«التعاون االقتصادى»: الحرب التجارية تجلب خسائر فادحة للنمو العالمى

حـــذرت منظمة الـتـعـاون االقـتـصـادى والتنمية، من أن تصاعد احلرب التجارية بني الـواليـات املتحدة والصني قد يؤدى إلـى خسائر فادحة للنمو العاملى بحلول عام 2021 األمر الذى يخلق ضغوطاً على األسعار ويدفع بنك االحتياطى الفيدرالى األمريكى، إلى تشديد سياسته النقدية.

وقــالــت املنظمة الـدولـيـة الـتـى تتخذ من باريس مقراً لها فى أحدث توقعاتها االقـتـصـاديـة، إن التوسع العاملى جتـاوز ذروتـــه فـى الـوقـت احلـالـى ويـوجـد خطر من أن تـؤدى القيود التجارية االنتقامية إلـى التحول من هبوط سلس لاقتصاد العاملى إلى هبوط صعب، وتوقعت املنظمة انخفاض النمو العاملى من %3.7 العام اجلارى إلى %3.5 فى 2019 2020و وهو انخفاض طفيف من توقعاتها األخيرة، ولـكـن اليـــزال مـعـدل النمو صحى حتى الوقت احلالى.

وذكــرت صحيفة «فاينانشيال تاميز»، أن حتـذيـر منظمة الـتـعـاون االقتصادى والتنمية، يسلّط الـضـوء على التوترات التجارية املتصاعدة باعتبارها واحدة من املخاطر الرئيسية لاقتصاد العاملى.

وقــالــت منظمة الـتـعـاون االقـتـصـادي والتنمية، إن التعريفات التى فرضتها الواليات املتحدة والصني بالفعل ستلحق ضـــرراً مـــحـــدوداً، ممـا يـتـرك الـنـاجت فى كـل دولــة أقـل بنسبة تـتـراوح بـني %0.2 ،%0.3و ولكن النسبة ستكون غير ذلك بحلول عــام 2021 مــع تـأثـيـرات سلبية خفيفة بالدول األخرى على املدى القصير.

وأشــارت املنظمة إلـى أنـه إذا حتركت الواليات املتحدة نحو خطط لفرض تعريفة بقيمة %25 على واردات صينية بقيمة 200 مليار دوالر بداية من يناير املقبل فإن هذا من شأنه مضاعفة التأثير على الناجت املحلى لكل بلد ودفــع أسـعـار املستهلك األمريكى بنسبة %0.6 أو أعلى من ذلك.

ومع ذلك فإن تنفيذ الرئيس االمريكى دونالد ترامب، تهديداته بفرض تعريفة بنسبة %25 على جميع الواردات املتبقية من الصني وقيام بكني بالرد باملثل فإن التكاليف على املدى القصير ستكون أعلى وأوسع بشكل كبير وسوف تخلق حالة من عـدم اليقني بشأن خطط االستثمار فى األعمال التجارية بجميع أنحاء العالم.

وفــى هــذا السيناريو األســـوأ سيكون الناجت املحلى اإلجمالى العاملى أقل بنسبة %0.8 عن خط األساس بحلول عام 2021

وســوف تنخفض التجارة العاملية بنسبة %2 ويتراجع االستثمار باألعمال التجارية فـى بـلـدان منظمة الـتـعـاون االقـتـصـادى والتنمية، مبتوسط .%2

ومــن املــرجــح أن يتحمل املستهلكون األمريكيون العبء األكبر فى صورة ارتفاع األسعار وإذا مت تطبيق التعريفات على نطاق أوسع من السلع االستهاكية فمن املــرجــح أن يستجيب صانعو السياسة النقدية لضرورة تشديدها.

وفى أكثر السيناريوهات تطرًفا سترتفع أسعار الفائدة األمريكية بحوالى نقطة مئوية فـوق خط األســاس، مما يزيد من قوة الــدوالر ويزيد الضغوط املالية على االقتصادات الناشئة.

وأشـــارت منظمة التعاون االقتصادى والتنمية، إلى مخاطر حدوث تباطؤ حاد فى الصني وتذبذب أسعار البترول وعدم اليقني بشأن خروج بريطانيا من االحتاد األوروبــــى وهشاشة بعض بنوك منطقة اليورو، مؤكدة أن تفاعل هذه املخاطر قد يؤدى إلى هبوط أكبر من املتوقع، وحثت املنظمة احلكومات على تسليح نفسها ضد االنكماش من خـال التخطيط ملشاريع ميكن تنفيذها بسرعة إذا دعت احلاجة إلى حافز مالى منسق.

وقال «لورانس بون»، كبير االقتصاديني مبنظمة التعاون االقتصادى والتنمية، إنه مع وجود مستويات عالية من الدين العام فمن الصعب استخدام السياسة النقدية بالطريقة نفسها كما كان فى املاضى ولذا فإن االستنتاج املنطقى هو أنه يجب على الـــدول اجلـلـوس إلــى طـاولـة املفاوضات ومناقشة تنسيق احلوافز املالية.