تجربة اليابان تصحح التصورات المجتمعية الخاطئة عن الهجرة
مخاوف نقص الخدمات والوظائف تعزز كراهية املواطنني للوافدين
تكثر املفاهيم اخلاطئة فى ظل اجلدل الدائر حول الهجرة، حيث يُنظر إلى الهجرة على نطاق واسع على أنها مصدر للمشكالت وأقل إنتاجية، مما هى عليه فى الواقع.
ومــع ذلــك، ال يتم وضــع آراء الـنـاس فى صـــورة حجرية ال ميكن تعديلها، وتشير جتربة اليابان إلى أنه بتصحيح سوء الفهم املنتشر على نـطـاق واســـع بــأن املهاجرين يستهلكون موارد أكثر مما يفعلون فعًال، ميكن لصانعى السياسات الشروع فى بناء دعم عام لسياسات هجرة أكثر تكيفاً مع الواقع.
وفـــى جـمـيـع أنـــحـــاء الـــواليـــات املـتـحـدة واململكة املتحدة وأملانيا، يبالغ املشاركون فى الدراسات االستقصائية بتقدير معدل البطالة بن املهاجرين وكذلك األمر بالنسبة لألسر املهاجرة منخفضة الدخل.
وميكن تفسير سـوء التقدير بعدة صور منها وجــود عاملن يدفعان املـواقـف جتاه الهجرة، ويتمثل العامل األول فى درجة ما يسمى التضامن الوطنى، الـذى يصف إلى أى مدى يتعاطف الناس مع جنسية مختلفة ويعكس مدى تعريف الناس أنفسهم بطريقة قومية.
والعامل الثانى هو إدراك الندرة وتعنى الدرجة التى يعتقد الناس عندها أن املوارد االقتصادية الرئيسية مثل اخلدمات العامة والوظائف ومـا إلـى ذلـك تقع حتت ضغط بسبب األجانب.
وتـشـيـر دراســـــة عـرضـهـا تـقـريـر ملـوقـع «بروجيكت سينديكيت» إلـى وجــود عالقة وثيقة بن التأثير املــدرك للمهاجرين على هذه املوارد واملواقف جتاه الهجرة.
ومع ذلك، لتصحيح التصورات اخلاطئة، سيكون اإلجــراء املوضوعى مطلوباً أيضاً، فعلى سبيل املثال، عندما تكون اخلدمات العامة حتت ضغط مييل دعم الهجرة إلى االنخفاض عبر جميع التجمعات السكانية.
وتصبح فكرة أن هناك كمية معينة فقط محدودة من بعض اخلدمات مسيطرة على عقول الناس وتعرف أيضاً باسم مغالطة "الكمية الثابتة" أو مغالطة "الـكـسـاد فى العمل" وفى حالة الوظائف هى أكثر حدة، وعادة ما تتعزز املواقف املناهضة للمهاجرين عندما تنمو املخاوف بشأن اخلدمات العامة والوظائف.
وعــلــى هـــذه اخلـلـفـيـة، حـمـل املـواطـنـون الغرباء مسئولية سياسات التقشف التى تفشت عبر الدميقراطيات الغربية خالل العقد املاضى خاصة بن املجتمعات األكثر فقراً التى شعرت مبزيد من الضغوط رغم قلة عدد املهاجرين فيها بطبيعة احلال.