Al-Anbaa

الحوت لـ «الأنباء »: قتال حزب الله في سورية محرّم شرعاً

- بيروت - اتحاد درويش - أحمد منصور

رأى نائب الجماعة الاسلامية د.عماد الحوت أن اتفاق جنيڤ النووي يمكــن أن يكون نقطة ايجابية في المنطقة اذا صدقت النوايا وإذا كان الهدف الرئيسي منه تجنيب المنطقــة الاحتدام الــذي كان حاصلا فــي الفترة الماضية، لافتا الى ألا يكون هذا الاتفاق على حساب دول المنطقة الأخرى وان يشــمل مســتقبلا الكيان الصهيوني لنكون امام منطقة خالية من أسلحة الدمار الشــامل، مســتبعدا ان يكــون لهذا الاتفاق اي انعكاس مباشر على ملفات المنطقة لأن الحوار حول النووي الايراني مستقل عن الحوار حول باقي الملفات. واعتبــر الحوت فــي تصريح لـــ «الأنبــاء » ان محاولة اظهار الاتفــاق حول النووي الايراني وكأنه انتصــار لايران ومحور المتحالفين معها على فريق آخر أمر غير دقيق، مشــيرا الى ان ايران قدمت تنازلات كثيرة وهي كانــت مضطرة الــى ان تذهب الى هذا الاتفاق، معتبرا ان من يذهب الــى اتفاق وهو مضطر لا يكــون منتصرا بل اقرب الى ان يكون منهزمــا، ورأى أنه لا انعكاس مباشــرا للاتفاق على

استبعد أن يكون للاتفاق النووي الإيراني انعكاس على الملف اللبناني

الوضع اللبناني الداخلي حتى اذا حــاول الفريق المتحالف مع ايران ان يوهم اللبنانيين بأنه بات منتصرا بهذا الاتفاق.

وأكد النائب الحوت ان ايران كانت نقطة توتير في المنطقة وتعمــد الى بلبلــة الاجواء في الــدول المحيطــة بها فــي اطار سياســة توسعية على حساب الآخريــن، وقــال ان الســؤال المطــروح اليــوم حــول مــا اذا كان الاتفــاق المتعلق بالنووي الايراني مع «الشيطان الأكبر » يعنــي ان ايران ســتتحول من دولة مشاكسة الى دولة مهادنة للاميركي وبالتالي ســيختلف اداؤها في المنطقة، لافتا الى ان الحوار الذي ابدته بعض الدول العربية تجاه هذا الاتفاق ينبع من هذا السؤال المطروح اليوم.

واستبعد النائب الحوت وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك مــن ترابط بين الاتفاق النووي الايراني والتفجيرين الانتحاريي­ن امام السفارة الايرانية في بيروت، مشيرا الى ان لبنان يمر بأزمة امنية متصاعدة يوما بعد يوم فــي ظــل الانتقال الــى مرحلة الانتحاريـ­ـين، داعيا الى التنبه الى مصدر هذه التهديدات الامنية وخلفياتهــ­ا واســبابها، ورأى ضــرورة معالجة اســباب هذا التهديد الامني حتي لا نصل الى مرحلة يصعب معها السيطرة عليه، وأكد ان اللبنانيين جميعهم ادانوا هذا النوع من التفجيرات التي طاولــت المدنيين والمقرات الديبلوماس­ية، لافتا الى ان تدخل حزب الله في القتال في سورية ادخل لبنان في تداعيات الازمة السورية، مشيرا الى ان نصف الشعب السوري على الاقل يعتبر حزب الله قوة احتلال وبالتالي ســتكون هنــاك ردة فعل على هذا التصــرف من جانب حزب الله الــذي تحول مــن مقاومة للاحتــلال الصهيوني الى قوة احتلال للقرى السورية. وقال ان حزب الله يمارس ســباحة انتحارية استدرجت ردات فعل، مستنكرا في ذات الوقت استهداف السفارة الإيرانية، رافضا الحديث عن بيئة حاضنة للانتحاريي­ن في لبنان. وقال ردا على سؤال ان من يريد تأزيم الوضع الامني في لبنان ويشعل نار الفتنة يفعل اي شيء، لافتا الى الانفجار الذي وقع في منطقة الرويس ومن ثم انتهاز النظام السوري الفرصة ليقوم بتفجير المســجدين في طرابلس بهدف اشــعال الفتنة المذهبية. وردا على سؤال حول ما إذا كان لبنان ينتظر مبادرة خارجية لتشكيل الحكومة أبدى النائب الحوت أسفه لربط فريق من اللبنانيين مصيره بمصير النظام السوري وبمصير محاور في الخارج ولو كان على حساب لبنان، مشيرا الى اننا كنا ظننا ان لبنان اســتطاع ان يتخلص مــن الوصايــة الســورية وان اللبنانيين اصبحوا من الرشــد بما يمكنهم مــن ايجاد الحلول لمشــاكلهم بأنفســهم، مؤكــدا صعوبة واستحالة ايجاد حل مع فريق يربط مصيره خارج لبنان. نائب الجماعة الاسلامية اكد «أن ما يقوم به حزب الله في سورية يحــرم شــرعيا علــى الصعيد الديني الاسلامي، حيث يشارك في ســفك دم المســلم »، معتبرا «انه شــريك كامل فــي جريمة محرمة شرعا ويخالف منطلقه الاســلامي والمبدئي والنضالي من خلال الشــعار الذي يرفعه فيما يتعلق بقضية فلسطين »، ورأى «ان الحزب فقد البوصلة وهو في حالة ضياع ومخالفة لنفسه» ، منبها الى وجود خطر على لبنان من الوقوع ضحية الفتنة المذهبية ».

وقــال الحوت لـــ «الأنباء »: «هناك جهود كبيرة تبذل لجر الســاحة اللبنانيــ­ة الــى الفتن المذهبية والطائفية، وفي نفس الوقت يقابله جهد كبير لمواجهة هــذه المحــاولا­ت لقطــع الطريــق عليها لعــدم الوقوع في هذا الفخ، خصوصا في ظــل تفاقم وارتفاع وتيرة الشحن المذهبي وتصاعده، فعندما يجعل حزب الله شعاره في القتال في ســورية شعارا مذهبيا بحتا، يستجر هذا الشعار المذهبي ردة فعل مذهبية أخرى، لكن هناك حرصا كبيــرا في عدم الوقوع في الفتنة المذهبية، الا ان مغامرة حزب الله فــي الداخل الســوري، تجعل هذا الوضع غير منضبط ومفتوح على كل الاحتمالات، مؤكدا أن هناك خطرا على لبنان في ان يقع ضحية الفتنة المذهبية.

واسف الحوت لسقوط الضحايا يوميا من حــزب الله «في مقاتلة الشعب السوري وليس ضد العدو الاسرائيلي» ، معتبرا «ان حزب الله تحول اليوم من مقاومة الى ميليشيا محتلة في سورية، وخسر شرف المقاومة ويغامر بكل مكتسباته في معركة خاســرة »، مشددا على «ان الحرب في ســورية لن يكون فيها منتصر بل الجميع ســيكون فيها خاسرا» .

وقال الحوت : «المشكلة ان حزب الله يعتبــر معركته فــي الجانب الســوري، معركة حيــاة او موت، وربــط مصيــره بمصيــر النظام السوري الخاسر ».

 ??  ?? عماد الحوت
عماد الحوت

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait