Al Borsa

التقنيات الحديثة تدعم جهود المرأة العاملة فى الحصول على حقوقها

%28 فقط من طالب علوم الحاسب فى أمريكا إناث

-

رغم جناح النضال العمالى، خالل القرن املاضى فى الدفاع عن حقوق األيدى العاملة ملواجهة توحش اآللـة الصناعية، فـإَّن املـرأة العاملة خرجت إلى القرن الـ12 بنجاح محدود على صعيد احلد من التميز ضدها وظاهرة فجوة األجور لصالح الرجال.

وبحسب تقرير ملوقع «سينجلتارى هاب»، فإَّن أضرار هذا التميز ال تصيب فقط النساء فى سوق العمل بل ميتد أثرها السلبى إلى االقتصاد العاملى من حيث الدخل املفقود الذى يقدر مبليارات الدوالرات سنوياً.

وبالنظر إلى مؤشر الفجوة بني اجلنسني الــصــادر عـن األمم املـتـحـدة، ويـرصـد 144 دولة حول العالم من حيث التعليم والصحة واالقتصاد والسياسة، فإَّن فجوة األجور تظل أبرز مظاهر التمييز ضد السيدات، كما أنها حتتاج 100 عام لتجاوزها عبر جهود املجتمع الــدولــى رغــم منــو الــوعــى الـعـاملـى فــى هذا الصدد.

ومتثل نتائج هذ املؤشر انعكاساً لصورة أكبر من احلقوق املهدرة للمرأة التى خرجت إلى سوق العمل بجانب مشكالت أخرى مثل تعرضها للتحرش اجلنسى.

ورغم أن طبقة العمال فى الدول املتقدمة تعانى تراجع القمية احلقيقية لألجور، فإَّن نسبة الهبوط فى دخـل النساء يفوق بكثير نسبة الرجال، خاصة بعد إجناب السيدات للطفل األول، مـا يعنى أن معاناة األمهات تتضاعف، مقارنة بالسيدات األخريات؛ حيث ينظر إليهن على أنهن أقل قدرة على حتمل أعباء العمل خصوصاً فى املهن التى تتطلب العمل بدوام كامل.

ويأمل اخلبراء فى أن التقدم التكنولوجى سيكون له دور كبير فى القرن احلالى بالدفاع عن احلقوق العمالية للمرأة ومساعدتها فى احلصول على وظائف تتميز باملرونة وتراعى ظـروفـهـا العائلية، خـاصـة إذا كـانـت تعول أطفاالً.

وتعتبر الوظائف التى ميكن العمل فيها عن بعد من مظاهر مساهمة التقنيات احلديثة فى دعم املرأة العاملة؛ حيث ميكن ملاليني السيدات العمل مـن منازلهن عبر منصات مثل She« «Works أو ‪»Power To Fly«‬ والتى تسمح للمرأة بالعمل عن بعد، وفى الوقت نفسه حتفظ للشركات حقها فى األداء اجليد من خالل إدارة شفافة ومسئولة للمهام الوظيفية.

ويتطلب األمر لتحقيق الهدف املنشور أن تطور املــرأة من نفسها على صعيد التقدم التكنولوجى، لكن اخلـطـوة األولـــى ستكون مـن خــالل الـبـرامـج الـدراسـيـ­ة؛ حيث تشير اإلحـصـاءا­ت على سبيل املثال إلى أن نسبة اإلناث فى فصول دراسة علوم احلاسب اآللى ال تتجاوز %28 فى اجلامعات األمريكية، ما يبرر حصولها فقط على %25 من الوظائف ذات الصلة املتاحة بسوق العمل، كما أنها تتقلد فقط %11 مـن املناصب التنفيذية بشركات التكنولوجي­ا فى الواليات املتحدة.

ومــع االعــتــر­اف بقصور جهود السيدات أنفسهن من حيث التعليم والتدريب لدخول الـسـوق العملى فـى تخصصات احلـاسـوب، باإلضافة إلى غياب النماذج الناجحة التى تعتبر قدوة لهن، اإل أن هناك ضعفاً فى دور النظام الـعـام كعامل مساعد لها مـع نقص شـديـد فــى مــبــادرا­ت املجتمع املــدنــى بهذا اإلطار.

لكن السنوات األخيرة شهدت العديد من املبادرات مثل منصات ‪»Girls Who Code«‬ Code«و ‪»Girls Learning‬ With«و Kode ،»Klossy والتى توفر منحاً دراسية فى مجال علوم احلاسب اآللـى، وبالفعل استفاد منها آالف الفتيات فى منطقة أمريكا الشمالية.

وعــلــى صعيد ضـعـف الـنـظـام الــعــام فى مواجهة التمييز ضد املـرأة الحظت منظمة االبتكار النسائى، أَّن حضورهن فى املنصات الـعـاملـي­ـة ال يــزيــد عـلـى %29 خــاصــة فى املـؤمتـرا­ت الكبرى، وقــررت املنظمة القيام بدور املراقب، وكذلك الوسيط لضمان دعوة أكبر عدد من السيدات فى الفعاليات الدولية خاصة مبجال التكنولوجي­ا.

وعلى صعيد املجال العام لعمل املــرأة فى الدول النامية، ظهرت مبادرات لتحسني ظروف السوق الستقبال السيدات العامالت بدعم من األمم املتحدة مثل مؤسسات »هاكثون« و»يو إن وومن« و«انوفيشن نورواى» التى تسعى للوصول لـإنـاث حتى فـى مخيمات الـلـجـوء ومناطق النزاعات. وتتطلب هذه املبادرات متويًال من الــدول املانحة مبئات املاليني من الــدوالرا­ت، لكن هذا ال يعنى أنها أموال مهدرة؛ ألن اخلبراء يقدرون العائد على االستثمار فى متكني املرأة بــزيــادة قـدرهـا 12 تريليون دوالر فـى النمو العاملى، ومتثل التكنولوجي­ا فى هـذا النجاح األداة األهم ملواجهة التحدى.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt