرمــت شــركــة «مــيــداس إنترناشيونال»، التى تتخذ من محافظة أونتاريو الكندية مقراً لها، من أى إعـفـاءات جمركية على صفائح الصلب املقاوم للصدأ التى يتم إحضارها إلى لوس أجنلوس، على الرغم من أن الشركة أشارت فى طلبها إلى إداركها أنه متت املوافقة على الطلبات املقدمة من بعض املستوردين ممن يعانون من نفس الوضع قبل نحو شهرين.
وبشكل عام، حققت الواردات القادمة من اليابان وتـايـالنـد أكـبـر جنــاح مـن حيث حجم اإلمــــدادات املسموح لها بتجنب التعريفات اجلمركية، بينما كانت الواردات القادمة من تركيا وكندا والبرازيل بني احلموالت األقل جناحاً.
وكـــان هـنـاك 135 طلباً لـإعـفـاءات اجلمركية لـلـواردات من تركيا و23 طلباً من كندا و32 طلباً من البرازيل لتمنح بذلك اإلدارة األمريكية طلباً واحدا فقط لتركيا ولم متنح أى طلبات لكل من كندا والبرازيل.
واستجابة ملـخـاوف الـشـركـات املصنعة، قالت الوزارة األمريكية إنها تتفهم الضغوط التى تواجهها الشركات نتيجة عدم توافر املنتجات من املنتجني األمريكيني، موضحة أنها تتخذ خطوات لضمان أن عملية اإلقصاء فعالة بشكل كاف لسد الفراغ لتجنب أى تأثير اقتصادى غير متعمد على املراحل النهائية للصناعات فى الواليات املتحدة.
وفى النهاية، زعمت الــوزارة أن احلل يكمن فى قيام صناعات الصلب واأللومنيوم فـى الـواليـات املتحدة بتعزيز اإلنتاج.
وقـال املعهد األمريكى للحديد والصلب، الذى ميثل الصناعة، فى بيان صـادر عنه، إن إجـراءات ترامب التجارية كانت ناجحة، فقد انخفضت واردات الصلب بنسبة %20 بني شهرى أبريل ويوليو، وهو أول شهر كامل بعد إعالن التعريفات، مشيرين إلى امتنانهم باستمرار إقرار الرئيس األمريكى بأهمية صناعة الصلب فى البالد.
وسجل إنتاج الصلب فى الواليات املتحدة ارتفاعاً بسيطاً، حيث ارتفعت الشحنات فى األشهر األربعة من أبريل وحتى يوليو بنحو %5 مقارنة بنفس الفترة مـن عــام ،2017 ممـا آثــار مـخـاوف بعض مشترى الصلب جتــاه إمكانية عــدم تـوافـر املنتجات التى يحتاجون إليها بأى سعر.