Al Borsa

سنغافورة فى أفريقيا

- بقلم: عادل الزناتى محاسب قانونى

دولة تسمى األلف تل فى شرق أفريقيا أذهلت العالم مبا وصلت إليه من النمو االقتصادى األعلى فى القارة األفريقية، بعد أن حصدت أرواحاً وصلت إلى 800 ألف نسمة؛ نتيجة احلرب األهلية بني العام

1993 – 1994 بني قبيلتى الهوتو %80 والتوتسى %20 هم إجمالى عدد السكان والسبب املحتل البلجيكى التى أسس للفتنة والتى استقلت عنه فى 1962 بل هذه الدولة أحد مجاهيل أفريقيا إنها رواندا.

منذ هـذا التاريخ أصبحت روانــدا شبه دولـة ال متلك الصالحية للعيش أو املضى قدماً لترتقى لتقدمي خدمات ألى مواطن رواندي؛ حتى يستطيع املضى فى احلياة بل بعد احلرب األهلية مات الكثير النعدام اخلدمات الصحية متاماً بل احلياة، فكيف كانت التجربة الرواندية لتبعث دولـة من العدم إلى الوجود بل تتصدر دول طاملا تشدقت باحلضارة والثقافة.

بعد املصاحلة بدأت رواندا تعتمد على املوارد الطبيعية، وأخذت من جتارب أعتى الدول اقتصادياً طريق التنمية االقتصادية والتى اختزلت فى الزراعة لسد أفواه اجلوعى بل تنمية الثروة احليوانية حتى أصبح

%92 من السكان يعملون فى حرفة الزراعة والرعى هكذا تبدأ التنمية االقتصادية التى طاملا نادى الكثير بها قبل بناء املجسمات التى لم حتدث تغييراً حقيقياً فى سعر الــدوالر، بل أدت إلى تكبيل الدولة بالديون حتى وصلت %96 من إجمالى الناجت القومي، وهـذه املرة يأتى الدرس من أفريقيا التى طاملا نحن سادتها فى الكتب التاريخية التى ال تعنى سوى تراث لتبرير فشل اإلدارة االقتصادية بكل املقاييس ولكن االحتفاالت واملهرجانا­ت واملؤمترات كانت النمو االقتصادى الذى حتقق.

بــدأت الــزراعــ­ة بالتعاون مـع منظمة األغـذيـة والــزراعـ­ـة للتنمية املستدامة، وكانت الزراعات النب والبطاطس واملوز والشاى والتبغ وكثير من الزراعات التقليدية حتى أصبح االكتفاء الذاتى للغذاء إلى التصدير بل التنمية للثروة احليوانية عالمة بارزة وفارقة فى أفريقيا تبدأ من هنا «روانـــدا» حتى أصبحت احتياجات املواطن الرواندى فى متناول اجلميع بال استثناء.

رواندا بالد السحر واجلمال هذا ما كتب وقيل عن التنمية السياحية والتى متثل دخًال رئيسياً فى املوازنة الـعـامـة لـلـدولـة األفـريـقـ­يـة، وبذلك بدأت رواندا الدولة األفريقية األولى أفـريـقـيـ­اً فــى جـــذب االسـتـثـم­ـارات األجنبية لرجال األعمال، بل صنفت احلـكـومـة بـقـيـادة الـرئـيـس جاماكى األكثر نزاهة وشفافية فى أفريقيا.

دول ال متلك أى مقومات اقتصادية، بل إنها إحدى الدول الذى لم يعرف اسمها إال من خالل احلرب األهلية إلى الدولة األسـرع منواً فى أفريقيا، هذا سحر اقتصادى جديد يضاف إلى جتارب النمور اآلسيوية.

من دولة قبلية عنوان للتخلف االقتصادى والبشرى إلى دولة أبهرت العالم فى القمة األفريقية بإجنازاتها وذلك إذا علمت أن الدولة اختارت التنمية الزراعية واحليوانية والسياحية عنوان للتنمية االقتصادية.

التعليم من املفترض يتسبب فى ارتقاء الشعوب، لكن للكاتبة إليزابيث كينج، فى كتابها ‪»From Classrooms to Conflict in Rwanda«‬ رأى آخر؛ فذاك النوع من التعليم الذى يرسخ للعنصرية، وكان عامًال مهماً دفع روانـدا لتلك احلرب األهلية. وكان التاريخ يُزيف فى املـدارس، لرسخ االنتماء للقبيلة وليس البلد.

«كينج» التى ألفت كتابها بناء على معايشة واقعية فى رواندا وبني عائالتها التى فتحت لها بيوتها تقول: «مناهج التعليم اآلن أصبحت شديدة الصرامة فيما يتعلق باالنتماء، أن تكون رواندياً وفقط، دون أن تتفاخر باسم قبيلتك أو تنتمى إليها».

وبصفة عامة أصبح التلفظ بكلمة عنصرية جرمية يعاقب عليها القانون.

لكن مشكلة أخرى ما زالت تواجه املناهج التعليمية كما تراها «كينج»، فلم تعد الدولة تتعمد تزييف التاريخ ليعلى من شأن قبيلة دون أخرى، فالدولة اآلن حذفت التاريخ كلياً من املناهج املدرسية، وهذا خطأ كبير ال بد أن يعالج.

فى النهاية دولة أصبح لها عملة فرنك رواندى بل أصبحت سنغافورة أفريقيا.

دول ال تملك أى مقومات اقتصادية بل إنها إحدى الدول الذى لم يعرف اسمها إال من خالل الحرب األهلية إىل الدولة األس رع نمواً فى أفريقيا هذا سحر اقتصادى جديد يضاف إىل تجارب النمور اآلسيوية

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt