»بداية مثمرة« لمفاوضات السلام الاسرائيلية - الفلسطينية وأوباما يعتبرها »واعدة « لكنه ينذر بـ» خيارات صعبة«
عباس: لا نقبل بوجود مستوطنين أو قوات حدودية إسرائيلية في دولتنا
عواصم ـ وكالات: وســـط أجواء ايجابية وبداية مثمرة، بـــدأ الجانبان الإســـرائيلي والفلسطيني يومهما الثاني من مفاوضات السلام المباشرة فـــي العاصمـــة الأميركيـــة واشنطن.
وقد رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما باستئناف هذه المفاوضات معتبرا انها لحظة »واعدة «، الا انه حذر في الوقت نفسه من »خيارات صعبة « تنتظر الطرفين.
وقال اوبامـــا في بيان له ان »الاكثـــر صعوبة لا يزال امامنا في هـــذه المفاوضات، وآمل ان يدخل الاسرائيليون والفلسطينيون هذه المحادثات بحسن نية وتصميم واهتمام كبيرين« .
وتعهد اوبامـــا بان تقوم الولايات المتحدة بدعم الطرفين »بهدف اقامة دولتين تعيشان بجانـــب بعضهمـــا بســـلام وامن« .
من جانبها، قالت وزيرة العدل الإســـرائيلية تسيبي ليڤني إن الاجتماع مع الطاقم الفلســـطيني اتســـم بأجواء جيدة.
ونقـــل راديـــو »صـــوت إســـرائيل« امس عن ليڤني قولهـــا إنها اتفقت مع رئيس الطاقم الفلســـطيني صائب عريقات علـــى عدم الافصاح عن التفاهمات التي تم التوصل اليها، مؤكدة ان مكانة إسرائيل على الساحة الدولية وحالتها الاقتصادية والامنية مرتبطتان بفرص حل النزاع.
ومـــن جهتـــه، أفصـــح الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رؤيتـــه للوضع النهائي للعلاقات الاسرائيلية الفلسطينية قبل أن تستأنف محادثات السلام بين الجانبين، قائلا إنـــه »لا يمكن ان يبقى مســـتوطنون اســـرائيليون أو قوات حدودية في الدولة الفلسطينية المستقبلية وان الفلســـطينيين يعتبرون كل البنـــاء الاســـتيطاني داخل الاراضي التي احتلتها اسرائيل فـــي حـــرب عـــام ١٩٦٧ غير قانوني« .
واضـــاف عبـــاس فـــي تصريحات للصحافيين امس الاول علـــى هامـــش زيارته للقاهرة ان الفلســـطينيين لا يريدون في أي حل نهائي رؤية أي إسرائيلي على أراضيهم سواء كان مدنيا أو عسكريا.
وقال ان الجانب الفلسطيني يوافق علـــى وجود دولي أو متعدد الجنسيات مثلما هو الحال فـــي ســـيناء ولبنان وســـورية، لافتا الى تمسكه بالتفاهمات التي توصل اليها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت وتتمثل في إمكان نشر قوات من حلف شمال الاطلسي هناك كضمان أمني للجانبين.
واضاف عباس ان القدس الشـــرقية هي عاصمة دولة فلسطين وانه اذا كان من اللازم مبادلة مساحات صغيرة من الارض فلا بد ان تكون مساوية في الحجم والقيمة وان الجانب الفلسطيني مستعد لبحث هذا الامر لا أكثر.
وقال الطيب عبدالرحيم مســـاعد عباس البارز الذي يرافقه في الزيارة لـ »رويترز « ان الجانب الفلسطيني أمامه خياران للعودة للمحادثات، الخيـــار الاول هـــو موافقة اســـرائيل على وقـــف البناء الاســـتيطاني أو أنها توافق على دولة فلســـطينية على حدود ١٩٦٧، أما الخيار الثاني فيعني ان كل المستوطنات غير مشروعة.
وتابع ان اسرائيل لم توافق حتـــى الآن علـــى دولة على حدود ١٩٦٧ لكنها ستشرع في المحادثات على هذا الاساس.
وكان الرئيـــس الأميركي باراك أوباما قد رحب باستئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلســـطينية، معتبـــرا أنها »خطوة تبعث على التفاؤل رغم ما يعترضها من مصاعب «، وتعهد بدعم الولايات المتحدة لجهود الطرفين بهدف التوصل إلى حل الدولتين.
في غضون ذلـــك، قررت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امـــس فتح معبـــر »كرم أبو سالم« التجاري أقصى جنوب قطاع غزة لإدخال ٣٤٠ شاحنة محملة بالبضائع ومواد البناء لقطاعـــات مختلفة في قطاع غزة.
وقال رئيس لجنة تنسيق إدخـــال البضائع لقطاع غزة رائد فتوح، في بيان صحافي إن الشاحنات المقرر إدخالها ستكون مخصصة للقطاعين التجـــاري والزراعي وقطاع المواصلات والمساعدات.
وذكرت صحيفة »هآرتس « الإسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي ان سلطات الاحتلال تعتـــزم توســـيع العمل في معبر كرم أبو سالم، وزيادة عدد شاحنات البضائع التي تدخل قطاع غزة يوميا وذلك بعـــد تدمير الجيش المصري معظم أنفاق التهريب بين غزة ومصر.
وأضاف المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه »ان إغلاق الانفاق تسبب في نقص العديد من الاحتياجات الاستهلاكية لســـكان القطاع ولكن حتى اللحظة لم يصـــل الأمر الى أزمـــة إنســـانية، ورغم ذلك نحن نستعد لتوسيع العمل في معبر كرم أبو سالم لزيادة كمية البضائـــع التي تدخل غزة« .