Al-Anbaa

غزوة بدر الكبرى

- قريش تنوح على قتلاها الشيخ سيد الرفاعي

كان أول مــن قدم مكة بمصاب قريش الحيمان بن عبدالله الخزاعي.

فقالوا: ما وراءك؟ قال: قتل عتبة بن ربيعة وشبيبة بن ربيعــة وأبوالحكم بن هشــام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأســود، فلما جعل يعدد أشراف قريش قال صفوان بن أمية، وهو قاعد في الحجر: والله ان يعقل هذا فاســألوه عني، فقالوا: ما فعل صفوان بن أمية؟ قال الحيمان: ها هو ذاك جالس في الحجر، وقد رأيت والله أباه وأخاه حين قتلا.

قال أبورافع مولى رسول الله ژ: كنت غلاما للعباس بن عبدالمطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل وأسلمت وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل الأقداح أنحتها في حجرة زمــزم، فوالله انــي لجالس فيهــا أنحت أقدامي، وعندي ام الفضل جالسة وقد سرنا ما جاءنا من الخبر، اذ أقبل أبولهب يجر رجليه بشر حتى جلس على طنــب الحجرة ـ أي طرفها ـ فــكان ظهره الى ظهري، فبينما هو جالس إذ قال الناس: هذا أبوسفيان بــن الحارث بن المطلب قد قدم. فقــال أبولهــب؟ يا بن أخي هلــم الي فعندك لعمري الخبــر، كيف كان أمر النــاس؟ فأجاب: والله ما هــو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقودوننا كيف شــاؤوا ويأسروننا كيف شــاؤوا، وأيم الله ما لمــت الناس، لقينــا رجالا بيضا علــى خيل يلق بين الســماء والأرض، والله ما تليق شــيئا ـ أي لا تبقي شيئا ـ ولا يقوم لها شيء، قال أبورافع: فرفعت طنب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك والله الملائكة فرفع أبولهب يــده فضرب بهــا وجهي ضربة شديدة، وثاورته ـ أي وثبت اليه ـ فاحتملني فضرب بي الأرض، ثم برك علي يضربني، وكنت رجلا ضعيفا، فقامت ام الفضل الى عمود من عمد الحجر، فأخذته فضربته فلقت في رأسه شــجة منكرة ـ أي شقت ـ وقالت: استضعفته ان غاب عنه سيده؟

فقام موليا ذليلا، فوالله ما عاش الا سبع ليال حتى رماه الله بالعدســة ـ بثرة خطرة تخرج في الجســم تشــبه الطاعــون تقتــل صاحبها سريعا.

وناحــت قريــش على قتلاها، ثم قالت: لا تفعلوا فيبلغ محمــدا وأصحابه فيشــمتوا بكــم، وتبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء.

حتى تستأنوا بهم: أي تؤخروا فداءهم.

ويــأرب: أي يأبــى ويتشدد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait