Al Borsa

الصينيون .. حول العالم

مخاوف أمنية وسياسية دولية من الغزو الصينى لكوكب األرض

-

ارتفاع أسعار العقارات واملنافسة التجارية واخرتاق أبحاث الجامعات الكربى أبرز التأثريات

جتـــاوز تأثير طـفـرة السفر الصينية مـا حدث فـى الثمانينيا­ت مـع تـزايـد حـركـة الـنـاس بجميع أنحاء العالم بأعداد متزايدة باستمرار مع انهيار الشيوعية فى االحتاد السوفييتى وأوروبا الشرقية، وفتح احلدود فى االحتاد األوروبـى، ومنو الطبقات الوسطى بالعالم النامى، وهروب املاليني من الصراع والفقر.

وميأل الطالب الصينيون اجلامعات فى سيدنى، واملختبرات البحثية بـ»وادى السيليكون التكنولوجى» فى الواليات املتحدة، ويشكل العلماء الصينيون حصة كبيرة من القدرات العقلية لشركات التكنولوجي­ا.

لم يكن أحد يتوقع هذا احلجم من الترجمة لرغبة عمرها 40 عاماً للزعيم «دينج شياو بينج»؛ حيث أمر بفتح البوابة الكبرى لإلصالح واالنفتاح على العالم.

وكان «بينج» يرى بعض الفوائد فى إرسال املزيد مـن الـطـالب الصينيني إلــى اجلـامـعـا­ت بـاخلـارج؛ للحصول على الدراية التقنية على نفقة الدولة، لكنه لم يتصور قط وجود تدفق على النطاق الذى شوهد منذ ذلك احلني.

وحلـسـن احلــظ بالنسبة للصني، كــان احلــزب الشيوعى مستعداً فى بعض األحيان للمجازفة، وبدا ذلك واضحاً فى ثالثة مجاالت رئيسية، األول هو إصالح االقتصاد، ففى التسعينيات جتاهل الزعماء شكاوى املحافظني، ودفعوا بإغالق أو بيع عشرات اآلالف من الشركات اململوكة للدولة.

ومـع النمو السريع لألعمال التجارية اخلاصة وحتويل العديد من موظفى الدولة إلى هذه الوظائف اجلديدة وهجرة عشرات املاليني من الناس للعثور على عمل فى املدن فقد احلزب الكثير من شبكته التى كانت تسيطر على جميع اخلاليا فى مكان العمل، لكن هذه اإلصالحات ساعدت على صعود الصني إلى صفوف القوى االقتصادية العاملية.

أما املخاطرة الكبيرة الثانية فقد اتخذها «جياجن زميني» خليفة «بينج»، وهى احتضان اإلنترنت لتمثل مقامرة لطرف مصمم على السيطرة على انتشار املعلومات، وقد أتت ثمارها فأصبحت الصني رائدة عاملية مبجال تكنولوجيا املعلومات ولم مينع ذلك من بقاء احلزب فى السلطة.

وكانت املغامرة الثالثة هى فتح بـوابـات البالد والسماح للناس بالرحيل، وبــالــفـ­ـعــل بــــدأ الـــنـــز­وح اجلماعى بخطى متأنية لكنها ثابتة فمنذ عام ،2007 تضاعف عــدد الـزيـارات التى قام بها الصينيون فى اخلارج إلى أكثر من ثالثة أضعاف.

ولالستفادة مـن االزدهـــا­ر السياحى الصينى، خففت العديد من الدول من متطلبات احلصول على التأشيرة وفتح البعض أبوابه للمهاجرين الصينيني األغـنـيـا­ء مبنحهم إقـامـة دائـمـة مقابل املــال وفى مقدمتهم الواليات املتحدة.

وبالنسبة للعديد من الناس فى الدول املضيفة، فإَّن احلضور املتنامى للشعب الصينى هو منحة كبيرة لكنه أيضاً يغذى االستياء الـذى تشوبه العنصرية أحياناً فسكان املدن األسترالية يساورهم القلق بشأن ارتفاع أسعار العقارات والتى ينسبونها إلى الطلب الصينى، ويتذمر الناس فى أجزاء من أفريقيا من ا ملنا فسة مـع أصحاب املــــــت­ــــــاجــ­ــــر الصينية أو شركات البناء. املخاوف السياسية واألمنية تأتى فى الـصـورة، أيضاً، فى مختلف أنحاء الغرب تتزايد املـخـاوف من اعتماد اجلامعات بشكل كبير على دخــل الـرسـوم مـن الـطـالب الصينيني، مـا يعرض املؤسسات املعنية خلطر التجسس فى مختبرات التكنولوجي­ا العالية والتدخل األيديولوج­ى من قبل الدولة الصينية.

ولـقـد لعب املـسـافـر­ون الـعـائـدو­ن مـن اخلـــارج، واألفكار التى يجلبونها معهم، دوراً حاسماً فى تاريخ البلد املضنى، لكن على املدى الطويل قد يتبني أن «بينج» كان على حق فى القلق بشأن اختراق «الذباب السياسى» للنوافذ املفتوحة وانتزاع السيطرة من احلزب احلاكم.

أطلقت الصين حرية السفر للخارج بعد عقود طويلة من ركوب الطائرة المشروط.. هذا التغير أدى بالتأكيد إلى تغير العالم، لكن الصين نفسها تتغير أيضًا. فى السابق كانت أهم الشروط بالنسبة لضابط الجوازات، أَّن هذا المسافر موثوق به سياسيًا وليس له سجل جنائى، وتضمنت طوابير تمتد طوال الليل، فالحصول على وثيقة يتطلب فحص الوالء للحزب الشيوعى والهدف من الرحلة ومصادر التمويل. فى النهاية لم يحصل الكثير من الصينيين على هذه الكلمات الثمينة «مسموح له بالذهاب إلى الخارج». ارتفع عدد المسافرين مؤخرا ليصل إلى 130 مليون نسمة، وتتمحور أسباب السفر حول السياحة والدراسة واألعمال التجارية والهجرة. أعد الملف: ربيع البنا

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt