الوباء يحفز الطلب على مواد تعبئة وتغليف المنتجات الطبية والمطاعم
«عبدالهادى»: املشروعات القومية تدعم توسع الشركات فى منتجات البنية التحتية
دفعت املخاوف واإلجـــراءات االحترازية ضد فيروس كورونا، نحو زيادة الطلب على املنتجات البالستيكية املستخدمة فــى خـدمـة قطاعى املنتجات الطبية واملطاعم، تزامناً مع تغير ثقافة االستهالك، واالجتاه إلى املنتجات التى تُستخدم مرة واحدة، ومنها األكواب واألطباق البالستيكية.
قال نادر عبدالهادى، عضو شعبة البالستيك بغرفة الصناعات الكيماوية باحتاد الصناعات، إَّن قطاعات البالستيك التى تقدم خدمة للمنتجات الطبية واألطعمة رفعت طاقتها اإلنتاجية خالل األشهر األخيرة؛ لتلبية الطلب املتزايد على مواد التعبئة والتغليف املستخدمة فـى خـدمـة هذه القطاعات.
أضـــاف «عــبــدالــهــادى»، أن املـصـانـع املنتجة للبالستيك املستخدم فى أدوات التعبئة والتغليف فـى املـطـاعـم رفـعـت طاقتها اإلنتاجية وجلـأت لتشغيل مصانعها ورديـات وزيـادة حجم أعمالها املعتاد.
ولــفــت إلـــى أن عــــودة فـتـح املــطــاعــم واجتـــاه األفراد إلى االعتماد على املنتجات التى تستخدم
مــرة واحـــدة كـأحـد اإلجــــراءات االحـتـرازيـة ملنع تفشى الفيروس وانتقال الــعــدوى، ساهما فى ظهور منتجات عالية اجلــودة الستخدامها فى املطاعم، مثل الشوك واملالعق واألكواب واألطباق البالستيكية.
وأشار «عبدالهادى»، إلى أن بعض القطاعات خفضت طاقتها اإلنتاجية؛ نتيجة تراجع الطلب عليها مثل صناعة األدوات املنزلية من البالستيك واملنتجات التى تخدم قطاع اإلنشاءات.
وأوضـــح أن قـــرار احلـكـومـة وقــف تراخيص البناء واألعمال اإلنشائية ملدة أشهر، أثر على تـراجـع الطلب على البالستيك املستخدم فى البنية التحتية.. لكن تكثيف األعمال اإلنشائية فى املشروعات القومية أنقذ السوق خالل الفترة احلالية.
وكشف أن الفترة احلالية تشهد رفع الطاقات اإلنـتـاجـيـة لبعض املـصـانـع الــتــى تــخــدم قطاع املقاوالت، تزامناً مع عملية اإلنشاءات التى تتم فى العاصمة اإلدارية اجلديدة وبعض املشروعات القومية األخرى.
وشجعت املشروعات القومية مثل العاصمة اإلداريـــة اجلــديــدة، عـــدداً مـن املستثمرين على التوسع وإقــامــة مصانع جـديـد إلنـتـاج نوعيات البالستيك التى تستخدم فى البنية التحتية.
أوضح «عبدالهادى»، أن مصر أفضل من غيرها من الــدول، خصوصاً أنها لم تلجأ إلى اإلغالق الكلى مثلما حـدث ببعض الـــدول.. وهــذا األمر حمى الصناعة املحلية مـن االنهيار واستمرار
سالسل اإلمداد.
كما ارتفعت أسـعـار اخلــام مـن مــادة وزادت أسعارها بنحو آالف جنيه فى الطن خالل الشهرين املاضيني، بنسبة زيادة، إذ يتم االعتماد على مصنعني محليني فى التوريدات، فضًال عن استيراد باقى الكميات من اخلارج.
ويغطى اإلنـتـاج املحلى من مــادة نحو
فقط من احتياجات السوق، فى حني يتم استيرادنسبة الباقية.
وهـــذه املــــادة تستخدم فــى تصنيع مواسير الـكـهـربـاء والــصــرف الـصـحـى، وهـــى تستخدم بكميات ضخمة فى البنية التحتية.
ورغــــم الــتــراجــع الــعــاملــى فـــى أســـعـــار املـــواد البترولية وتراجع سعر الدوالر أمام اجلنيه، فإَّن هذه اخلامات ترتفع دون سبب واضح، واملصدر الرئيسى لهذه اخلـامـات هـو الـسـوق األمريكى لتميزه باجلودة العالية فى هذه اخلامات.
وفيما يخص استيراد خامات «البولى إيثيلني» املستخدمة فـى صناعة األكـيـاس البالستيكية والبالستيك اخلفيف، قــال «عـبـدالـهـادى»، إَّن الـسـعـوديـة هــى الــســوق األســاســى املــــورد لهذه اخلامات، إذ يتم استيراد كميات ضخمة منها وال توجد بها أى مشكلة فى توفر اخلامات أو فى أسعارها.
وفيما يخص إجراءات احلكومة التى اتخذتها األشهر املاضية لتقليل حدة التأثير السلبى لتفشى فـيـروس كــورونــا، أشـــار إلــى أن هــذه الــقــرارات وفرت وقتاً كافياً لتعافى الشركات خالل الفترة املقبلة واستعادت مكانتها سريعاً فى ظل تخفيض طاقاتها.
وأشـــاد بعدم حــدوث سيناريو اإلغـــالق التام للمصانع خــالل الـفـتـرة املـاضـيـة والـــذى حمى الــشــركــات مـــن حــــدوث حتـــديـــات ضـخـمـة كـان سيصعب جتاوزها وسيؤثر على سالسل اإلمداد وتوافر السلع االستهالكية، مؤكداً أهمية أن تكون هناك أولوية للشركات التى اضطرت لتقليل حجم العمالة وتأثرت سلباً بتفشى الفيروس، لعرض منتجاتها فى املنافذ التابعة للدولة وتكون لها أولوية فى املناقصات احلكومية، فضًال عن تيسير احلصول على القروض البنكية.
أوضــح «عـبـدالـهـادى»، أن النسبة األكـبـر من صناعة البالستيك مدرجة حتت مظلة املشروعات الصغيرة واملتوسطة، وبحاجة إلــى دعمها من قبل احلكومة ملساعدتها على تسويق منتجاتها والترويج اخلارجى لها، خصوصا أنها ال تقدر على املشاركة فى املعارض الدولية.
وأكد أهمية جذب استثمارات جديدة وشراكات أجنبية مصرية لتصنيع ماكينات البالستيك؛ لتوفير منتجات عالية اجلـودة تستطيع املنافسة املحلية والدولة.