سوق السيارات يفشل فى الخروج من نفق الركود المؤقت

رهانات ما بعد إلغاء جمارك «املنشأ األوروبى» تسيطر عىل املستهلكني

انخفضت مبيعات السيارات محلياً بشكل كبير، بعد أزمة الـدوالر وما تبعها من «تعومي اجلنيه»، إلى أن بدأ السوق يتعافى تدريجياً حتى وقعت انتكاسة مؤخراً؛ بسبب حتليالت وتوقعات البعض بتراجع أسعار السيارات فـور تطبيق الشريحة األخـيـرة من اخلفض اجلمركى على السيارات األوروبية مبوجب اتفاقية الشراكة.

اعتقد قطاع كبير من املستهلكني، أن إلغاء اجلمارك على السيارات األوروربية سيترتب عليه انخفاض كبير فى األسعار.

لكن كبار املتعاملني فى السوق واخلبراء، توقعوا عودة الروح مجدداً للمبيعات مطلع العام املقبل، فور انتهاء ترقب املستهلكني.

قـــال عـــالء الـسـبـع، رئـيـس شعبة الـسـيـارات بالغرف التجارية، إَّن تخفيض اجلـمـارك وفقاً التفاقية الشراكة األوروبية املزمع إمتامها مطلع

2019 هو العامل الوحيد املتسبب فى انخفاض مبيعات السيارات حالياً، مشيراً إلى أن األسعار معقولة وغير مبالغ فيها. والفترة احلالية تشهد العديد من العروض اجلاذبة للمستهلكني.. وال يوجد سبب حقيقى لتوقف املستهلكني عن الشراء.

وتـوقـع «الـسـبـع» حـــدوث انـفـراجـة كبيرة فى املـبـيـعـات، فـــور ســريــان آخـــر شـريـحـة للخفض اجلمركى ضمن اتفاقية الـشـراكـة خــالل شهر يناير املُقبل، مشيراً إلى أن عملية إعادة تسعير السيارات من جانب الوكالء واملوزعني لن تستغرق أكثر من أسبوع، وهو ما ستتبعه انفراجة كبيرة وملحوظة فى املبيعات.

أضاف: «خالفاً ملا هو معهود، ستكون عمليات الشراء فى بدايات 2019 أعلى، إذ ستنضم قرارات الشراء املؤجلة من شهرى نوفمبر وديسمبر، إلى قرارت الشراء اخلاصة بشهرى يناير وفبراير، ما سيعنى مبيعات أكبر، إذ لن يكون هناك ما ينتظره املستهلك، ومـن ثم تعود املبيعات إلـى طبيعتها بحلول شهر مارس، مع العلم بأن ذلك سيتوقف عـلـى عـــدة عــوامــل، منها دخـــل الـعـمـيـل، وسعر السيارة، وغيرها».

وأشــــار «الــســبــع»، إلـــى أن انـخـفـاض أسـعـار الــســيــارات مــع تطبيق الـشـريـحـة األخــيــرة من اخلفض اجلمركى على السيارات أوروبية املنشأ، يتوقف على عدد من العوامل اخلارجية املؤثرة، أولها ثبات سعر الدوالر اجلمركى واستقرار سعر العملة املحلية.

وأوضح أن شريحة اخلفض اجلمركى اجلديدة واألخيرة، ستكون بواقع ..%12 وهى نسبة ستؤثر بدورها فى الثمن اإلجمالى للسيارة بنسبة تتراوح بني .%8.5و%8

وهـــذا اخلــفــض املــرتــقــب، فــى بــدايــة الــعــام، سيتزامن مـع إقـــرار الشركات األم زيـــادات فى أسعار املوديالت اجلديدة (موديالت ،)2019 ُرمبا تبلغ حدودها ..%3 وحينها سيكون صافى نسبة التراجع فى األسعار قرب .%5

وأضاف «السبع»، أنه ُرمبا أيضاً ال يتم تخفيض نسبة الـ5% بالكامل على سعر السيارة، بل ُرمبا تصل نسبة التخفيض إلى %4 أو حتى .%3

ويـعـود ذلــك إلــى تقدير البعض نسبة الربح املستهدفة، سواء بهدف تعويض جزء من األرباح املـفـقـودة فـى السنة املـاضـيـة، أو بسبب ضغط املبيعات واملصاريف، أو حتى بسبب حالة الركود التى شهدها السوق فى تلك الفترة.. لذلك لم يكن قرار املستهلك تأجيل الشراء صائباً، بحسب «السبع».

وأوضــــح رئــيــس شـعـبـة الــســيــارات بالغرفة التجارية، أنه حال وجود سيارة قيمتها 300 ألف جنيه، وإذا كانت ستحصل على نسبة تخفيض

%5 بقيمة 15 ألفاً، حينئذ لكى ينتظر املستهلك حلني تطبيق القرار للحصول على التخفيض.. بل سيواجه خيارين، األول أن يكون لديه سيارة ويريد استبدالها، وينتظر حـدوث التخفيضات، وحينها سيتأثر سعر سيارته املستعملة، أيضاً، وسينخفض سعرها بقيمة تقترب مـن القيمة نفسها التى انخفضتها السيارة اجلديدة، أو أنه ال ميتلك سيارة، وسيستخدم هو وأسرته سيارات األجرة (التاكسى) حلني انخفاض األسعار، وحينها ُرمبا يدفع فى األشهر الثالثة، املبلغ نفسه الذى كان ينتظر توفيره من خالل التخفيض، ناهيك عن احتمالية حدوث أى مفاجآت أخرى، على سبيل املثال ال احلصر عدم انخفاض األسعار.

وتوقع «السبع»، أال تترك الـدولـة، الصناعة الوطنية فريسة، إذ إن انخفاض األسعار يضر إلى حد ما بالصناعة الوطنية.. لذلك ُرمبا تُصدر الدولة قراراً بهذا اخلصوص.

كما يرى أن الوقت احلالى هو األنسب للشراء، لالستفادة من اخلصومات املُقدمة لـدى بعض الشركات، ولسرعة حصول املستهلك على السيارة دون انتظار مـدة مـا، باإلضافة إلـى تعهد بعض الشركات بتعويض املستهلك عن الفارق النقدى حـــال انـخـفـاض األســـعـــار، نـاصـحـاً املستهلكني بالشراء مـن الـوكـالء أو املـوزعـني املعتمدين أو الـتـجـار املـشـهـوريـن بالسمعة الطيبة؛ لضمان تنفيذهم تعهد الفارق النقدى.

وقـــال أحـمـد نـعـيـم، مـديـر الـتـسـويـق بـإحـدى شركات السيارات، إَّن احلالة التى يعيشها السوق املصرى اآلن، هى تكرار سنوى حلدث يقع خالل أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير منذ 4 سنوات، رغم أن ما نعيشه اآلن ال يُعد حالة ركود كاملة.. بل ُهناك حركة مبيعات أيضاً لكنها ليست باملستوى السابق؛ نظراً إلى تأثير الشائعات املصاحبة لقرار «صفر جمارك» عليها.

وتوقع عودة مبيعات السيارات إلى طبيعتها بعد تفعيل القرار، بل ورمبا تعود فى ديسمبر املُقبل، مشيراً إلــى أن الـسـيـارات أصبحت مـن السلع الضرورية، وليست الكمالية إذ ال ميكن للمستهلك االستغناء عنها بانقطاع كامل عن الشراء.

وأضاف «نعيم»، أنه رغم حركة املبيعات البطيئة اآلن، فإنه ما زالت هناك سيارات يتم طرحها فى السوق بـ«األوفر برايس»، أو على األقل باحلجز، وهــو أكبر دليل على احتياج بعض املستهلكني للشراء الـفـوري، حتى وإن كانت تلك الشريحة قليلة، مقارنة مبا كانت عليه سابقاً.

وأوضــــح أن مــا ميـيـز تـلـك الـفـتـرة بالنسبة للمستهلك هى القدرة على االختيار بشكل افضل دون ضغوطات انخفاض املعروض.

واستبعد «نعيم»، حتديد سعر أولى للسيارات بعد تطبيق قرار اجلمارك، مفسراً ذلك بأن هناك عــدة عـوامـل مـؤثـرة رمبــا تسهم فـى ثبات سعر السيارات، من ضمنها، سعر الــدوالر اجلمركى والـــذى إن متـت زيــادتــه بقيمة جنيه أو نصف اجلنيه، حينها سيزيد سعر السيارة، خصوصاً أن اجلمارك اآلن أصبحت تستفسر عن األسعار بالفواتير وتقارنها بالفواتير من الشركة األُم، مضيفاً أن مـن ضمن الـعـوامـل املــؤثــرة، أيـضـاً، احتمالية رفع الشركات اخلارجية أسعارها، أو رمبا يُضاف إلى سعر السيارة رسوم أخرى.

وحـال ما إذا استقرت جميع الظروف سالفة الـذكـر، حينها سيكون هناك أمـل فى انخفاض األسعار.

ونفى احتمالية قيام موزعى السيارات باستغالل تخفيض اجلمارك لصاحلهم، عن طريق إضافة القيمة املُخفضة إلى هامش الربح وبيع السيارة بنفس ثمنها احلالى، معلًال بأن البائعني ال يرغبون فى زيادة أسعار وهمية ال وجود لها.

وقال محمد الهوارى، مدير معرض القصراوى، وكيل عالمة جاك الصينية فى مصر، إن سبب انـخـفـاض املبيعات هـو تـخـوف املستهلكني من اإلعـفـاءات اجلمركية على السيارات األوروبية املنشأ.

وأكد وجود حركة مبيعات ولو بسيطة، لكنها منخفضة، مقارنًة بالشهور املاضية، مشيراً إلى أن هناك أسباباً أخرى النخفاض حجم املبيعات، منها انتظار املستهلكني املوديالت اجلديدة والتعديالت للسيارات، باإلضافة إلى فترة معرض أوتوماك التى شهدت رواجـاً شديداً، ومن ثم تبعتها حالة من الكساد النسبى فى السوق.

وأضاف أنه ليس شرطاً أن تعود املبيعات إلى وضعها الطبيعى بداية العام املُقبل، إذ إن أول شهر أو شهرين فى العام اجلديد دائماً ما تكون هناك حركة شراء بسيطة نسبياً.

ورغــم طــرح مـوديـالت ألول مــرة فـى السوق، ووجود كثير من املنافسني، فإَّن االنتعاش احلقيقى للمبيعات لن يبدأ قبل مارس .2019

وحول مدى إمكانية انخفاض سعر السيارات بعد تطبيق قرار اجلمارك، قال إن هناك كثيراً من التصريحات والتحليالت، منها احلديث عن فرض ضرائب أو رسوم جديدة، وبني انخفاض السعر

،40% لكن تظل جميعها توقعات غير واضح، وأنه يرى أن انخفاض األسعار لن يكون بالدرجة التى يتوقعها الناس، ولن يـؤدى إلى حـدوث حالة من الرواج.

وأشار إلى أن الفارق النقدى الذى أعلنت عنه بعض الشركات هو سالح ذو حدين، وُرمبا يعود إلى ثقة املُعلنني فى عدم انخفاض األسعار، أو رمبا يكون أداة لطمأنة العميل، واملساعدة على عملية الرواج، مؤكداً أن حجم التكلفة من عدمه لتلك املُعلنني لن يُوضح إال بعد تطبيق القرار ورؤية هل ُهناك انخفاض حاد أم نسبى أم غير موجود إطالقاً.

وعــن احتمالية اسـتـغـالل البعض انخفاض اجلــمــارك، وضــم الـفـارق إلــى هامش ربحه ولو بشكل بسيط، يــرى «الـــهـــوارى»، أنــه مـن األمــور الصعبة إلى حد ما حدوث ذلك؛ ألنه سيؤدى إلى كساد فى سوق السيارات اجلديدة، وإلى رواج فى سوق املستعمل خالل تلك الفترة، لكنه رمبا يحدث بشكل نسبى.

وأوضــــح أن قــــرار الـــشـــراء يــعــود إلـــى مـدى احتياج املستهلك للسيارة، فإَّن لم يكن احتياجها أمـراً ضرورياً، سيكون األصـوب االنتظار كباقى املستهلكني، وال داعى للتعجل فى الشراء.

وأشار إلى أنه رغم كون شريحة التخفيضات اجلمركية هى األخيرة، فإنه من الوارد جداً حدوث ركود فى شهرى نوفمبر وديسمبر، وفقاً للقرارات التى ميكن أن تُصدر.. فهى الكفيلة بإعطاء الثقة للعميل، أو حتجيم السوق.

«السبع»: صافى الرتاجع فى األسعار بعد إتمام االتفاقية % 5-3

«نعيم»: استمرار «األوفر برايس» دليل عىل استمرار الطلب

«الهوارى»: االنتعاش الحقيقى للمبيعات لن يبدأ قبل مارس 2019