طفرة أساليب اإلنتاج الحديثة تدعم قوى العمل المنظمة

أعطى تغيير أمناط االستثمار خالل الثورة الصناعية املزيد من القوة للعمل املنظم، مما ساعد فى تنمية دور النقابات، ففى القرن الـ91 بـدأ أربــاب العمل فى إنفاق مبالغ طائلة على املصانع واملناجم والسكك احلديدية، وساهم منو حجم رأس املال الثابت فى ممارسة العمال لسلطة أكبر.

ويـــرى «تـيـم ميتشل» فــى كـتـابـه Carbon« ،»Carbon أن عمال املناجم على سبيل املثال استغلوا نقاط خنق جديدة فى االقتصاد، حيث يتطلب إخـــراج الفحم مـن األرض مجموعات صغيرة منهم للعمل فى احلفرة فى حني لم يكن من السهل استبدالهم.

وقـــد أعــطــى ذلـــك لـهـم نـــفـــوذاً هـــائـــًال، ألن االقتصاد العاملى فى ذلـك الوقت يعتمد على الفحم كوقود أساسى فى جميع األنحاء بداية من محطات الطاقة إلى السكك احلديدية، بحيث ميكن أن يؤدى اإلضراب تقريباً إلى توقف احلياة فى البالد.

وعلى مـدى السنوات الـ03 املاضية، تسبب التغير التكنولوجى فى تراجع دور النقابات، حيث انخفضت تكلفة جمع املعلومات ومعاجلتها، مما يّسر تقييم نتائج أفراد العمل.

ففى أمريكا ارتفعت نسبة الوظائف التى تقدم األجر حسب مستوى األداء من %30 فى أواخر السبعينيات إلى أكثر من %40 فى التسعينيات، وإذا كانت األجور تتوافق مع اإلنتاج الشخصى، فقد يشعر املوظفون أن طاقاتهم موجهة بشكل أفضل نحو العمل بجد أكثر من التفكير فى االنضمام إلى تنظيم ما مع آخرين.

وفى قطاعات العالم الغنى كثيفة رأس املال تراجعت عمليات التصنيع والتعدين التى متثل القاعدة الشعبية للنقابات وتضخم دور قطاع اخلدمات األقـل ترحيباً بالنقابات حيث باتت االقتصادات املتقدمة تعتمد اآلن على «األشياء غـيـر املــلــمــوســة»، مـثـل الـبـرمـجـيـات وبــــراءات االختراع.

ومـن األسهل نقل مركز االتصال إلـى موقع مختلف، مبا فى ذلك إلى بلد جديد، ومن غير املرجح أن يساوم العمال الذين يشعرون بالسعادة من وجود وظائفهم على اإلطالق للحصول على املزيد.

وقد أدى انحسار النقابات إلى إحياء احلجج حول املميزات التى تقدمها للعمال ولالقتصاد ككل وانخفض عدد أيام العمل الضائعة بسبب اإلضرابات فى العالم الغنى إلى جانب انخفاض قوة النقابة، مما عزز مستوى اإلنتاج السنوى.

كـمـا تــراجــع خـطـر التضخم اجلــامــح حيث كانت تنشب معارك بني النقابات وأرباب العمل حول معدل ارتفاع األجور وقد تقلصت حواجز الدخول إلى سوق العمل، مما يسهل على الشباب والنساء واألقليات العرقية العثور على عمل.

ويختلف املـهـتـمـون بـجـانـب حـقـوق العمال حـول العالقة بني ضعف النقابات وانخفاض مساهمة «حصة العمل» للعمال فى شكل األجور واملستحقات فى الناجت املحلى اإلجمالى، فمن جهته يرى «أندى هالدان»، كبير االقتصاديني فى بنك اجنلترا أنه بالنسبة لالقتصاد البريطانى وجـد أن ارتفاع عشرة نقاط مئوية فى معدل عضوية االحتادات العمالية يزيد من منو األجور بحوالى 0.25 نقطة مئوية فى السنة.

لكن ورقـة بحثية ملؤسسة «بروكنجز»، وهى مؤسسة فـكـريـة، تـــدرس الـبـيـانـات األمريكية وجـدت أن هناك عالقة غير دقيقة إحصائياً بني التغيرات مبعدالت العضوية فى النقابات واالنخفاض فى حصص الرواتب.

%40 من موظفى الدول الغنية يحصلون عىل دخل مرتبط باإلنتاج