الصين تتخلى عن خفض الديون لتعالج تباطؤ النمو

تـزدهـر الـديـون فـى الصني بكل مكان تقريباً، بداية من القروض املصرفية وحتى إصدار منتجات ائتمانية إلى حسابات التداول على الهامش لدى شركات الوساطة املالية، ويقول املحللون، إن قوة اجتـــاه االقــتــراض ستظل قـائـمـة، فــى ظــل حتول السلطات عن احتواء الديون البالغة 34 تريليون دوالر إلى دعم أضعف توسع اقتصادى منذ عام .2009

وأوضحت «بلومبرج» أن موقف احلكومة مت تأكيده من خالل دعوة الرئيس الصينى، شى جني بينغ، نهاية األسـبـوع املاضى لتحقيق منو مستقر، بينما قالت سلطة التنظيم املصرفى االثنني املاضى، إن حملة احلد من االستدانة وصلت إلى هدفها.

ووفقاً للبيانات التى جمعتها «بلومبرج»، كان رد فعل املستثمرين إيجابياً على التصريحات الرسمية، حيث سجلت أكثر من 30 شركة وساطة مدرجة فى بورصتى «شنغهاى» و«شينزن» احلد اليومى البالغ ،%10 كما ارتفعت أسهم البنك الصناعى والتجارى الصينى، أكبر بنك فى العالم من حيث األصـول بسنبة ،%6.3 ويبقى السؤال اآلن يـدور حول ما إذا كانت محاولة الصني إلنشاء مزيج أكثر صحة للتمويل من خالل عدد أقل من بنوك الظل وفترات استحقاق أطول للديون ستثبت جناحها.

وسلط رئيس الوزراء الصينى، لى كه تشيانغ، الضوء على التحديات التى رمبا تواجهها البالد، محذراً من مخاطر الزيادات احلادة فى الديون قصيرة األجل بعد ارتفاع منو االئتمان فى الصني إلى مستوى قياسى خالل يناير املاضى.

وقــال نيكوالس بـورسـت، مدير األبـحـاث بشركة «سيفارر كابيتال بارتنرز» فى كاليفورنيا: «يحاول املنظمون الصينيون اآلن السير على قواعد تسمح بعودة تدفق االئتمان إلى القطاع اخلاص دون العودة إلــى النمط الـقـدمي للنمو السريع وغـيـر املستدام لالئتمان».

وأوضحت «بلومبرج»، أن هذا التحول يعد حاداً بعد قرابة عامني من حملة خفض الديون، التى أدت إلى انخفاض األسهم الصينية بشكل كبير وتقييد النمو االقتصادى، كما أنها تسببت فى تخلف قيمة السندات وتهاوى صناعة الظل املصرفية العمالقة فى البالد.

وقال تشانغ شياو جينغ، نائب مدير معهد االقتصاد فى األكادميية الصينية للعلوم االجتماعية، إن نسبة االستدانة فى الصني وصلت إلى %243.7 نهاية عام ،2018 مع وصول ديون الشركات إلى %154 وقروض األسرة إلى %53 والديون احلكومية إلى ،%37 ولكن قبل ذلك كانت معدالت االستدانة ترتفع مبعدل سنوى قدره %12 بني عامى 2008 .2016و

ويتوقع وانغ تاو، رئيس قسم األبحاث االقتصادية الصينية مبجموعة «يو.بى.إس» فى هوجن كوجن، فى تقرير صدر فبراير اجلارى، ارتفاع إجمالى الدين فى الصني بالنسبة إلـى الناجت املحلى اإلجمالى خالل العام اجلارى، بعد ثبات مستوياته عام 2017 وانخفاضه العام املاضى.

وأوضحت «بلومبرج»، أنه فى الوقت الذى انتشرت فيه التحذيرات من أن إعادة االستدانة رمبا تزيد من املخاوف بشأن التزام الصني بضمان االستقرار املالى، شعر املستثمرون بالفرح جتاه احتمالية توافر شروط ائتمانية أسهل.