Al Borsa

فى إيطاليا.. المهاجرون القدامى يدعمون الجدد

-

تعتبر مدينة «بــراتــو» فـى تــالل «توسكانا» اإليـطـالـ­يـة قلب صناعة األزيــــا­ء؛ حيث تصنع األقـمـشـة الــفــاخـ­ـرة لـلـعـالمـ­ات الـتـجـاري­ـة مثل «جوسى» و«أرمانى»، وحتمل بفخر شعار «صنع فى إيطاليا»، لكن العديد من مصانع «براتو» مملوكة اآلن ويعمل بها الصينيون.

ولـدى «براتو» أحد أكبر جتمعات املهاجرين الصينيني فى أوروبا، وبلغ عدد السكان الرسمى عــام 2017 حـوالـى 20 ألــف نسمة، أى ضعف العدد تقريباً قبل عقد من الزمن، لكن التقديرات تختلف بشكل كبير؛ ألن العديد مـن السكان مهاجرون غير شرعيني، وفى هذه األيام أصبح من األلقاب األربعة األكثر شيوعاً فى «براتو«، هى «تشن» و«هو» و«لني» و«واجن».

أكثر من %80 من سكان «براتو» الصينيني يأتون من مدينة ساحلية واحـدة وهى «ونتشو» الريفية التى تعد منطقة ذات تاريخ طويل من الهجرة إلى اخلارج، وبالتالى لها شبكة عاملية من األقارب يقدمون الدعم للمهاجرين اجلدد.

فى الواقع، فإن «ونتشو» وضواحيها مصدر لغالبية الصينيني الذين انتقلوا إلى أوروبـا فى السنوات األخيرة بحسب مؤلفى كتاب «الهجرة الصينية إلــى أوروبــــا» وهـــم: لوريتا بالداسار وجــرامي يوهانسون وناريل ماكوليف وماسيمو بريسان.

ويلقى السكان املحليون باللوم على منو البطالة فى أعقاب األزمـة املالية لعام 2008 فى توافر البديل الصينى وبتكلفة أقل، ما دعا األهالى فى 2009 إلى انتخاب أول عمدة للمدينة ميينى منذ نهاية احلرب العاملية الثانية وهو «روبرتو سيّنى» الذى كان قد شن حملة تقوم على برنامج صارم بشأن الهجرة خاصة ما سماه مؤيدوه «الغزو الصينى».

وفى 2014 قام خليفته «ماتو بيفينى»، وهو من يسار الوسط بالتركيز على ذات القضية والتذمر حول الصينيني فى «براتو»، لكنه يرى أنه ال ميكن طردهم وأن لهم فائدة فبدالً من توقف املدينة عن اإلنتاج لصالح مصنع فى الصني جلب الصينيون التكلفة األقل جلعل املصانع تستمر فى العمل.

وطور املهاجرون صناعة جديدة تعرف باسم «برونتو مودا» تقوم على استيراد أقمشة رخيصة معظمها من الصني، وحتويلها إلى ألبسة أزياء بسرعة البرق ملواكبة األمناط املتغيرة.

وحــتــى مــع انـخـفـاض عـــدد شــركــات الـغـزل والنسيج فى «براتو» من أكثر من 9400 إلى أقل من 3 آالف شركة فى العقدين حتى عام ،2011 ارتفع عدد مصانع املالبس بأكثر من 3 أضعاف إلى ما يقرب من 4 آالف مصنع، ثالثة أرباعها مملوك للصينيني.

وفى عام ،2015 استأثرت الشركات الصينية بأكثر من نصف القيمة املضافة من قبل شركات املنسوجات واملـالبـس فـى «بــراتــو» وفـقـاً ملعهد توسكانا اإلقليمى للتخطيط االقتصادى.

وأدى منو الصناعات التى يديرها الصينيون فى »براتو» إلى خلق طبقة وسطى صينية متنامية ال تشمل فقط رؤســاء املصنع، ولكن أصحاب املحالت التجارية واملطاعم ومصففى الشعر ووكالء السفر الذين يصطفون فى شوارع احلى الصينى باملدينة وكثير منهم يشعر باالستقرار وال يفكر فى العودة حالياً للصني.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt