Deutsche Welle (Arabic Edition)

ألمانيا: التضليل وجهود محاربته لحماية الديمقراطي­ة

-

2024/3/25٢٥ مارس ٢٠٢٤

تستخدم روسيا الدعاية كسلاح في المعركة لكسب العقول والقلوب، وهو الأمر الذي صعّب مهمة ألمانيا وأوروبا في مكافحة الأخبار المزيفة والتضليل، كيف تتعاون المخابرات والبرلمان لمواجهة هذا الخطر؟

"كيف يمكننا حماية ديمقراطيتن­ا؟". سؤال يشغل دعاة الديمقراطي­ة حول العالم، وخاصة في ظل تعرض المجتمعات الحرة لضغوط متزايدة. يمكن أن يكون المؤشر على مدى قوة هذه الضغوط في ألمانيا هو عدد مرات الظهور العلني لرئيس جهاز المخابرات لمخاطبة الجمهور. يرأس توماس هالدينفانغ المكتب الاتحادي لحماية الدستور(الاستخبارا­ت الداخلية). وقد ظهر في المؤتمرات الصحفية والندوات الحوارية بشكل متزايد بوتيرة ملحوظة

منذ توليه منصبه عام .2018

بعد عامين من بدء العدوان الروسي على أوكرانيا، المخالف للقانون الدولي، ظهر توماس هالدينفانغ كواحد من أكثر المسؤولين تحذيرا وتنبيها فيما يخص المعلومات المضللة والأخبار المزيفة والتجسس. وفي فعالية نظمها الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) في البرلمان الألماني، أضاف أنه يعتبر المخاطر بهذا الشأن كبيرة، لاسيما في عام .2024 "عام الالانتخاب­ات" وأشار توماس هالدينفانغ إلى انتخابات البرلمان الأوروبيال­مقبلة هذا العام، والانتخابا­ت الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وانتخابات ثلاث ولايات في ألمانيا. "في عام الانتخابات هذا، علينا أن نتوقع المزيد من المعلومات المضللة"، وأضاف رئيس جهاز المخابرات الألمانية إن هذا الأمر

يتم نشره على وجه التحديد "لتشويه سمعة المعارضين السياسيين وإثارة قلق الناخبين من أجل تقويض الديمقراطي­ة ومؤسساتها".

وحقيقة أن ألمانيا هي واحدة من الأهداف المفضلة للدعاية والتجسس الروسية كما اظهرت ما أطُلق عليه "تسريبات تاوروس". والمقصود بذلك هو تنصت قراصنة على محادثة رقمية بين ضباط رفيعي المستوى في الجيش الألماني. وقد أثارات الحادثة قلق الخبير الأمني في الحزب الديمقراطي الحر، كونستانتين كوهلي، بشكل خاص. وباعتباره عضوا في لجنة الرقابة البرلمانية على أجهزة الاستخبارا­ت الألمانية، فهو من القلائل الذين يعرفون مدى خطورة مثل هذه التهديدات الهجينة. السرية والديمقراط­ية؟ ما يقوله توماس هالدينفانغ لكونستانتي­ن كوهلي خلف الأبواب المغلقة يظل بينهما؛ إذ لا ينبغي لأعداء الديمقراطي­ة أن يعرفوا ما تعرفه السلطات الأمنية الألمانية عنهم. ومع ذلك، فإن هذا النوع من السرية يمكن أن يمثل مشكلة بالنسبة لمجتمع منفتح وحر. خاصة وأن "مكتب حماية الدستور" يستخدم في بعض الأحيان أساليب تثار حولها جدل وشكوك.

يعلق السياسي من الحزب الديمقراطي الحر، كونستانتين كوهلي، على الخيط الدقيق الذي يفصل هذه بين السرية الضرورية والشفافية المرغوبة ويدعو بشكل غير مباشر لتعزيز الثقة في عمل "مكتب حماية الدستور": "الخط الرفيع بين الدفاع عن حرية التعبير من جهة ومكافحة التضليل من جهة أخرى هو أمر تتعامل معه سلطاتنا كل يوم".

مؤسسة الديمقراطي­ة

ومن الطبيعي أن تراقب وسائل الإعلام عن كثب أجهزة الاستخبارا­ت التي تعمل في داخل وخارج البلاد. وحتى في الدول الديمقراطي­ة، يجب أن تتوقع وسائل الإعلام استهدافها من قبل القوى المعادية للديمقراطي­ة في أي وقت. وينطبق هذا بشكل خاص على محطات البث الدولية مثل مؤسسة DW وغيرها من مؤسسات الإعلام العمومي التي يتم تمويلها من أموال الضرائب ولكنها تعمل باستقلالية عن الحكومة، وترى نفسها، مثل "المكتب الاتحادي لحماية الدستور"، كمدافع عن الديمقراطي­ة.

وقد أوضح مدير مؤسسة DW بيتر ليمبورغ دور المؤسسة الإعلامية، التي تبث بـ 32 لغة، في مواجهة مخاطر المعلومات المضللة: "من المهم أن ندعم من يؤمن بالديمقراط­ية في روسيا، وفي الصين، وفي بيلاروسيا، وفي فنزويلا وأي مكان آخر". وحاولت النخب الحاكمة في البلدان التي لا تتمتع بحرية الصحافة مرارا وتكرارا تقييد أو حتى منع استقبال بث DW أو حتى حجبتها بالكامل.

تصل DW إلى حوالي 320 مليون شخص حول العالم بمختلف قنواتها ومنصاتها كل أسبوع. لكن بيتر ليمبورغ يشعر بالقلق من أن الإجراءات التقييدية في المناطق المستهدفة ستجعل تلقي

ً :DW

مدافع عن البرامج صعبا،ً أو في أسوأ الحالات، مستحيلا بالنسبة للكثيرين. وسيكون لذلك عواقب وخيمة، حسب رأيه: "إذا لم نكن متاحين، فسوف يرتاح الديكتاتور­يون والمستبدون"، يؤكد مدير .DW إستونيا تعزز الثقافة الإلإعلالا­لالالامية وبسبب تاريخها، فإن إستونيا حساسة بشكل خاص لمخاطر التضليل والدعاية الروسية. تقع الدولة الواقعة في منطقة البلطيق على حدود روسيا مباشرة. وفي عام 1940، ضم الاتحاد السوفيتي إستونيا خلال الحرب العالمية الثانية ولم تسترد استقلالها إلا في عام .1991 وتحدثت سفيرة إستونيا في برلين، ماريكا لينتام، خلال الفعالية التي أقيمت في البرلمان الألماني عن "حرب الظل" ضد الديمقراطي­ة. وقالت لينتام: "المعركة لا تدور في الميدان بالرصاص والنار، بل في عقول وقلوب الناس. هدف روسيا هو زعزعة الاستقرار وخلق حالة من عدم اليقين والتضليل".

ومن أجل تحصين نفسها، تبذل إستونيا الكثير لتحسين الثقافة الإعلامية لدى سكانها. وتحدثت السفيرة عن الشراكات بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني في بلادها ومع المنظمات الدولية. "يتم إيلاء اهتمام خاص للشباب هناك مقرر إلزامي حول "وسائل الإعلام والتلاعب" في المدارس الثانوية منذ عام "،2010 تضيف سفيرة إستونيا في برلين، ماريكا لينتام.

أعده للعربية: خالد سلامة

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Germany