تركيا تدخل أول ركود اقتصادىمنذ سنوات
سـقـطـت تـركـيـا فــى أول ركــــود اقــتــصــادى لـهـا مـنـذ 10
سنوات، وهو ما يوجه لطمة قوية إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغــان فى الوقت الذى تتجه فيه البالد نحو إجراء االنتخابات البلدية فى 31 مارس الحالى.
وأشـــارت البيانات الـصـادرة أمـس األثنين، إلـى انخفاض الناتج المحلى اإلجمالى المعدل موسمياً بنسبة 2.4% فى الربع الرابع من ،2018 مقارنة بالربع الثالث الذى انخفض فيه بنسبة ،%1.6 مما يتماشى مع متوسط تقديرات االقتصاديين فى االستطالع الـذى أجرته وكالة أنباء بلومبرج، وأظهرت البيانات انكماش الناتج المحلى اإلجمالى لتركيا بنسبة %3
على أساس سنوى فى عام .2018
وأوضحت بلومبرج، أن حقبة التحفيز النقدى ساعدت فى تدفق رؤوس المال إلى تركيا، بفضل مساعى أردوغان لتسجيل نمو اقتصادى بأى ثمن وضغطه على البنك المركزى إلبقاء أسعار الفائدة منخفضة، ومع ذلك، تراجع التوسع المتواصل الــذى ظل يــؤدى إلـى نمو اقتصادى بنسبة %7 فى األربــاع السنوية منذ أواخــر عـام ،2009 بعد انهيار الليرة التركية والنزاعات السياسية والخالف الدبلوماسى غير المسبوق مع الواليات المتحدة.
ويشعر المستثمرون بالقلق مـن إمكانية مواجهة تركيا لصعوبات طويلة األمد فى التعافى االقتصادي، وسط إمكانية تراجع تدفقات رأس المال األجنبى فى الوقت الذى تبدأ فيه األسر والشركات فى سداد الديون.
وانخفض االسـتـهـالك الـخـاص بنسبة %8.9 فـى الربع األخير من 2018 على أساس سنوى، نتيجة انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلى اإلجمالى التركى إلى 9632 دوالراً من أكثر من 10.000 دوالر فى عام ،2017 ورغم ذلك قال وزير المالية بيرات البيرق، إن هناك جانباً مشرقاً وهو تمكن تركيا من تجاوز األسوأ، واالقتصاد فى طريقه إلى االنتعاش السريع.
وأوضح البيرق، فى تغريدة له على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، أن ارتفاع الـصـادرات والدخل السياحى سيكونان المحرك الرئيسى للنمو.
وقـال زيـاد داود، كبير االقتصاديين فى الشرق األوسـط لدى «بلومبرج إيكونوميكس»، إن تركيا كانت واحدة من أسرع االقتصادات الناشئة نمواً فى عام ،2017 ولكن نموها لم يكن متوازناً. وأضـاف داود أن اإلنفاق الحكومى الزائد والنمو السريع لالئتمان تسبباً فى زيادة الواردات وتوسع العجز فى الحساب الجارى، مشيراً إلى أنه ال غرابة فى دفع اقتصاد تركيا ثمن التجاوزات السابقة.
ووفـقـاً الستطالعات بلومبرج المنشورة مسبقاً، التـزال التوقعات قاتمة فى الوقت الراهن، فربما يظل الناتج المحلى اإلجمالى فى انكماش خالل النصف األول من عام ،2019 يليه نمو فاتر سينخفض عن %3 على أساس ربع سنوى.