أزمة الديون اإليطالية مشكلة أوروبا الكبرى
متطلبات التمويل فى إيطاليا ستستنفد القدرة الحالية لصناديق اإلنقاذ الخاصة بآليات االستقرار األوروبى
قالت وكالة أنباء بلومبرج، إن هناك قضية واحدة فقط بإمكانها إثارة حالة ال مثيل لها من القشعريرة من املـخـاوف املالية، وهى الديون اإليطالية.
وذكـــرت بلومبرج، أن أخطر رصيد من االقـتـراض الـعـام فـى أوروبـــا- تقدر قيمته بنحو 1.5 تريليون يــورو أو مـا يعادل7.1 تريليون دوالر- يركز على املوازنات العمومية اخلاصة بالبنوك فى مدينتى روما وميالن اإليطاليتني.
ولـكـن االنـهـيـار املـالـى ميكن أن يكتسح املقرضني فى فرانكفورت وباريس ومدريد بشكل سريع، إذ حتتفظ البنوك الرئيسية فى باقى أنحاء أوروبا بأكثر من 425 مليار يورو من الديون اإليطالية السيادية واخلاصة، وفـقـاً لتحليل أجـرتـه «بـلـومـبـرج» لبيانات السلطة املصرفية األوروبية.
ورغم انزالق إيطاليا نحو ركود اقتصادى فى الربع الرابع من العام املاضى، أصبحت األســـواق هـادئـة فـى الـوقـت احلـالـى، ولكن املــوازنــة اإليطالية أظـهـرت كيف ميكن أن تتحول املعنويات بشكل سريع.
وتعد البنوك الفرنسية هى األكثر تعرضا للخطر، إذا بدأت عمليات البيع فى إيطاليا التأثير على االقتصاد وانتشرت عبر النظام املالى فى أوروبا، حيث ميتلك أكبر مصرفني فى فرنسا، وهما مصرفى «بى إن بى باريبا» و«كريدى أجريكول»، وحدات للبيع بالتجزئة فى إيطاليا.
ولعل اسـتـعـداد احلكومة الشعبوية فى إيطاليا، لالقتتال، واخلــالفــات املستمرة الناشبة مع االحتاد األوروبـى، هى ما جتعل الــوضــع مــزريــا لـلـغـايـة، وحتــتــاج احلكومة اإليطالية إلى بيع أكثر من 400 مليار يورو سنوياً.. األمر الذى يجبر البنوك املحلية على شراء مزيد من الدين.
وأشـــارت بلومبرج، إلــى أن العالقة بني االقتصاد الضعيف والبنوك الضعيفة، التى ال يــزال الكثير منها معرض للخطر رغم انخفاض الـقـروض املعدومة على مــدى 3 أعوام، حتمل اسم «حلقة الهالك».
وميكن أن تتسبب األزمــة احلكومية فى إبطاء وتيرة منو النظام املصرفى أو ميكن ألزمة مصرفية امتصاص قدرات احلكومة، إذ طلبت 7 بنوك مقرضة بالفعل حزم إنقاذ فى السنوات الـ3 املاضية، ورمبا ال تكون تلك الطلبات هى األخيرة من نوعها.
وكانت آليات اإلنقاذ احلالية فى أوروبـا مترابطة سوياً خالل أزمة الديون األخيرة التى نشبت مع املستشارة األملانية أجنيال ميركل الـتـى حافظت على صـقـور املالية العامة، فى حني أن رئيس البنك املركزى األوروبى ماريو دراجى غمر السوق بالسيولة الالزمة، ولكن دراجـى سيرحل خالل العام احلالى، وقوة ميركل تتالشى.
وأوضحت بلومبرج، أن األمر األسـوأ من ذلـك هو أن متطلبات التمويل فى إيطاليا ستستنفد القدرة احلالية لصناديق اإلنقاذ اخلـاصـة بآليات االسـتـقـرار األوروبــــى، أو ما قيمته 410 مليارات يورو فى عام واحد فقط، وهذا من شأنه ترك اجليل اجلديد من القادة األوروبيني يعانون مرة أخرى من ثقل تكلفة إجراء وحدة نقدية سوياً.