Al-Anbaa

بقلم: يوسف عبدالرحمن kwcom. alanba.abdul@ y.

- المربي الأستاذ أيوب حسين، اسم علم، غني عن التعريف، توفي وأنا في فرنسا ولم أحضر جنازته وتعزيته ولكنني في الغربة دعوت له لأنه علمني، فقد كنت طفلا وتلميذا صغيرا في مدرسة ابن زيدون الابتدائية ولم أعرف انه ناظرها الا عندما كبرت وعرفته عن قرب. رائع هو الأستاذ

له منطقة حولي حينذاك؟

يقول: حولي كانت تبعد عن العاصمة الكويت بنحو 15 كيلومترا وهذه المسافة كانت بعيدة بعض الشيء عنا ويفصلها عن العاصمة بر صحراوي جميل تكثر فيه الخضرة أيام الربيع، وموقع حولي مع هذا البعد أصبح أمرا مغريا للإنسان حتى يذهب إلى حولي ويشاهد هذه القرية الجميلة من منازلها المبسطة وأشجارها من سدر وأثل وبعض النخيل، وكانت بيوتها طينية وغرفها مبنية من الطن أيضا وبعض هذه الأبنية كبارة والمفرد كبر وتعني غرفة صغيرة سقفها هرمي من الأعشاب والحصران )البواري( فلها طعم طيب يختلف عن غرف العاصمة من حيث المساحة والأحواش والنظافة وكذلك نظافة الطرقــات الرملية فصارت متنزها للكويتين يذهبون إليه كل ربيع ليســكنوا فيه إما بالتأجير، أو الشراء، وكانت تلك الأيام الســيارات قليلة والناس لا يملكونها إلا القلة القليلة فكان معظم الأهالي ينزلون من العاصمة إلى حولي والعكس بواسطة سيارات الأجرة التي تسمى «عبرية » بالسابق حيث تقف هذه السيارات في صفاة الكويت وخاصة بعد العصر وينادي ســائقها بأعلى صوته حولي.. حولي، فيتدافع أهل حولي على هذه السيارات وهي قليلة جدا لأخذ الأمكنة فيها آخذين معهم المؤنة والأغراض التي يحتاجون إليها في حولي وبخاصة أكل للماشية من أغنام وغيرها فتظل القرية هادئة طوال الليل والنهار لا مكائن كهربائية ولا كهرباء حتى الماء كان يبــاع بواســطة الحمير والجمال، وبعــد الربيع يعود الاهالي الــى بيوتهم في العاصمة وتظل بيوتهم بحولي مغلقة الى الربيع المقبل إلا انه كانت أيضا هناك عوائل تسكن فيها طوال أيام السنة فيبنون ويهيئــون المنازل فيؤجرونها او تباع على من يرغب من المشــترين، وقد كان كثير من الأطباء في الماضي يوصون المرضى بالسكن في حولي لابتعادها عن العاصمة ولهوائها النظيف خاصة أنهــا لا تبتعد عــن البحر الذي فيه عدد من أشــجار الاثل الجميل ويسمى اثل خالد ويزين تلك المنطقة الساحلية قصر الشعب العامر الذي تسكنه المرحومة الشيخة موضي المبارك وفيها أيضا قصران منهمــا قصر بيان الذي يملكه الشــيخ احمد الجابر الصباح حاكم الكويت في تلك الفترة ويســكن حولي بعض الشيوخ فينشرون الأمن والاستقرار على هذه القرية.

اعطــي لكم مثــلا مكتوبا علــى نجوميته في الحديــث القديم، فلقد كتب في جريــدة «الوطن » في 22 7// 2012 في باب موروثاتنا الكويتية القديمة مقالا بعنوان «عاقبة الاعتداء » عبارة عن حزاية )قصة( تدور ما بن الخنفساء وابوالعريص وهو الفأر النرويجي، يقول: صلوا على النبي، ما يانا وياكم الا خير، لفانا ولفاكم وشر تعدانا وتعداكم.

ذات مرة كانت الخنفســان­ة قاعدة وســط الطريــق فمر عليها ابوالعريــ­ص )وهــو فأر ضخــم(، فقال لهــا: يا خنيفيســين­ه.. يا طنيفسينه.. اشكعدچ في الدرب اتنيسينه؟

فردت عليه الخنفسانة قائلة: خنفس.. خنفس امك والطنيفسين­ه بنت عمك، ليش ما تقولي يالشــمعة.. يا اللمعة يا بنت الســلطان ليلة اليمعة؟ فقال لها: هل تتزوجينني؟ واخيرا وافقت الخنفسانة على الزواج من ابوالعريص وانجبت منه سبع خنفسانات وسبعة فئران.

وفي يوم من الايام طلب الصغار من امهم ان تطبخ لهم عصيدة، فوافقــت الام على طلب ابنائهــا ولكنها لا تملك المواد اللازمة لهذه الطبخة كالطحن والدهن والدبس.

ففكرت في حيلة تجلب اليها تلك المواد، فتشــاورت مع زوجها ابوالعريص ليذهب الى بيت الاغنياء ويقع في كيس الطحن، ولما وقع فيه جاءت العبدة لتأخذ منه فشاهدت ابوالعريص مختفيا فيه، حينها اســرعت العبدة الى سيدتها مخبرة اياها بما حصل بكيس الطحن فأمرتها بالقائه الى خارج المنزل، وهذا ما تريد الخنفسانة التي تعاونت مع زوجها واولادها في نقله الى مقر سكنهم.

بعد ذلك امرت الخنفسانة زوجها ابوالعريص بتكرار ما حدث ولكن بالوقوع في صفيحة الدهن، فشاهدته العبدة وابلغت سيدتها به فأمرت بسكبه في الطريق. فرحت الخنفسانة بما حصل ونقلته بالتعاون مع باقي افراد الاسرة ولم ينقصها بعد ذلك الا الدبس.

ولآخر مرة امرت الخنفسانة زوجها بالذهاب الى بيت الاغنياء والوقوع في جرة الدبس، وبما ان مادة الدبس لزجة جدا ولا يمكن الفــكاك منها بســهولة فإن ابوالعريص المســكن حينمــا وقع اراد الخروج منها من اول وهلة ولكن لم يستطع فمات وطفا على سطح الدبس. وكالعادة، شــاهدته العبدة التي امرتها سيدتها بسكب كل ما في الجرة من دبس في الطريق.

ولما فقدت الام زوجها خرجت لتبحث عنه فوجدته ميتا بجانب الدبــس المســكوب، فتعاونــت مع صغارها في ســحبه الــى الغار وجلســوا حول جثمانه يبكــون ويلطمون قائلن: ويص ويص يا بونه.. ويص ويص يا بونه.

كان يطبق المثل «يا صبر ايوب» في حياته، ففي عام 2010 زرناه بعد ان تشافى من المرض في جمعية المعلمن بعد ان رقد في فراش المرض اكثر من 20 يوما في مستشفى زين بمنطقة الصباح الطبية لتلقي العلاج من آثار وعكة صحية داهمته طيلة خمســة اشــهر، وكان اســتاذنا ايوب حســن قد تعرض لجلطة ودخل في غيبوبة لايــام ومن بعدها لاحظت انه قلل ظهــوره وحضوره الى جمعية المعلمن ومشاركاته الاجتماعية.

كان مــن ابرز الشــخصيات الوطنيــة التــي وضعناها ضمن مســؤوليتن­ا الاجتماعية في عملية التكــريم القادمة، وقد حادثته هاتفيا ووافق على المقابلة والتكريم لكن هادم اللذات سبقنا اليه وســيحظى بالتكــريم باذن الله مــن ربنا عز وجــل وكل الكويت و« الأنباء» في مقدمتهم.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait