تراجع مركزية إدارة الطاقة يعزز بناء الديمقراطية

توصيل الكهرباء للمناطق الفقرية يدعم تطور املجتمعات املدنية

فى عملية تُسمى «إحـال الدميقراطية» فى مجال الطاقة أو دمقرطة الطاقة ميكن أن يشاهد العالم فى أفريقيا وفـى أماكن أخرى تداوال للسلطة وحكما رشيدا أفضل مع تعزيز الوصول إلى الطاقة عبر الشبكات الصغيرة وألــــواح الـطـاقـة الشمسية على األسطح وتقليل فقر الطاقة حتى مع ارتفاع عدد سكان العالم.

ويشير ديفيد كريكمانز من جامعة أنتويرب البلجيكية إلــى أنــه منذ الـثـورة الصناعية فصاعدا غيرت التحوالت فى الطاقة مثل الفحم والبترول العالم، وهذا األخير ميكن أن يكون له تأثيرات بعيدة املدى ألن الدولة وإمدادات الطاقة املركزية تسيران جنبا إلى جنب وهم بحاجة إلى بعضهم البعض.

وأضـــاف أنــه يتوقع مـع تـراجـع مركزية إمـــدادات الطاقة تعزيز قـوة املناطق فيما يتعلق بالتصدى ملركزية السلطة خاصة فى دول العالم النامي، ويعتقد املتحمسون أن جمال التحول فى مجال الطاقة سوف مينح املجتمعات املدنية «قوى عظمى» فوق طاقتها بدال من حتويل البلدان إلى قوى عظمى فى مجال الطاقة.

ويـــرى كـتـاب جـديـد بـعـنـوان «اجلغرافيا السياسية للطاقة املـتـجـددة» للبروفسيور دانييل شولنت من جامعة ديلفت للتكنولوجيا فـى هولندا أن أوضــح اخلـاسـريـن سيكون أولئك الذين ينعمون باحتياطيات وافرة من الوقود األحفورى والذين يراهنون عليه لفترة طويلة دون إصاح اقتصاداتهم.

ويشير الكتاب أيضا إلى أنه فى نظام الطاقة التقليدى يكون العائق الرئيسى لنهضة املجتمع هو الندرة لكن مع وجود مصادر متجددة وفيرة فإن الوضع ينقلب متاما.

ومـــع ازديـــــاد قـــوة االقـــتـــصـــادات وانـتـشـار الشبكات العماقة لتلبية الطلب اإلضافى على الطاقة فى توسعات املناطق احلضرية واملركبات الكهربائية والكميات التى ال ميكن تصورها مـن البيانات فيمكن أن تتضاعف املخاطر.

ومــن املـتـوقـع أن يحل الـــدور السياسى لشبكات الكهرباء محل الـــدور السياسى خلطوط األنـابـيـب، فعلى سبيل املـثـال كان األوكرانيون يحتجون على ضم روسيا لشبه جــزيــرة الــقــرم عــن طـريـق قـطـع إمــــدادات الكهرباء عن شبه اجلزيرة فى عام ،2015 كما يخضع االستثمار الصينى فى الشبكات فى أوروبا وأستراليا للمراجعة وفقا ملعايير تتعلق باألمن القومي.