Al-Anbaa

بري يقرر الوقوف »مكتوف اليدين« مكتفياً بالمراقبة والحريري يطل عبر شاشة ضخمة الجمعة

»تأجيل تسريح« قادة الجيش والأركان والمخابرات اليوم غصن يوقع قراراً بـ

- بيروت ـ عمر حبنجر

تجنبا للفـــراغ في قيادة الجيـــش ورئاســـة الاركان ومديرية المخابرات، من المتوقع أن يصدر وزيـــر الدفاع فايز غصـــن اليوم قـــرارا بتأخير تســـريح كل من العماد جان قهوجي قائد الجيش واللواء وليد ســـلمان رئيس الاركان والعميـــد ادمون فاضل مدير المخابرات، مدة سنة، كل من تاريخ احالته الـــى التقاعد، استنادا الى قانون الدفاع.

وســـيوقع الوزير غصن قرارات تأخير التسريح، التي تعني التمديد ســـنة اضافية للضباط القـــادة المعنيين في اعقاب اجتماع المجلس الاعلى للدفاع برئاسة الرئيس ميشال سليمان امس.

وينتمي الوزير غصن الى خط تيار المردة الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية الذي خرج عن طاعة حليفه رئيس تكتـــل الاصـــلاح والتغيير العماد ميشال عون المعارض العنيد للتمديـــد الذي املته الضرورة.

بيد ان تحاشي الفراغ في قيادة الجيش لم ينسحب على مجلس النواب الذي فشـــلت جلسته التشريعية في الانعقاد امس وللمرة الثالثة بســـبب فقدان النصـــاب الناجم عن مقاطعة نواب ١٤ آذار ونواب التيار الوطني الحر، احتجاجا على جدول اعمالها الفضفاض، الذي يتمسك به الرئيس نبيه بري دون تقليص او تصفير انطلاقا من قناعته بشـــرعية البحث فـــي الامور المطروحة في الجلسة المفترض انعقادها في ظـــل حكومـــة تصريف الاعمال.

وقال بري انه سيظل يدعو الى عقد الجلسة التشريعية مرة ثالثة ورابعة وعاشـــرة وحتى يقضـــي الله امرا كان مفعـــولا، وبالفعل، فقد غاب النـــواب عن جلســـة الامس، فأرجأها الرئيس بري الى ٢٠ و٢١ اغسطس المقبل.

الرئيس بري ابلغ صحيفة »السفير « ان امور التمديد لقائد الجيش ورئيس الاركان وفق قانون الدفاع، مشيدا بموقف الرئيس سعد الحريري على هذا الصعيـــد، وتعليقا على الردود الصادرة على مبادرته الاخيرة قال الرئيس نبيه بري: ان البعـــض لا يثق بأي فكرة او مبادرة صادرة عنه، لذلك قرر ان يقف مكتوفا وسيكتفي بالمراقبــ­ـة وقال ان الهدف من دعوته سعد الحريري للعودة هو تأمين الظـــروف الملائمة للمصالحة.

وتقول اذاعة »صوت لبنان « الناطقة بلسان حزب الكتائب ان التمديد لقائد الجيش استحوذ على حيز واسع من النقاش بين الرئيس سعد الحريري ووفد تيار المستقبل برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في جدة اخيرا، واشارت الى ان الحريري كان حاسما لجهة ضرورة التمديد لقائد الجيش وتسهيل الصيغة المطلوبة.

وعلمت »الأنباء « من اوساط ١٤ آذار ان الرئيس السنيورة كان يفضل اقران الموافقة على تأخير تســـريح قائد الجيش ورئيس الاركان بالحصول على ما يطمئن الى ان ما حصل في عبرا مما تؤكـــده ١٤ آذار من مشاركة حزب الله الجيش في العمليات ضد الاسير لن يتكرر في اي مكان.

وفـــي المعلومات ايضا ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، والحليف المســـيحي القوي لتيار المستقبل، في مثل هذا التوجه ايضا.

ولاحظت صحيفة »اللواء « كيف ان قوى ١٤ آذار وافقت على التمديد لمجلس النواب ولرئيس دون اي مقابل سياسي، اقله على صعيد تســـهيل تشكيل الحكومـــة، وتســـاءلت كيف يمكن الخـــوف من الفراغ في المؤسســـة التشـــريع­ية، ولا يمكن الخـــوف من الفراغ في المؤسسة التنفيذية التي هي مجلس الـــوزراء الضائع بين »التصريف « المتفلت والتأليف المستحيل؟

واعطـــت الصحيفة مثالا بالتمديد لقادة الجيش وفق خيـــار قوى الثامـــن من آذار وموافقـــة قـــوى ١٤ آذار، في وقت ترك اللواء اشرف ريفي القائد الذي جعل من قوى الامن الداخلي صائدة للجواسيس والارهابيي­ن يذهب للتقاعد في عز الحاجة الى امثاله وتركت مؤسسة قوى الأمن الداخلي لتدار بالتكليف!

وينطبـــق أمر الفراغ على تأليف الحكومة العتيدة، حيث كل المؤشـــرا­ت تدل على عمر طويل للمساعي والاتصالات من دون اعتذار للرئيس تمام سلام الذي أكد انه يتمتع بنفس طويل، مشيرا الى انه سيظل صابرا مادام الناس صابرين معه.

وعـــن التمديـــد للقـــادة العســـكري­ين قـــال الرئيس المكلف تمام سلام ان اي تمديد غير مستحســـن في النظام الديموقراط­ي، لأن القاعدة هي تداول السلطة، لكن الظروف القســـرية قد تقتضي أحيانا إجراءات معينة كالتمديد لقائد الجيش بفعل دقة المرحلة.

اما رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس نجيب ميقاتي فإنه كان مع تأخير التسريح للقادة مـــدة ٦ أشـــهر قابلة للتمديد مرة اخرى وفق المادة ٥٥ من قانون الدفاع، وليس للتأخير سنة كاملة.

في الواقع انها سياسة الكيل بمكيالين والتعبير بمعيارين، الأمر الذي بدأ ينعكس بقوة على شـــعبية ١٤ آذار وتيار المســـتقب­ل تحديـــدا، والذي تعزي أوســـاطه هذا الوضع على اضطرار الرئيس ســـعد الحريـــري الـــى الإقامة في الخارج فضلا عـــن الحصار المالي المفـــروض على التيار. في حين تبرر أوساط المستقبل مرونة الرئيس سعد الحريري الى كونه يتصرف داخليا، من موقع أم الولد، وهذا ما يفسر حماسته للتمديد لقائد الجيش، وايضا حماســـة النائب بهية الحريري التـــي زارت العماد قهوجي الأسبوع الماضي ودعته الى إفطار تكريمي له ستقيمها فـــي قاعة »بيال « بمشـــاركة حاشـــدة يوم السبت المقبل، وذلك بمناســـبة عيد الجيش الذي يصادف في الأول منه.

علـــى أي حال، ســـتكون هناك إطلالة للرئيس ســـعد الحريري عبر الشاشـــة في خلال ٦ إفطارات يقيمها تيار المستقبل يوم الجمعة المقبل في الثاني من أغســـطس في كل مـــن بيـــروت وطرابلس وصيـــدا ومناطـــق لبنانية اخرى، ويتحدث فيها عن كل ما يتعلـــق بالوضع اللبناني والعربي العام، سواء ما يتعلق بالحكومـــ­ة او الحـــوار الذي سيدعو اليه الرئيس ميشال ســـليمان او القرار الأوروبي بوضع حزب الله على لائحة الإرهاب، فضلا عن الوضع في سورية. وسيحدد الحريري موقف تيار المستقبل من كل هذه الأوضاع.

قانونيا من المستبعد الطعن في التمديد امام مجلس شورى الدولة، الذي يشترط ان يكون الطاعن شخصا متضررا من القرار المطعـــون فيه، اي ان يكـــون ضابطـــا مارونيا من رتبة عميد، علـــى اعتبار ان قيادة الجيش مكرسة للضباط الموارنـــ­ة، او درزي من رتبة عميد لأن رئاسة الأركان مكرسة للضباط الدروز حسب العرف والعادة. علما بان عدد العمداء في الجيش اللبناني اليوم يبلغ ٣٥٠ عميدا، ومن غير المألوف بالمطلـــق ان يقدم ضابط في الخدمة على الطعن برئيسه، لكن هـــذا الأمر يصبح ممكنا بالنســـبة للضباط الذين قد يخرجون من الخدمة بسبب هذا التمديد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait