لبنان يقاوم احتماالت التخلف عن سداد الديون
رمبـــا تــكــون لــبــنــان، قـــد ســـددت
مـلـيـار دوالر مــن املــدفــوعــات املستحقة عـلـى ســنــدات الـــيـــورو.. لــكــن فــــرص جتـنـبـهـا لـلـتـخـلـف عن ســـــداد الــــديــــون ال تـــــزال قــامتــة. قـالـت وكــالــة أنــبــاء «بــلــومــبــرج»، إن الـوضـع قـد يتعلق بشكل أكـبـر، بأى
مـدى ميكن للبنك املـركـزى أن يزيد احتياطياته األجنبية، فى الوقت الذى يحاول فيه احتواء أسـوأ أزمـة عملة منذ ربطها قبل أكثر من عقدين من الزمن.
لــكــن فـــى كـــال احلـــالـــتـــني، كـانـت الـــــتـــــطـــــورات األخـــــيـــــرة ســلــبــيــة. أوضــــــح تـــقـــريـــر صــــــادر عــــن بـنـك «أوف أمـــريـــكـــا مـــيـــريـــل لــيــنــش»، انـخـفـاض االحـتـيـاطـيـات األجنبية لـــدى الــبــنــك املـــركـــزى بـنـحـو مـلـيـون دوالر، فـــى أول أسـبـوعـني فـقـط مــن شـهـر نـوفـمـبـر املــاضــى. وميكن أن تنفد هــذه االحتياطيات بحلول يونيو املقبل، فى ظل وتيرة االســتــنــزاف الـتـى تواجهها حاليا. وقـــال املحللون فــى وكــالــة «فيتش» للتصنيفات االئتمانية، مبا فى ذلك
جـان فريدريش، فى تقرير حديث: «فى ظل غياب التدفقات الداخلية، نتوقع مـعـانـاة لبنان مــن مـزيـد من االنخفاض فـى احتياطيات العملة األجنبية، مما يفرض ضغوطا على قدرة احلكومة على خدمة الديون». ويعتقد املـحـلـلـون، إمكانية ارتـفـاع الــــديــــون الـــســـيـــاديـــة لــلــبــنــان إلـــى
من الناجت املحلى اإلجمالى بـحـلـولنـهـايـةعـــام لتصل إلـــى أعــلــى مـعـدالتـهـا فـــى الـعـالـم. وأوضـــحـــت «بــلــومــبــرج» أن افـتـقـار لبنان إلـى حكومة فعالة بعد مرور أكثر من شهر على االحتجاجات فى البالد، تعتبر واحدة من األمور التى زادت األمــور ســوءا، مشيرة إلـى أن املتظاهرين يطالبون بـوجـود جيش مــن اخلــبــراء للتخلص مــن األزمـــة، وهو مطلب تعارضه بعض األحـزاب السياسية، مبا فى ذلك حزب اهلل. وفى الوقت نفسه، تقع عملة لبنان حتت ضغط، إذ عانت من انخفاض بنسبة
تقريبا فى السوق السوداء منذ بداية أغسطس املاضى، ويتم تداولها بسعر ليرةللدوالراألمريكى فى شــوارع بـيـروت، فى حني تكافح الـشـركـات مـن أجــل شــراء العمالت األجنبية بسعر رسمى يبلغ من البنوك املحلية، وذلــك وفقا ملا أوضحه موقع «الليرة اللبنانية» وهو موقع محلى لرصد حتركات العملة. وقال املحلالن فى بنك أوف أمريكا فـــى لـــنـــدن، جـــان مـيـشـيـل صليبا، وأنـــــــدرو مـــاكـــفـــارلـــني، فـــى تـقـريـر صــــدر فـــى نــوفــمــبــر املـــاضـــى، إن ظــهــور أســعــار الــســوق املــوازيــة مــن املــرجــح أن تــقــوض مصداقية ربـــط الـعـمـلـة الـلـبـنـانـيـة بـــالـــدوالر األمــريــكــى، حــال اسـتـمـرار وجـــوده. وأوضـحـت «بلومبرج» أن املقرضني اللبنانيني، قيدوا عمليات السحب بــــالــــدوالر وحـــظـــروا إجـــــراء بعض التحويالت فى اخلارج لتجنب الهروب من املودعني. كما حذر املستوردون مـــن نــقــص وشــيــك فـــى الـبـضـائـع. ولم تتخلف لبنان على اإلطــالق فى سـداد ديونها السيادية، ولكن بعض املـسـتـثـمـريـن، مبــا فــى ذلـــك شركة «فرانكلني تيمبلتون» لالستثمارات ومقرها كاليفورنيا، يعتقدون أن إعادة هيكلة الديون اآلن ستكون أقل إيالما بالنسبة للبالد من هيكلتها الحقا، عندما يكون وضعها املالى أسوأ حاال. وفـى الوقت الــذى سـدد لبنان قيمة سندات اليورو املستحقة من خالل بنكه املركزى يوم اخلميس املاضى، ال تـــزال الـتـوقـعـات املتعلقة بباقى األوراق املـالـيـة احلـكـومـيـة البالغة نحو مليار دوالر أقـل وضوحا. وأفــــادت «بــلــومــبــرج» أن الـعـائـدات على سندات بقيمة مليار دوالر تستحق فى مارس املقبل، ارتفعت إلى أكثرمن فىنوفمبر.