«بلومبرج»: مصر تقدم حوافز للمستثمرين فى قطاع الطاقة

قالت وكالة بلومبرج إن مصر تقوم بوضع اللمسات األخيرة لعقود جديدة لقطاعى البترول والغاز الجتذاب املزيد من االستثمارات األجنبية التى بلغت 10 مليارات دوالر فى صناعة الطاقة العام اجلارى.

وقـــال طـــارق املـــال، وزيـــر الـبـتـرول والــثــروة املعدنية فى مقابلة مع الوكالة إن العقد سيوفر للمستثمرين حوافز الستكشاف الوقود األحفورى فى املناطق غير املطورة ولكنه لم يقدم تفاصيل عن التغييرات فى العقد حتى الوقت احلالى.

وأضاف «نحن نقوم بتحسني عملية استرداد التكاليف لتكون أسرع وأقل بيروقراطية وأكثر كـفـاءة مشيراً إلــى أن احلكومة ستطلق جولة جديدة من الـعـروض فى البحر األحمر الربع احلالى».

وقال املال، خالل مؤمتر معرض مصر الدولى الثالث للبترول، بحضور الرئيس التنفيذى لشركة «توتال» الفرنسية باتريك بويان، وبوب دادلى، رئيس شركة «بى بى» البريطانية إن مصر تعتزم منح أكثر من 12 امتيازا للتنقيب عن البترول والغاز.

وأشارت الوكالة األمريكية إلى أن مصر تسعى لتصبح مركزا إلعادة تصدير الغاز وأن إصالح العقود هو جزء من خطة أوسع لتحرير صناعة الطاقة لديها.

وأدى اكتشاف الشركة اإليطالية «أينى» حلقل «ظهر» العمالق فى عام 2015 إلى إحياء اهتمام املستثمرين بصناعة البترول والغاز فى مصر التى أصبحت واحدة من أكبر القطاعات جذًبا لالستثمار األجنبية املباشرة فى البالد.

وأخبر املسئولون وكالة «بلومبرج» فى أكتوبر املاضى أن عقود البترول والغاز اجلديدة ستسمح للمستثمرين بالتحكم فى حصتهم من اإلنتاج بدال من بيعها للحكومة بأسعار محددة مسبقا.

وقال املسئولون الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم ألن املناقشات كانت سرية إن الشروط ميكن تعديلها.

يأتى ذلك فى الوقت الذى توفر فيه اتفاقيات مشاركة اإلنتاج احلالية فى مصر للمستثمرين حوالى ثلث ناجت املشروع للمساعدة فى تغطية تكاليف االسـتـكـشـاف واإلنــتــاج ويـعـود الباقى للحكومة التى يحق لها شـراء احلصة الكاملة للمنتج بالسعر املتفق عليه مسبًقا.

وخالل سنوات أعربت شركات البترول الدولية عن استيائها من العقود ولكن مصر كافحت قبل اكتشاف «ظهر» جلذب استثمارات كبيرة جديدة فى مجال الطاقة.

وعندما عانت البالد من نقص الوقود وانقطاع الـتـيـار الـكـهـربـائـى بـعـد أحــــداث 2011 قامت احلكومة بإيقاف تصدير الغاز فى ذلك الوقت مما أدى إلى حتويل الوقود لالستخدام املحلى ووقـف املدفوعات للمستثمرين مقابل حصتهم فى اإلنتاج.

وارتفعت املتأخرات لشركات البترول والغاز العاملية والتى بلغت ذروتها 2.6 مليار دوالر فى عام 2012 ولكنها تراجعت إلى 1.2 مليار دوالر فى يوليو املاضى.

وأدى اإلنتاج من حقل «ظهر» إلى جانب مشروع دلتا النيل الغربى لشركة «بى بى» البريطانية إلى سد النقص مما سمح للحكومة بإنهاء واردات الغاز الطبيعى املسال واستئناف الصادرات.

وكـانـت مصر قـد أجــرت اختبارا على خط أنابيب الغاز إلى األردن وقالت احلكومة إنها سـتـزود لبنان عبر هــذه الوصلة التى تعطلت لسنوات.

وحولت ثروات مصر من الغاز توقعات الطلب على الغاز الطبيعى املسال فى الشرق األوسط حيث كانت املنطقة نقطة مضيئة للغاز الطبيعى فى عام 2015 مدفوعة بالواردات املصرية.

ولكن الشحنات انخفضت فى الوقت احلالى إلـى احلـد الــذى قد يستغرق عقداً من الزمن الستعادة الطلب.

وتستطيع شركة «رويال داتش شيل» التى تدير مصنع «إدكـو» إعـادة تشغيل اإلنتاج املعتاد بعد تقييده خالل السنوات القليلة املاضية.

وأكــّد املـال، أن الشركة ستقوم بتصدير 17 شحنة العام اجلارى.

وعلى الرغم من ارتفاع صادرات الغاز ال يزال على مصر استيراد الكثير من املنتجات النفطية التى حتتاجها من أجل التدفئة والنقل وتوليد الطاقة.

وقال املال إن البالد تستثمر 9 مليارات دوالر لتوسيع طاقة التكرير كما تخطط لوقف واردات الوقود خالل أربعة أعوام.

وأكّد وزير البترول والثروة املعدنية أن املصنع اجلديد التابع للشركة املصرية لتكرير البترول، والبالغ قيمته 3.7 مليارات دوالر جزء من هذا اجلهد وسيبدأ تشغيله بحلول منتصف .2019