Al Borsa

«كورونا» يهدد بضربة قوية لالقتصاد األرجنتينى المتعثر

ألف شركة صغرية ومتوسطة تحت تهديد اإلفالس أو أفلست بالفعل

-

على الرغم من تطبيق واحدة من أطول عمليات اإلغالق فى العالم وأكثرها صرامة، إال أن عدد الوفيات فى األرجنتين يستمر فى االرتفاع، حيث يعتبر معدل الزيادة فى الوفيات اليومية الناتجة عن اإلصابة سادس أعلى معدل فى العالم، فقد لقى أكثر من آالف شخص حتفهم حتى اآلن. ومع ذلك، اليزال معدل الوفيات فى األرجنتينا­لبالغ حالةوفاةلك­ل مليون شخص أقل من جيرانها الكبار، فقد تجاوز هذا المعدل حاجز حالة وفاة لكل مليون شخص فى كل من البرازيل وتشيلى، لكن العواقب االقتصادية إلغالق البالد كانت وخيمة بشكل خاص.

وقال أندريس بورنستني، اخلبير االقتصادى لدى شركة االستشارية­فىبوينسآير­س، إن االقتصاد األرجنتينى تضرر بقوة مضاعفة عن تلك التى تعرض لها جيرانه.

وأشارت دراسة استطالعية حديثة أجراها البنك الدولى إلى أنه من املتوقع انخفاض الناجت املحلى اإلجمالى للبرازيل وتشيلى بنسبة تتراوح بني

هذا العام، بينما يتوقع تراجع الناجت املحلى اإلجمالى لألرجنتني بنسبة تصل

وفـــى الــوقــت نـفـسـه، كـانـت املـبـيـعـ­ات فــى شهر أغسطس أقل بنسبة فى األرجنتني، مقارنة بشهر فبراير، أى قبل تفشى الوباء، لينخفض بذلك متوسطاملبي­عاتلعام بنسبة مقارنة بالعام املاضى، أما مبيعات التجزئة األساسية فى الـبـرازيـ­ل فقد جتـــاوزت بالفعل مستويات مـا قبل الوباء.

وبـــدأت األرجنتني عمليات اإلغـــالق فـى مـارس املاضى ومــددت تلك اإلجـــراء­ات حتى سبتمبر على األقل، لتعتبر بذلك القيود، التى تشمل حظر الرحالت اجلوية واللقاءات االجتماعية واإلغـالق املستمر لألماكن السياحية واملطاعم واحلانات، هى األكثر صرامة فى أمريكا الالتينية، وفقا ملا نقلته صحيفة «فاينانشيال تاميز» البريطانية.

وأظـهـر مؤشر التنقل التابع لــ«جـوجـل»، الـذى يستخدم الـبـيـانـ­ات مــن التطبيقات لتتبع تأثير فيروس «كورونا» على حتركات الناس حول العالم، أن األرجنتني تتمتع بأكبر قدر من تقييد التنقل فى العالم.

ودخلت األرجنتني أيضا فى أزمة فيروس «كورونا» مع وضـع صعب واحــد على األقــل، فبعد عقد من الركود االقتصادى وأزمة العملة التى أصابت البالد فى والتى أدت إلى التخلف عن سداد الديون السيادية فى مايو املاضى، قال االقتصادى بورنستني إن احلكومة لم تكن متتلك أى موارد ملواجهة األزمة باستثناء طباعة النقود.

وأوضــح أن احلكومة اجلـديـدة التى تفتقر إلى اخلبرة، والتى تولت السلطة قبل ثالثة أشهر فقط من تفشى الـوبـاء فى األرجنتني فى مــارس، كانت مبثابة ضربة مضاعفة القتصاد البالد.

وممـا يزيد األمــور تعقيدا، استهداف احلكومة خلفض عجز املوازنة األولـى من حوالى هذا العامإلى فىعام

وفــى هــذا الـصـدد، قــال بورنستني، الــذى توقع ارتفاع التضخم إلـى أكثر من العام املقبل: «أى نوع من ثقة السوق التى ميكنك بنائها.. أنت تخبر الناس فعليا أنك ستطبع الكثير من األموال مرة أخرى العام املقبل»، مضيفا: «إذا كان استقرار العملة هى أحد مشكالت األرجنتني، فأنت ال تعطى عالمات صحيحة».

وفيما يخص االمـتـثـا­ل لقيود اإلغـــالق، أوضـح إدواردو ليفى يياتى، عميد كلية اإلدارة احلكومية فى جامعة «توركواتو دى تيال» فى بوينس آيرس، فى دراسة حديثة شملت دولة، أن االقتصادات األكثر فقرا لم تشهد امتثاال ضعيفا لعمليات اإلغالق فحسب، بل تراجع أيضا فى تلك اإلجراءات مبرور الوقت.

وذكـرت «فاينانشيال تاميز» أن االمتثال لقواعد اإلغالق ميثل مشكلة خاصة فى الضواحى الشاسعة والفقيرة لبوينس آيرس، حيث يتركز أكثر من ثلث األرجنتيني­ني الذين يعملون فى القطاع غير الرسمى هناك، ويعيشون أيضا فى ظروف غير مريحة جتعل البقاء فى املنزل أمرا صعبا.

عالوة على ذلك، غالبا ما تكون اإلعانات احلكومية غير كافية لتغطية تكاليف املعيشة اخلاصة بالعديد من العائالت.

وقــال بـيـدرو كاسكاليس، املتحدث باسم «سى ايه إم آى»، وهو احتاد أعمال للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة احلجم فى األرجنتني: «إذا خرجت إلى الشوارع، ستجد أنه من الواضح أن هناك انخفاضا كبيرا فى النشاط االقتصادى».

وأوضح أن من أعضاء االحتاد، أى ما يقرب من ألف شركة على مستوى البالد، كانت فى وضع حرج، فقد كانت على وشك اإلغالق أو أغلقت أبوابها بالفعل.

وقال كاسكاليس: «إذا انهارت الشركات الصغيرة واملتوسطة احلجم، سينهار االقتصاد بأكمله»، مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة واملتوسطة توفر من الوظائف فى األرجنتني ومتثل من الناجت املحلى اإلجمالى للبالد.

وقال إن القرارات املتعلقة باإلغالق كانت تُتخذ دائما بنصيحة األطـبـاء وعلماء األوبـئـة واخلبراء املتخصصني فى األمــراض املعدية، ولكن ليس مع الشركات الصغيرة واملتوسطة احلجم أو الشركات الكبيرة أو العمال، مضيفا: «كان بإمكاننا املساهمة بأفكار ملنع االنهيار االقتصادى».

60

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt