استعداد البنوك المبكر يحميها من ضغوط تراجع هامش العائد
تراجع تكلفة األموال فى بنكًا بوترية أسرع من انخفاض إيرادات الفوائد محمد: إلغاء شهادات الـ51% يحرر البنوك فى تسعري أوعيتها ويسمح بمزيد من السيطرة عىل تكلفة األموال 15
مصدر: نمو أرصدة القروض واستقرار فائدة أذون الخزانة يخفف الضغوط عن إيرادات الفوائد
قال مصرفيون ومحللون، إن البنوك استعدت مبكًرا ملرحلة خفض الفائدة منذ مطلع ،2018 عبر إدارة هيكل آجــال األصــول وااللتزامات لديها، والتحول نحو األوعية االدخارية متغيرة العائد، ومنخفضة التكلفة، واجتذاب إيداعات الشركات لتقليل تكلفة األموال.
وتوقعوا أن يسهم زيادة منو االئتمان خاصة ضمن مبادرات البنك املركزى فى املوازنة مع تكلفة األموال إثر االنتقال السريع لسعر الفائدة على قروض الشركات واالستثمارات فى أدوات الدين احلكومى قصير األجل والودائع متغيرة العائد املربوطة بالكوريدور لدى البنك املركزي.
وكشف مسح أجـــراه «بـنـوك ومتـويـل» على قوائم الدخل لدى 18 بنًكا جناح 15 بنكاً منها فى السيطرة على تكلفة األموال بوتيرة أسرع من االنخفاض فى العائد.
بينما تراجعت إيـــرادات القروض والعوائد املشابهة لدى بنك اإلسكندرية %15 فى الوقت الذى منت تكلفة أمواله %2.8 خالل النصف األول من العام احلالى، ومنت تكلفة األمـوال لـدى بنك أبوظبى اإلسالمى %8 فى الوقت الذى ارتفعت فيه إيرادات املرابحات والعوائد املشابهة بوتيرة أقل عند .%6
وارتـفـعـت تكلفة األمـــوال لــدى بنك فيصل اإلسالمى %6.6 فى الوقت الذى تراجعت فيه إيرادات املرابحات والعوائد .%0.1
ويعكس ارتفاع تكلفة األموال بوتيرة أكبر من الزيادة فى إيرادات الفوائد، انكشاف البنك أكثر ملخاطر أسعار الفائدة، وتراجعت تكلفة األموال لدى 15 بنًكا بني البنوك محل املسح، بوتيرة تراوحت ما بني ،%31.4و%11 خالل النصف األول من العام احلالى، مقارنة بالفترة نفسها مـن الـعـام املـاضـى، لكن مدير قطاع اخلزانة بـأحـد الـبـنـوك اخلــاصــة، يـــرى أن انخفاض مدفوعات الفوائد لدى البنوك، ال يتناسب مع تراجع أسعار الفائدة %5 منذ يونيو .2019
أوضح أن التراجع فى تكلفة األموال يعكس خفض الفائدة اواخر العام املاضى، باإلضافة إلـى جـزء بسيط من الـ3% االستثنائية التى أقرها املركزى فى مارس، مشيًرا إلى أن ذلك له عدة أسباب أولها املنافسة مع البنوك العامة فـى ظـل شـهـادة قصيرة األجــل يصل عائدها إلى ،%15 وكذلك شهادة طويلة األجل بفائدة
،%12 وهو عامل مهم للبنوك. أضـاف أن السبب الثانى، هواجتاه البنوك للتنافس على مدخرات الشركات خاصة فى احلسابات اجلارية وطرح فوائد مرتفعة عليها، حتى أن بعض البنوك رفعت الفائدة على ذلك املنتج، بجانب التنافس على مدخرات صناديق االستثمار.
تابع: «والسبب الثالث هو هيكل ودائع كل بنك ومــدى سيطرة حسابات التوفير واحلسابات اجلارية على محفظة الـودائـع، وكذلك حصة الشهادات متغيرة العائد، والتى كلما زادت تكون
وتيرة انتقال إثر قرارات السياسة النقدية.
وقـــال البنك الـتـجـارى الــدولــى فــى تقرير مجلس إدارتــه، إن مواصلة األداء املـرن خالل الربع الثانى من العام، محقًقا منواً مرتفعاً مع احلـفـاظ على املستوى املـالـى دون أى تأثير، يعكس املركز القوى الذى كان عليه البنك قبل األزمة.
أوضح أن القوة مبعثها ميزانية البنك خالل السنوات املاضية، والتى ركزت على الشركات ذات املالءة املالية املرتفعة والتركيز األكبر على السندات طويلة األجـــل، والـتـى حمت ربحية البنك فى مواجهة االنخفاض احلاد فى أسعار الفائدة
قــال شـهـاب محمد، محلل قـطـاع البنوك فى بنك االستثمار بـرامي، إن إلغاء الشهادات مرتفعة العائد يحرر تسعير فـوائـد األوعية االدخارية لدى البنوك األخـرى وهو بـدوره ما يخفض تكلفة األمــوال لديها ويقلل الضغوط على هوامش األرباح التى تأثرت بالفعل نتيجة التوسع فى تكوين املخصصات ملواجهة حتديات كورونا.
فـى حـني رأى أحمد اخلـولـى رئيس قطاع اخلزانة السابق ببنك التعمير واإلسـكـان، أن تسعير البنوك للفائدة على اوعيتها األدخارية غير مرتبط بسعر الفائدة على أوعية األهلى ومصر.
وأضـــاف اخلـولـى، أن قــرار البنك املركزى بخفض الفائدة هو املحرك األساسى لتوجهات البنوك الفترة املقبلة، وقال اخلولى إن تكلفة األموال املتحكم األول فى تسعير الفائدة على األوعـيـة االدخــاريــة للبنوك، حيث ان البنوك التى لديها سيولة جيدة تكفى ملتطلبات العمالء وتوسعات البنك فال يوجد سبب لالحتفاظ بسعر فائدة مرتفع حينذاك.
وأشار إلى أن تسعير الفائدة على احلساب اجلــارى وغيره من املنتجات يختلف من بنك آلخر وفقاً الحتياجات كل بنك من هيكل الودائع واستهدافاته االستثمارية والتمويلية.
وأوضــح أن معدالت االدخـــار الفترة املقبل سترتبط مبعدالت تعافى االقتصاد وهـذا ما وصـفـة بالطببيعى فـى ظـل انـفـتـاح األســـواق وتعافى االقتصاد التدريجى وهى ظاهرة صحية لالقتصاد واالستثمار بشكل عام.
واستبعد اخلــولــى حـــدوث انـعـكـاس سريع لتراجع تكلفة األمـوال على أرباح البنوك التى تخفض أو تلغى الشهادات مرتفعة العائد، حيث ان هناك مدخرات طويلة األجل مربوطة بفائدة مرتفعة وهو ما سيجعل تراجع تكلفة األموال أو ارتفاع هامش ربحية البنوك بطىء وفقاً لآلجال املربوطة بها املدخرات.
وقال نائب رئيس أحد البنوك احلكومية، إن توسع البنوك فى النمو بحجم قروضها خاصة حتـت مــبــادرات البنك املــركــزى خــالل الفترة األخيرة، سيعوض تراجع إيرادات الفوائد نتيجة خفض املركزى الفائدة %3.5 منذ بداية العام.
وخــالل الشهور الـ6 األولــى من العام منت القروض البنكية %16.5 بعدما وصلت إلى
2.18 تريليون جنيه مقابل 1.87 تريليون جنيه فى ديسمبر بزيادة 310 مليارات جنيه.
أوضح أن فائدة أذون اخلزانة مرتبطة أكثر بحالة عدم اليقني العاملى، ووضع السيولة فى السوق ووتيرة عمليات ربط السيولة لدى البنك املركزى، لذلك خفض الفائدة لن ينعكس عليها بشكل كبير، معتبًرا أنه معنوى أكثر، مشيًرا إلى عدم انعكاس خفض مارس التاريخى على فوائد أذون اخلزانة.
وذكــر أن البنوك استعدت خلفض الفائدة منذ بدء دورة التيسير النقدى، عبر زيادة حصة حسابات التوفير، والتوجه نحو االلتزامات قصيرة األجــل أكثر مع التوظيف فى اآلجـال طويلة األجـــل والـتـوسـع فـى طــرح الـشـهـادات متغيرة العائد.
ويطرح 27 بنًكا ما يزيد على 36 شهادة ذات عائد متغير مربوط بالكوريدور، بجانب هامش ثابت للعميل أعلى أو أدنى من سعر الفائدة.
وقــــال إن تعليمات الـبـنـك املـــركـــزى التى أقرها قبل عامني واخلاصة مبواجهة التقلب فى أسعار العائد، ملحفظة االقـــراض الزمت البنوك باالحتفاظ برؤوس أموال إضافية حال اتساع فجوة اآلجال ومتوسط الفائدة املدفوعة واملحصلة على كل أجل، ما جعل البنوك محصنة أكثر فى مواجهة االنخفاض الكبير فى أسعار الفائدة على مدار الشهور املاضية.
التجارى الدوىل: اسرتاتيجية األعوام املاضية نجحت فى تجنيبنا من تداعيات انخفاض األسعار