Al-Anbaa

العفو المحمدي الأعظم

-

بعد غـــزوة الأحزاب ـ والتي تجمعت فيها كل قوى الكفر في الجزيرة، وأرهقت المسلمين إرهاقا شديدا ـ خرج المؤمنون من عنق الزجاجة، وقويت شوكتهم، وأخذوا في رد اعتبارهم وتقليم أظافر عدوهم.

وقد عاهد النبي ژ قريشا عهدا سمي »بصلح الحديبية« وفيه الموادعة لمدة عشـــر سنوات بين الفريقين، وبدأ الإسلام ينتشر في جو صحو وحرية جديدة، فكان يكسب كل يوم ارضا جديدة.

لكن قريشا كعادتها نقضت العهد واعتدت على حلفاء الرسول ژ وهنا دارت الدائرة عليها، وكان فتح مكة، وجاء الميلاد الجديد لدولة الإسلام.

كيف فتح محمـــد ژ مكة؟ وماذا فعل بأهلها الذين كذبوه وأهانوه وأخرجوه؟

قال ابن اسحاق: فزعم بعض أهل العلم ان سعدا حين وجه داخلا، قال : »اليوم يوم الملحمة، اليوم تســـتحل الحرمة! « فسمعها رجل من المهاجرين، قال ابن هشام: هو عمر بن الخطاب ے، فقال: يا رسول الله اسمع ما قال سعد بن عبادة، ما نأمن ان يكون له في قريش صولة، فقال رســـول الله ژ لعلي بن أبي طالب: أدركه فخذ الراية منه فكن أنت الذي تدخل بها.

وكان رســـول الله ژ قد عهد الى امرائه من المســـلمي­ن حين أمرهم ان يدخلوا مكة، ألا يقاتلوا إلا من قاتلهم.

ودخل مكة ژ متواضعا أشد ما يكون التواضع، فلما انتهى الى ذي طوى وقف على راحلته، وان رسول الله ژ ليضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى ان لحيته ـ لتكاد تمس واسطة الرحل.

اذهبوا فأنتم الطلقاء

قال ابن إسحاق: إن رسول الله ژ لما نزل مكة، واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منـــه مفتاح الكعبة، ففتحت له فدخلها.

ثـــم قام على باب الكعبة، فقال : »لا إله إلا الله وحده لا شـــريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهـــزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعـــى، فهو تحت قدمي هاتين إلا ســـدانة البيت وسقاية الحاج «.

ثم قال : »يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ـ الحجرات: ١٣ .(

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait