Al Borsa

تكنولوجيا الحقوق العمالية.. بدائل جديدة للتنظيمات النقابية

وسائل التواصل االجتماعى تعيد ربط عناصر الحراك العمالى

-

شهدت المدن الصناعية الكبرى فى بريطانيا وفرنسا مثل «مانشستر» و»ليون» احتجاجات عمالية عنيفة فى القرن الـ91 ضد تزايد دور اآلالت الحديثة فى المصانع على حساب العمال، حيث ساد اعتقاد بأنها ستؤدى إلى تسريحهم من وظائفهم. ومنذ ذلك الوقت باتت الطبقات العمالية تنظر ألى تطوير صناعى وتكنولوجى على أنه تهديد لوجودهم، ويتكرر المشهد اآلن حيث يتحدث البعض عن أن أتمتت العمل فى المصانع يعنى االستغناء عن العنصر البشرى، لكن التاريخ يقول إن التطور التكنولوجى كما يؤدى إلى اختفاء بعض الوظائف ينجم عنه أيضًا وظائف جديدة، لكنها تحتاج لمهارات أفضل وبطبيعة الحال يتكيف العالم مع الوضع الجديد. وحين تنظر النقابات العمالية إلى التكنولوجي­ا على أنها تهديد لدورها ولحقوق العمال من أعضائها يبدو أن الوقت قد حان للبحث فى سبل االستفادة منها لدعم حقوق أعضائها ومساعدتهم فى الدخول بعملية تطوير ذاتية للتأقلم مع األوضاع الجديدة فى سوق الوظائف الذى بات يبحث عن االبتكار واإلبداع أكثر من أى شىء آخر. يطلق «يورج سبرايف» ابتسامة النصر األلمانية، لكنها ال تخفى شخصيته الجادة أو التهديدات الواضحة بالدعوة إلضراب أعضاء اتحاد يضم مالكى قنوات الفيديوهات الشهيرة على موقع «يوتيوب» المملوك لـ»جوجل» حاليًا. قال «سبرايف» محتجًا على تعطيل ظهور اإلعالنات على قنواتهم «إذا توقفوا سنوجه لهم ضربة مؤلمة»، ويدير «سبرايف» قناة تقدم فيديوهات عن األسلحة باسم ‪،»The Slingshot Channel«‬ والتى تضم أكثر من 2 مليون مشترك. وهو أيًضا مؤسس اتحاد مستخدمى «يوتيوب» وفيه أكثر من 16 ألف عضو، حيث أطلقه فى شهر مارس بعد توقف شركة «يوتيوب» عن عرض اإلعالنات بجانب العديد من مقاطع الفيديو الخاصة به وآخرين وذلك بعد ضغوط من المعلنين. وتسبب ذلك اإلجراء فى انخفاض دخله من 6500 دوالر إلى 1500 دوالر فى الشهر، ويمثل المطلب الرئيسى لالتحاد فى وقف االنتقائية عند عرض المواد اإلعالنية. ال تتطلب العضوية فى هذا االتحاد األفتراضى سوى االشتراك بمجموعة على «فيس بوك»، لكن من غير المحتمل أن يستجيب األعضاء اآلخرين لدعوته إلزالة محتواهم من يوتيوب إذا لم يخضع لرغباته. وتقول مجلة «إيكونوميست» فى تقريرها إنه رغم انخفاض التوقعات حيال نتائج عمل هذا االتحاد االفتراضى لكنه يرمز إلى مرحلة جديدة من التفاعل بين التقدم التكنولوجى والقوى النقابية فى وقت تعانى فيه االتحادات العمالية من حالة تدهور طويل األمد بجميع أنحاء العالم الغنى لعقود من الزمان ألسباب فى مقدمتها التغيرات التكنولوجي­ة. واآلن، قد تساعد التكنولوجي­ا مثل وسائل التواصل االجتماعى والذكاء الصناعى فى تنظيم العمل النقابى للدفاع عن الحقوق العمالية من جديد. أعد الملف: ربيع البنا

منصات اإلنرتنت وراء نجاح إضراب مدرىس والية فرجينيا األمريكية %58 من مناقشات العمال فى أفريقيا وآسيا تجرى عرب أدوات رقمية

يأمل اخلـبـراء فى أن تلعب التكنولوجي­ا دوراً مركزياً فـى املساعدة على إحـيـاء دور النقابات خاصة فى الواليات املتحدة، حيث يحاول الناشطون إيجاد طرق جديدة مبتكرة لتنظيم العمالة.

ويحل استخدام وسـائـل التواصل االجتماعى محل االجتماع فى ما يسمى «اإلجراء املتصل عبر اإلنترنت»، حيث توفر منصات مثل «فيس بوك» و”واتــســاب» و”ريـديـت» و”هاستل» ميزات تسمح للمجموعات العمالية بالقيام بـ3 أشياء هى جمع املعلومات والتنسيق بني العمال وتوصيل صوت حماتهم الدعائية إلى عالم أوسع.

وعلى صعيد املعلومات توفر مواقع اإلنترنت مجاالً لتبادل املعرفة واألحداث فعلى سبيل املثال يعمل سائقو شركة «أوبر» بشكل مستقل لكن العديد منهم ينشطون فى مجموعات الدردشة واملنتديات األخـرى، وغالباً ما تختبر الشركة ميزات جديدة لتطبيقها على مجموعة صغيرة من السائقني دون إخبارهم مبا يحدث.

ويقول «أليكس روزنبلت”، مؤلف كتاب «أوبرالند»، وهـــو كـتـاب جـديـد عــن الـشـركـة، إن االتــصــا­الت عـبـر اإلنــتــر­نــت هــى مـحـاولـة للتغلب عـلـى عيب نقص املعلومات، كما أن املقارنة بني املاحظات منتشرة على نطاق واسع بني مستخدمى منصات التعهيد اجلماعى العاملى مثل «تراكمان ميكانيكى» و«فريانسر»، حيث يتم تداول اليد العاملة الرقمية.

ومن بني 658 عامًا عبر اإلنترنت فى إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا أجرى مقابات معهم «مارك غراهام» وزماؤه بجامعة «أكسفورد»، قــال ،%58 إنـهـم على اتـصـال مـن خــال وسيلة رقمية بعمال آخرين على األقـل مرة فى األسبوع ومعظمهم هذه الوسائل تدور حول وسائل التواصل االجتماعى، وتتركز محادثاتهم عادة عن كيفية بناء مهنة وجتنب عمليات االحتيال، ولكن أيضاً حول الرواتب للوظائف وكيفية حتسينها.

أمـا بالنسبة إلـى الهدف الثانى وهـو التنسيق فيمكن القول، إنه بدون أدوات رقمية، فإن إضرابات املعلمني فى «ويست فيرجينيا» والواليات األمريكية األخرى فى وقت سابق من هذا العام لم تكن لتكون ناجحة بحسب وجهة نظر «جـني مكاليفى» وهى منظمة قدمية للفعاليات ومؤلفة للعديد من الكتب حول النقابات.

ويشير تقرير ملجلة «إيكونوميست» البريطانية إلــى أنــه فــى الــواليــ­ات املـتـحـدة وحتــديــد­اً بوالية «فرجينيا» أنشأ املعلمون مجموعة على «فيس بوك» كانت مفتوحة للزماء املدعوين فقط.

وانضم حوالى %70 من املعلمني فى الوالية البالغ عددهم 35000 معلماً، وأصبحت املجموعة محور املناقشات حول ما يجب طلبه وكيفية تنظيم االحتجاجات.

ويعد إضراب «ويست فرجينيا» مثاالً جيداً على الهدف الثالث وهو نشر اخلبر والترويج للحمات الدعائية حيث حتولت مجموعة «فيس بوك» إلى مصنع للكتابات وكـذلـك نشر الـصـور املميزة أو مقاطع فيديو املنتشرة عبر اإلنترنت.

وقد حدث نفس الشىء عندما رفضت سلسلة مقاهى «ستاربكس» السماح للعاملني بإظهار الوشم املوجود على أجسامهم إثر قرار إدارة برفض قيام موظفون بالتقاط صــوراً للرسوم على أجسادهم وحتميلها على وسائل التواصل االجتماعى.

ومــع ذلــك، فــإن اخلـدمـات مثل «فيس بـوك» و”واتــســاب» ليست مصممة للنشاط اجلماعى مما يخلق بعض القيود حيث تفتقر إلى األدوات الازمة لانتقال إلى ما هو أبعد من املناقشة إلى أشكال أكثر تنظيماً.

وعلى سبيل املثال حتد خدمة «واتساب» الذى تستخدمه العديد من برامج تشغيل «أوبر» من حجم مجموعات الرسائل النصية، كما أنها أيضاً عرضة للتضليل والتصيد.

وعلى «فيس بوك» إذا سألت موظفة عن حقوقها عندما تكون حامًا فإن بعض التعليقات فقط قد تكون مفيدة وأحياناً غير الئقة كما تقول «أندريا دلهندورف» من «املنظمة املتحدة من أجل االحترام» التى تدعم عمال التجزئة فى «وول مارت» وأماكن أخرى.

ونـتـيـجـة لــذلــك، بـــدأ الــنــاشـ­ـطــون فــى تطوير خدمات رقمية خاصة باملجموعات العمالية مثل ،»Coworker.org« حيث مت تأسيس املوقع عام ،2013 ويـسـاعـد الـعـمـال على جتميع مطالبهم ونشرها على مواقع التواصل االجتماعى.

كـمـا أطـلـق مـوظـفـو «سـتـاربـكـ­س» الـعـديـد من احلمات الناجحة ليس فقط حول الوشم، حيث دفعوا الشركة للتقليل من تكليف شخص بإغاق املتجر فى وقـت متأخر من املساء ليقوم بنفسه بفتحه عند بزوغ فجر اليوم التالى.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt