Al Borsa

أسود أفريقيا ترقص مع التنين األحمر

-

يعمل عدة مئات من العمال الصينيني لبناء محطة حـاويـات جديدة بخليج «والفيس» فى نامبيا ومرفق لتخزين البترول خـارج املدينة، ويتم نقلهم من وإلى مواقع البناء فى حافالت الشركة، ويتعني عليهم التقدم للحصول على إذن ملغادرة ثكناتهم، ما يعنى أنه مسموح بالقليل من التفاعل مع املجتمع املحلى.

ونشرت شركة االستشارات املالية العاملية «بيكر آند ماكينزى» بحثاً، خالل العام املاضى، بعنوان «رقصة األسود والتنانني» حول املشاركة االقتصادية الصينية فى أفريقيا، وأكد أن هناك أكثر من 10 آالف صينى بالشركات التى تعمل فى أفريقيا.

لكن كثيراً من اخلبراء يعتقد أن الرقم أعلى بكثير معتبراً أن البحث األكـادميـ­ى ال يرصد أنواعاً أخرى من العمالة والتجار؛ حيث يعتبرون أن هذا العدد ال يكفى خطة بكني فى االستيالء االقتصادى على القارة السمراء.

وتتحدث بعض القصص اخلالية عن طوفان هائل نزح الصينيون بعده إلى أفريقيا وحتديداً عبر رأس الرجاء الصالح فى جنوب أفريقيا؛ حيث توجد سلسلة جبال «دراكنزبرج» فعلى مدى العامني املاضيني بحسب تقرير ملوقع «كوارتز» تزايد احلضور الصينى فى أفريقيا بشكل كبير.

ولـم يعد من األخبار اجلديدة اإلعــالن عن استثمار الـشـركـات الصينية ورواد األعـمـال واحلكومة املركزية واملحلية بكثافة فى البلدان األفـريـقـ­يـة، كـمـا هــو احلـــال فــى كينيا؛ حيث متـول وتبنى أكبر مـشـروع للبنية التحتية فى البالد منذ أكثر من 50 عاماً، وهو خط سكك حديدية قياسية من نيروبى إلى مدينة مومباسا الساحلية، وخلدمة هذا املشروع حجزت سلسلة البقالة Nakumatt ممراً لإلمدادات الغذائية الصينية خلدمة اجلالية الصينية فى نيروبى.

وميكن بسهولة العثور على مصانع تديرها الـصـني فـى إثيوبيا وروانــــد­ا ونيجيريا، ومن املفترض أن تصبح قريباً بوسط أفريقيا حيث سيكون أول مصنع لـلـسـيـار­ات باملنطقة فى الكاميرون.

ليس االقتصاد فحسب املخترق من الصني فقد استثمرت احلكومة الصينية فى أكثر من 40 مدرسة لتعليم اللغات عبر الـقـارة لتعليم لغة املـانـدري­ـن والثقافة الصينية كما يتورط الـدبـلـوم­ـاسـيـون الـصـيـنـي­ـون فــى الــصــراع­ــات اإلقليمية بـدايـة مـن احلـــرب األهلية بجنوب السودان إلى نزاع حدودى بني إريتريا وجيبوتى؛ حيث توجد اآلن أول قاعدة عسكرية صينية فى اخلارج.

وجتد فى البلدان األفريقية عـدداً متزايداً مـن الصينيني لـم يقصدوا أبـــداً البقاء لألبد لكنهم اآلن يقولون إنهم ال يستطيعون العودة إلى ديارهم ألنهم ببساطة «تغيروا».

كما أن التواجد الصينى غير احلياة بكثير من األماكن واألمثلة على ذلك مهمة؛ ألنها بطريقة ما تفسر ما يجرى على أرض الواقع وقد صدر بحث العام املاضى وجد أن املجتمعات القريبة من املناجم الصينية تتمتع ببنية حتتية أفضل وشهدت حتسناً كبيراً فى حياة الناس.

10 آالف صينى يعملون فى شركات بالقارة السمراء

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt