إطالق مشاريع عمالقة لخدمة مصانع المركبات الكهربائية
شركات إنتاج املكونات تضخ استثمارات ضخمة للحاق باملستقبل 10 مليارات يورو قيمة سوق حساسات القيادة الذكية واملكابح التلقائية فى أوروبا
شهدت السنوات الـ03 املاضية حتسينات هائلة فى تكنولوجيا البطاريات املستخدمة باملركبات الكهربائية وفـقـاً لـ«ساجنيف تومكور» اخلبير فـى شـركـة «راثــبــرنــز» ونتيجة لـذلـك تضاعفت كمية الطاقة املخزنة فى بطاريات الليثيوم أيون القابلة إلعادة الشحن منذ عام ،1991 ما ساعد على تقليل وزن البطارية فى السيارة الكهربائية وبالتالى سعرها.
ويشير تومكور أيـضـاً إلــى أن متوسط سعر بطارية الـسـيـارة الكهربائية سيصل إلــى 109 دوالرات لكل كيلووات / ساعة بحلول عام 2025 بعد أن كـان سعرها 1100 دوالر فى ،2010 ما يعنى أن سعرها انخفض 1000 دوالر كاملة.
وتعتبر البطاريات األرخص وأخف وزناً واألقوى عنصراً حاسماً فى أن تكون املركبات الكهربائية فعالة وقليلة التكلفة مـن حيث توفير الطاقة البديلة وبالتالى لعب دوراً أكبر فى االقتصاد.
وحتـتـاج السيارة الكهربائية صيانة أقـل من نظيرتها الـتـى تعمل بالبنزين والــســوالر ألنها متتلك مـحـرك كهربائى مـن 6 أجـــزاء متحركة مقارنة باملئات فـى محرك االحــتــراق الداخلى التقليدى، ومع تسارع هذه الثورة الكهربائية فى عالم السيارات، ال تستطيع شركات السيارات أن جتلس ساكنة.
وتتقدم شركة «تسال» على املنافسني بشكل واضــح عندما يتعلق األمــر بشركات السيارات الكهربائية املتخصصة، ومـن املتوقع أن تطرح الشركة طرازها Y، وهـو شبه شاحنة، وسيارة رودستار الرياضية فى العامني املقبلني، ولكن فى الوقت الـذى قـادت فيه "تسال" الطريق، أطلقت جميع العالمات التجارية الكبرى للسيارات اآلن مناذجها الكهربائية اخلاصة.
فقد استثمرت شركات مثل «نيسان» و«فولكس واجــن» و«بـى إم دبليو»، بعض السيولة النقدية اخلطيرة كجزء من توسعها فى سوق السيارات الكهربائية النقية، فى حني أن شركة «تويوتا» أصبحت اآلن راسخة عندما يتعلق األمر بالنماذج الهجينة - بعد أن أنتجت سيارة بريوس الشهيرة.
ومــع ذلـــك، ال يقتصر األمـــر على الشركات املصنعة للسيارات الكهربائية التى من املتوقع أن تستفيد من هذا التحول، إذ يجب على الشركات املنتجة للمكونات التى تشكل هـذه املركبات أن تستفيد أيضاً.
وعـلـى سبيل املــثــال، يتم اسـتـخـدام الليثيوم والـكـوبـالـت فــى صـنـع الــبــطــاريــات، وهــكــذا مع ازدياد عدد األشخاص الذين يشترون السيارات الكهربائية سيزداد الطلب على هذه املواد اخلام.
ومع ذلك، فإن الليثيوم ليس نـادراً متاماً ومع تـزايـد عــدد الـشـركـات الـتـى تـبـدأ فـى التعدين لهذه السلعة من أجل االستفادة من التحول نحو السيارات الكهربائية، من املتوقع أن يؤدى اإلمداد إلـى إغــراق السوق باملعروض منها، وكما متلى قوانني العرض والطلب على السوق قواعدها فهذا يعنى أنه من املتوقع انخفاض سعر الليثيوم على مدى السنوات القليلة املقبلة.
كما يعتبر عنصر الكوبالت أكثر ندرة باملقارنة، مما يجعل مناجم الكوبالت مثل «جلينكور» أو «آى أر جى» فرصاً أفضل للمستثمرين لتشجيع املزيد من اإلنتاج خلدمة مصانع البطاريات.
ومن صور االستثمار األخرى لكن بشكل غير مباشر فى السيارات الكهربائية، شراء أسهم فى الشركات التى تبنى مثل هذه التكنولوجيا، ويتوقع فريق االستثمار املستدام فى شركة «ليونتراست» زيادة الطلب على أنظمة السالمة، التى تستخدم تقنيات إلكترونية فـى الـسـيـارات، مثل أجهزة االستشعار فى القيادة واملكابح.
وعــلــى سـبـيـل املــثــال تـنـشـط شــركــة «فـالـيـو» الفرنسية فى مجال تصنيع احلساسات الذكية وميزات فرملة الطوارئ التلقائية، وتتوقع شركة «لـيـونـتـراسـت» أن جميع الــســيــارات اجلـديـدة فى أوروبـــا ميكن أن يكون لديها هـذه التقنيات الفرنسية املتطورة بحلول عام ،2020 ما يخلق سوقاً بقيمة 10 مليارات يورو.
كما يستثمر فى القطاع أيضاً صندوق إداراة األصول فى شركة «هيال»، التى تنتج مصابيح ليد منخفضة الطاقة، باإلضافة إلى شركات أشباه املوصالت «انفينو» و«اسميل».
ويعد استخدام الكهرباء كمصدر للوقود عملية آخـذة فى النمو وبالتالى ميكن أن تصبح نقاط الشحن سوقاً مربحة على غـرار شبكات شحن «تشارجماستر» اململوكة لشركة «بريتش بتريليوم» وشركة «نيوموشن» اململوكة لشركة «شل».
وإذا كان االفـراد يفضلون عدم االستثمار فى األسهم فيمكنهم االستثمار فى الصناديق التى تضارب فى املركبات الكهربائية والتقنيات ذات الصلة بدالً من ذلك، فمثًال ميلك صندوق «بيلى جيفورد جلوبال ديسكفرى» بعض املساهمات فى شركة «تسال» ويستثمر صندوق «ارمتيس جلوبال انكام» فى شركة السيارات الكهربائية لـ«جنرال موتورز».
وفــى الــعــام املــاضــى، ارتــفــع عــدد الـسـيـارات الكهربائية على الطريق بنسبة مذهلة بلغت ،%54 ووصلت إلى نحو 3.1 مليون سيارة وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، وهذا مجرد غيض من فيض ألنه من املتوقع أن تنتشر ملكية السيارات الكهربائية إلى 125 مليون سيارة بحلول عام 2030 بفضل تشجع الـسـيـاسـات احلكومية لــشــراء سـيـارات صديقة للبيئة.