منافسة المغتربين القدامى والجدد على المهن تحبط نمو األجور
تطوير مهارات العمالة املحلية يدعم جهود زيادة الدخل
تواجه العمالة املحلية فى كثير من احلاالت خطر استبدالهم باملهاجرين لكن أيضاً يواجه املــهــاجــرون الــقــدامــى نـفـس اخلـطـر مــن قبل املهاجرين اجلدد.
وأكـدت الدراسات فى اململكة املتحدة على تـأخـر منــو األجــــور بــن املـهـاجـريـن باملقارنة بالسكان األصلين منذ الــزيــادة فـى الهجرة التى بدأت عام 2004 تقريباً حيث يؤدى وصول مهاجرين جـدد إلـى إضـعـاف فـرص استمرار املهاجرين القدامى برواتب أعلى.
ومع ذلك، حتى لو لم يكن العمال املحليون ذوو املــهــارات املنخفضة أكثر عرضة خلطر خسارة فرصهم لصالح املهاجرين ذوى املهارات املنخفضة، فقد مت استبدالهم فى بعض األحيان باملهاجرين األكثر مهارة الذين يدخلون املهن التى تكون أقل من مؤهالتهم.
وبشكل عــام، غالباً مـا تكون النتائج التى تعزز عدم املساواة مدفوعة بخسائر منخفضى املهارات ويهدف هذا إلى مقارنة العمال ذوى املهارات املتدنية فى سوق العمل باملهاجرين بدالً من تنمية مهارتهم ليكونوا أحق باملنافسة على الوظيفة.
وبناء على ذلـك، فإن التدابير التى تساعد املهاجرين فى العثور على عمل مالئم ملهاراتهم ستؤدى إلى ارتفاع دخول العمال املحلين ذوى املهارات املنخفضة، وحتسن النتائج بالنسبة للمهاجرين أنفسهم، وحتسن األداء االقتصادى الكلى فى النهاية.
وتشير دراسة حديثة إلى أن جزءاً كبيراً من ضعف أجـور املهاجرين مرتبط بعدم قدرتهم على الوصول إلى املهن ذات األجور األعلى حتى بعد حصولهم على التعليم املناسب مما يعنى أن االقتصاد فى حاجه للتخلص من التأثير الدعائى أو ما ميكن وصفه باحلواجز اإلعالمية الـتـى تخلق قــوائــم عمل خـاصـة يحظر على املهاجرين االنضمام لها، وتقدم سياسات سوق العمل النشطة فى أملانيا بهذا الصدد منوذجاً قابًال للتطبيق فى باقى الدول الغنية.
وحتذر الدراسة من أن غياب السياسات التى توزع مساهمات املهاجرين فى املجتمع ككل مبا يشمل معاجلة مجموعة من العلل االجتماعية األخــــرى يعنى إفــســاح املــجــال لـبـث املشاعر املعادية الرامية للحد من الهجرة واكتسابها قــوة مجتمعية وسياسية ممـا يشكل تهديداً لالقتصادات الغربية.
وال يطالب الباحثون الدول الغربية بالدفاع عن املهاجرين من منطلق رفاهية سياسية بل دفاعاً عن قدرتهم اإلنتاجية فى املستقبل نظراً ألن مجتمعاتها تعانى الشيخوخة باملقارنة بـوصـول مهاجرين شـبـان يـدفـعـون الضرائب ويساهمون فى تنمية االقتصاد.