الكحلة بالعين الرمدة خسارة

هذه هي الحقيقة التي يدير مسؤولو التربية أعينهم عنها، فقد أخذوا يجلبون من كل حدب وصوب نظما تعليمية فاشلة في مصادرها لتجربتها على أبنائنا وأخذوا يعبثون بالمناهج حتى أصبح منهج الابتدائي كمنهج جامعي، ولماذا كل ذلك؟ لأجل مجموعة قد شابت بوزارة التربية تريد أن يخلد اسمها في الوزارة لتترك أثرا لمن بعدهم ليقولوا هذا إنجاز فلان أو فلانة وأنا أشدد على فلانة أكثر دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه الطلاب المساكين. نعم الطلبة هم الضحية، أبناؤنا فلذات أكبادنا جعلتهم وزارة التربية فئران تجارب، وإذا سألناهم لماذا كل ذلك؟ أجابوا بأن مخرجات التعليم مستواها متدن ونحن طورنا النظم والمناهج لنحصل على مخرجات تعليم ذات مستوى عال من التعليم. للأسف يديرون أعينهم عن الحقيقة، فها هم يجربون نظاما تلو نظام، ومنهجا بعد منهج، ومستوى الطلاب يزداد تدهورا، فالسبب الحقيقي في تدهور مستوى الطلاب ليس النظام ولا المنهج ولكن السبب هو نظام تعامل الوزارة مع المدرس وتقييمه. فقد أرهقت الوزارة المدرس بأمور جانبية ليس لها علاقة بالتحصيل العلمي للطلبة كالمعارض والدروس النموذجية العقيمة وأنشطة أخرى يقيم على أساسها المعلم، وللأسف الشديد لا يقيم على مدى استفادة الطلاب منه من تحصيل علمي وهو الأساس الذي أنشئت وزارة التربية لأجله. لو كان الخلل في نظامنا القديم وفي منهج »مع حمد قلم « إذن كلنا لا نستحق شهاداتنا التي حصلنا عليها ويجب علينا أن نلقيها بالقمامة وأنتم أيها القائمون على وزارة التربية من أصغر واحد إلى الوزير يجب أن تلغوا الاعتراف بشهاداتكم لأن القاعدة الشرعية تقول ما بني على باطل فهو باطل، وإذا كان منهجنا القديم خطأ، فكل ما نتج عنه خطأ. أيها الإخوة الاعتراف بالحق فضيلة، اعترفوا بأنكم أخطأتم عندما تركتم المنهج القديم الذي خرّج الدكاترة والمهندسين والمحامين والأدباء.. الخ. يا إخواني في وزارة التربية، لا تتخذوا مني موقفا من قسوتي عليكم، فوالله إني احترم وزير التربية كل الاحترام وأقدر مجهوداته كل التقدير وإني أرى أنه أفضل وزير للتربية خلال الثماني سنوات الأخيرة، وإني لكم ناصح وأنتم أبناء وطني وبنو قومي ما أردت من ذلك إلا الإصلاح، اسألوا أنفسكم ما فائدة تغيير النظم والمناهج دون أن يكرس ويفرغ المدرس لإيصال المعلومات للطالب؟ أرد وأقول الكحلة بالعين الرمدة خسارة.